الخميس 02/مايو/2024

في أيام عرفة والعيد.. للأقصى رب يحميه ورجال لا يتركونه وحيدًا

في أيام عرفة والعيد.. للأقصى رب يحميه ورجال لا يتركونه وحيدًا

لم تتوقف وسائل نصرة المسجد الأقصى في إطار موجات التهويد ومحاولات الأسرلة، وإن خبا صوتها وقتاً قليلاً فسرعان ما تعود لتنطلق من جديد وتوصل رسالتها بوضوح أنها لا يمكن أن تسمح بتمرير مشاريع تصفية الأقصى وتهويده مهما كلف ذلك من ثمن.

وتزامن حلول عيد الأضحى المبارك هذا العام، مع دعوات صهيونية متلاحقة ومكثفة لاقتحام المسجد الأقصى في ذكرى ما يسمونه “خراب الهيكل”.

لكن الحضور المقدسي والفلسطيني من الداخل المحتل عام 1948 نجح في جعل هذا العام أكثر الأعوام فشلاً من الناحية الصهيونية؛ وذلك لقلة أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى مقارنة بالأعوام السابقة، في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل” الذي وافق الخميس الماضي (يوم عرفة)، وفق ما أكده لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” الخبير في شؤون القدس الأكاديمي جمال عمرو.

فشل أمام ثبات المرابطين
واقتحم يوم الخميس الماضي 850 صهيونياً باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات صهيونية كبيرة، وأدوا صلوات تلمودية، ورفعوا العلم الصهيوني.

وبين “عمرو” أنه ورغم محاولات الاحتلال المستميتة لمنع المقدسيين من إعمار المسجد الأقصى والرباط فيه في أول أيام عيد الأضحى المبارك، بطرق مختلفة، إلا أن المقدسيين نجحوا في عمارته بشكل مميز خلال صلاة العيد، وساندتهم في صلاة الجمعة قوافل من مناطق الداخل الفلسطيني المحتل.

وشدد الأكاديمي المقدسي على أن الوجود الإسلامي في الأقصى شكل رادعاً للاحتلال، وهو ما انعكس فشلاً للدعوات الصهيونية التي كانت تعد لاجتياح كبير للمسجد الأقصى خلال يوم عرفة وأيام عيد الأضحى المبارك.

أخطار كبيرة
ويرى “عمرو” أن خطراً شديداً يتهدد المسجد الأقصى المبارك، مستدلاً على ذلك بالحملات الصهيونية المحمومة لتفريغ المسجد الأقصى من عمّاره ومرابطيه، وتصفية الوجود الفلسطيني بكل رموزه، وتصفية الحسابات مع كل النشطاء.

ويعتقد “عمرو” أن من معالم الخطر الشديد المحدق بالمسجد الأقصى تآكل الوصاية الأردنية، التي يرى أنها تترنح نتيجة الضغط الصهيوني المتواصل، داعياً إلى ضرورة إحيائها وتقويتها.

ونبه إلى وجود عمليات تفريغ أتربة في الزاوية الغربية الملاصقة لحائط البراق، معتقداً أن ذلك يمهد لافتتاح أكبر كنيس صهيوني تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك.

قوافل الأقصى
ويبدو أن قوافل الأقصى التي يستمر وصولها إلى المسجد الأقصى من البلدات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 شكلت واحدة من علامات النجاح البارزة في التصدي لمؤامرة تهويد الأقصى واقتحامه في فترة عيد الأضحى المبارك.

وقوافل الأقصى ليست وليدة اليوم، فتاريخها يعود إلى عدة سنوات، حيث عكفت الحركة الإسلامية خاصة وأهالي الداخل المحتل عموما على تسيير تلك القوافل في سبيل تعزيز الوجود العربي والإسلامي في مدينة القدس ومنع استفراد الاحتلال بها وإبطال محاولاته بالسيطرة على المسجد الأقصى وجعله لقمة سائغة للمجموعات الاستيطانية.

وما حدث هذه الأيام هو أن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 جددوا حملات المناصرة لمدينة القدس وللمسجد الأقصى المبارك من خلال إعادة تسيير قوافل الأقصى.

 وأكد مسؤول قوافل الأقصى في منطقة طمرة بالداخل المحتل، الشيخ أحمد أبو الهيجا على تسيير العديد من الحافلات خلال الأسبوع الأخير يوميًّا وأخرى في يوم الجمعة فقط.

وأشار أبو الهيجا إلى أنّ كثيراً من المشاركين في هذه القوافل رابط في المسجد الأقصى واعتكف في أروقته؛ كأحد أشكال الوفاء له والدفاع عنه.

ودعا أبو الهيجا جميع سكان الداخل المحتل للانخراط بهذه القوافل وتسيير الحافلات خلال أيام الأسبوع كافة، والتركيز على أداء صلاة الجمعة على الأقل في المسجد الأقصى.

وقبيل عيد الأضحى المبارك انطلقت نداءات للرباط وتكثيف الوجود في المسجد المبارك في يوم عرفة وأداء صلاة عيد الأضحى في ساحاته.

ودعت الهيئات والمؤسسات المقدسية المواطنين كافة وخاصة المقدسيين وأهالي الداخل المحتل لنيل أجر الرباط والثبات في الأقصى بالصلاة فيه وإعماره وصد الاعتداءات التي يخطط لها المستوطنون.

وأهابت اللجان بكل الأحرار والشرفاء الوجود في المسجد الأقصى من فجر الخميس (يوم عرفة) واستمرار ذلك خلال أيام عيد الأضحى لحمايته من مخططات المستوطنين باقتحامه بدعوى ما يسمى “ذكرى خراب الهيكل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات