الحصار وهدم المنازل.. جزء من خطوات صهيونية متسارعة لتهويد القدس

بين سياسة هدم المنازل ومصادرتها، وعرقلة وصول المصلين المسلمين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى واستباحته من قِبَل قوات الاحتلال ومجوعات المغتصبين الصهاينة؛ تمضي قوات الاحتلال في تنفيذ خططها الرامية إلى فرض أمر واقع وتهويد القدس المحتلة قبلة المسلمين الأولى.
فخلال الأسبوع الأخير استمرَّت قوات الاحتلال الصهيوني في تطبيق إجراءاتها التعسفية ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم الخاصة ومقدساتهم ومؤسساتهم العامة في مدينة القدس المحتلة؛ بما في ذلك مواصلة عمليات هدم المنازل ووقف أعمال البناء والتوسع العمراني للمواطنين المقدسيين لصالح المشاريع “الاستيطانية”، وبهدف طرد أكبر عدد ممكن من سكانها الفلسطينيين وتهجيرهم منها، وتهويد المدينة نهائيًّا.
توثيق حقوقي
ووثَّق “المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان” في تقريره الذي يرصد انتهاكات الاحتلال اليوم الخميس (29-10)، والذي تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه؛ ازدياد انتهاكات الاحتلال التي تعكس خطة مبرمجة لفرض أمر واقع في إطار سياسة الاحتلال لتهويد المدينة التي باركها الله.
وتعدَّدت أشكال الاعتداءات الصهيونية على المدينة المباركة؛ ففي صباح الأحد (25-10) أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام باحات المسجد الأقصى ومحيطه ومحاصرة المصلين، واستخدمت القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين الذين رابطوا فيه لحمايته من اقتحام منظمات يهودية متطرفة لم تُخْفِ نية الاستيلاء عليه، ومنعت المئات من المواطنين المقدسيين من الوصول إليه عدة ساعات.
وجاءت تلك الأحداث على خلفية دعوة مجموعات يهودية متطرفة -وعلى رأسها جمعية تدعى “مؤسسة حقوق الإنسان في جبل الهيكل”- اليهود المتطرِّفين إلى اقتحام المسجد الأقصى وساحاته لإقامة شعائر تلمودية يهودية فيه، بمناسبة ما يطلقون عليه “يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل”.
وبناءً عليه قامت سلطات الاحتلال، ومنذ ليل السبت الموافق (24-10)، بنشر العشرات من عناصرها في أزقة البلدة القديمة وشوارعها ومحيطها.
وكان المسجد الأقصى والمصلون داخله قد تعرَّضوا لنفس الحادث بتاريخ (27-9-2009)، عندما حاولت مجموعة من المغتصبين اليهود اقتحام ساحات الأقصى.
اقتحام المسجد الأقصى!
وأكد شهود عيان أن القوات الصهيونية المدجَّجة بالسلاح اقتحمت باحات الحرم من خلال باب المغاربة الملاصق لحائط البراق عند الواجهة الغربية للمسجد، وشرع أفرادها على الفور في إطلاق وابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المصلين مباشرة، وقاموا بملاحقتهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرِّح والوحشي، وعلى كل من تواجد في ساحات المسجد الأقصى من نساء وأطفال وكبار سن ورجال دين دون أي تمييز، مستخدمين العصي والهرَّاوات الخشبية؛ ما أسفر عن وقوع بعض الإصابات.
واللافت أن ذلك تم بالتزامن مع إغلاق تلك القوات جميع أبواب باحات المسجد الأقصى، واعتقال حراس المسجد الموجودين عليها، ومنعت كليًّا أيًّا من المواطنين من دخوله أو الخروج منه؛ ما أدى إلى محاصرة أكثر من 200 مصلٍّ كانوا داخل المسجد القبلي في المسجد الأقصى نفسه، بعد إغلاق الأبواب عليهم بالسلاسل الحديدية والأقفال.
وشملت عملية محاصرة المصلين واحتجازهم الذين أمطرتهم قوات الاحتلال خلال ملاحقتها بوابل من القنابل الغازية المسيلة للدموع؛ منع وصول المياه والغذاء إليهم خلال احتجازهم داخل المسجد؛ ما أدى إلى وقوع عدة إصابات أخرى بالاختناق والإغماء داخل المسجد، دون أن تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم.
تدمير محتويات غرفة بث الأذان!
ووصلت الأمور إلى حد اقتحام قوات الاحتلال غرفة “بث الأذان” في المسجد الأقصى، وتعمُّد أفرادها تحطيم أجهزة البث وقطع كوابل الكهرباء؛ ما منع موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية من استخدام مكبرات الصوت لرفع آذان ظهر اليوم المذكور أعلاه، أو حتى إقامة الصلاة.
وفي حوالي الساعة 11:30 صباحًا سمحت سلطات الاحتلال فقط لمن هم فوق الـ50 عامًا من الرجال، بدخول المسجد الأقصى، ولكن بعد أقل من نصف ساعة عاودت عناصر القوات الخاصة الصهيونية، واقتحمت مجددًا باحات المسجد، واعتدت على المرابطين في الساحات، ومن ضمنهم صحفيون وثلاثة من أفراد طواقم الإسعاف الميدانية، واعتقلت عددًا من المواطنين؛ وذلك بالتزامن مع محاصرة مجموعات أخرى من المصلين داخل قبة الصخرة وفي المسجد القبلي ومعاودة إقفال أبواب المسجدين مجددًا على من فيهما بالسلاسل الحديدية بعد فتحهما فترة قصيرة من الوقت.
كما أغلقت أبواب المسجد الأقصى أمام الجميع، ومنعت أيًّا من طواقم الإسعاف أو الطواقم الإعلامية، من الدخول أو الاقتراب من أبواب المسجد.
الاعتداء على شهود الحقيقة
وقالت الصحافية” ديالا جويحان” إن الشرطة الصهيونية اعتدت عليها بالضرب المبرِّح بعد التقاطها صورة لشرطي صهيوني يعتدي على مسنٍّ فلسطيني؛ حيث قام أفراد من الشرطة بضربها والضغط على قدمها وتمزيق ملابسها؛ مما استدعى نقلها إلى مستشفى “المقاصد”، لإصابتها بـ”رضوض” شديدة في الرقبة والظهر، وتمزق عضلي في قدمها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال عشرات المواطنين المقدسيين من داخل باحات المسجد الأقصى أو في محيطه؛ من بينهم النائب عن دائرة القدس حاتم عبد القادر، واقتيد معظمهم إلى مركز توقيف الشرطة الصهيونية بالمسكوبية.
وفي يوم الإثنين الموافق (26-10) قرَّرت محكمة الصلح الصهيونية إبعاد النائب عبد القادر عن المسجد الأقصى وعن أسوار البلدة القديمة لمدة 21 يومًا.
هدم المنازل.. صورة أخرى للعدوان
وبالتوازي مع سياسة التضييق على وصول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد واستسهال اقتحامه وحماية المغتصبين لإقامة شعائرهم داخله؛ نفذت طواقم بلدية الاحتلال وآلياتها في مدينة القدس المحتلة خلال يوم الثلاثاء الموافق (27-10) حملة هدم جديدة طالت ثمانيَ منازل سكنية في ضواحي المدينة وبلداتها بعد طرد أصحابها منها بالقوة العسكرية؛ بذريعة البناء دون الحصول على ترخيص من بلدية الاحتلال في القدس المحتلة.
منزل أبو نمر.. اقتحام فتدمير وتشريد
فقد داهمت قوات صهيونية معززة بعدة مركبات عسكرية من قوات “حرس الحدود” والشرطة الصهيونية، برفقة طواقم وآليات هدم من بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، بلدة صور باهر جنوب المدينة المقدسة واقتحم أفرادها منزل المواطن نمر علي نمر (48 عامًا) المكوَّن من طابقين، وأخلَوه من سكانه وسط صرخات الأطفال والنساء، مستخدمين القوة، بعد أن أشاعوا جوًّا من الرعب والفوضى في صفوفهم، دون أن يتمكن السكان من إنقاذ جميع محتويات منزلهم وأثاثه.
وعند الساعة 7:30 صباحًا شرعت ثلاث آليات كبيرة (بلدوزارات) في هدم منزل عائلة المواطن نمر، وفي حوالي الساعة 11:00 صباحًا كانت الآليات الاحتلالية المشار إليها قد دمَّرت المنزل بالكامل وسوَّته بالأرض على ما تبقى فيه من أثاث؛ بما في ذلك أثاث الشقة التي تعود إلى أحد أبناء المواطن نمر الذي لم يمض على زواجه سوى ثلاثة أيام فقط.
الجدير ذكره أن منزل عائلة المواطن نمر يضم أربع شقق سكنية، وتبلغ مساحته الإجمالية 650 مترًا مربعًا؛ تقطنه أربعة أسر من عائلة ممتدة، تتألف من حوالي 25 فردًا؛ علمًا أن العائلة بدأت في بناء منزلها في العام 1992م، وأنهت بناء سقفه في العام 1996م.
أبو دويح ضحية أخرى لسياسة هدم المنازل
ولم يكن حال المواطن عاطف محمد حسن أبو دويح (32عامًا) أحسن حالاً؛ فقد اقتحمت قوات الاحتلال منزله في بلدة المكبر جنوب مدينة القدس، في ذات اليوم ودمَّرته بالكامل وسوَّته بالأرض.
ويتكوَّن المنزل المذكور من طابق واحد بمساحة إجمالية تبلغ 150 مترًا مربعًا تقطنه العائلة المذكورة منذ العام 2008م، وهي مكونة من 12 فردًا.
وكانت بلدية الاحتلال قد سلَّمت عائلة أبو دويح أمرًا إداريًّا بالهدم قبل نحو العام، وفي تاريخ (26-9-2009) تسلَّمت العائلة أمرًا ثانيًا بالهدم، إلى أن أقدمت البلدية على عملية الهدم هذه.
دمار وخراب ديار!
وتكرَّر ذات المشهد مع سكان منزل المواطن حسني أحمد أبو سرحان الذي لم تكتفِ قوات الاحتلال بتدمير منزله، بل أمهلته 15 يومًا لتنظيف ركام المنزل وإلا اضطرته إلى دفع غرامة بقيمة 100 ألف شيقل.
وتبلغ مساحة المنزل المذكور حوالي 100 متر مربع؛ كانت تقطنه عائلة من ستة أفراد، وسبق أن قدَّم المواطن أبو سرحان عدة طلبات لاستصدار رخصة بناء، إلا أن بلدية الاحتلال كانت ترفض طلباته.
المزيد من الهدم
ومع مضي الساعات إلى ما بعد ظهر نفس اليوم طال التدمير منزل المواطن خميس شحادة الطحان (50 عامًا)، ثم جرى اقتح
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...