الجمعة 08/نوفمبر/2024

ليشم.. غول استيطاني يلتهم أراضي رافات و يصادر معالمها

ليشم.. غول استيطاني يلتهم أراضي رافات و يصادر معالمها

هناك.. في الأراضي الزراعية وحقول الزيتون الواقعة جنوب قرية رافات مسقط رأس الشهيد القائد يحيى عياش، تتناوب جرافات الاحتلال في مستوطنة “ليشم” على تجريف أراضي القرية والبلدات المجاورة، وتقوم بسلب أهالي البلدة خيرة وأخصب أراضيهم الزراعية، كما تصادر معالمها الأثرية.

وكبقية مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية، تعاني قرية رافات الواقعة غرب سلفيت من غول الاستيطان وسرطانه الذي ينتشر يومًا بعد يوم وبسرعة؛ فالمستوطنة عزلت بالكامل جميع الأراضي الواقعة جنوب البلدة بعد أن افتتحها وزير الإسكان الصهيوني ورئيس حزب البيت اليهودي “أوري أرئيل”، عام 2013.

تجريف ومصادرة
 وبخطى متثاقلة، ومحملة بالهموم يشير المزارع أحمد عياش من القرية إلى أرضه الواقعة قرب مستوطنة “ليشم” ويقول: “الجرافات تقترب رويدًا رويدًا من الأرض، وقد أستفيق صباح أحد الأيام على الأرض وقد جرفتها ولم تبق منها شيئًا”.

 ويضيف: “كل يوم نصحو ونستفيق على صوت الجرافات وهي تجرف وتقوم بتجميع الأتربة والحجارة جنوب القرية، ولا أحد يقدر أن يوقفها، فجنود الاحتلال يحمونها، حتى إنهم يجرفون دون إخطارات مسبقة أو مصادرات،؛ فـ”دولة” الاحتلال تعد نفسها فوق القانون”.

ويؤكد عرسان شحادة رئيس مجلس البلدة أن مستوطنة “ليشم” ومستوطنة “إيلي زهاف” تستنزفان أراضي البلدة وكفر الديك وسرطة ودير بلوط، وأنه صودرت أيضا المناطق الأثرية؛ وهي معالم رومانية تسمى “دير سمحان” وهي منطقة كانت تاريخية جميلة جدًّا.

بدروه يشير غسان دغلس، مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، إلى أن محافظة سلفيت تعد منكوبة بكثرة المستوطنات، وأن “ليشم” هي مستوطنة أعلن عنها حديثًا بجانب مستوطنة “عليه زهاف”.

“المنظمة” تتحمل المسؤولية
ويُحمل النائب مصطفى البرغوثي، تسارع عملية الاستيطان إلى منظمة التحرير الفلسطينية، “كونها لم تشترط وقف الاستيطان، وقبلت بإرجاء هذه القضية وقضايا أخرى إلى المفاوضات المستقبلية، ما أعطى الاحتلال فرصة الاختباء وراء سياق السلام، وتسليمها مجانًا الذريعة المثالية والغطاء الأفضل لتهويد القدس وتمزيق الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية”.

وحول توسيع مستوطنة “ليشم” ومستوطنات الضفة؛ كتب  المحلل الصهيوني “دوف فاسغلاس” في صحيفة “يديعوت” العبرية أن “إسرائيل” توسّع “الثقوب” الاستيطانية في “قطعة الجبن” الفلسطينية، وأن مشاريع اقتصادية لمستوطنات قليلة متفرقة في عمق الأراضي الفلسطينية تُفشل إمكانية التسوية السياسية وتجعل كلام حكومة “إسرائيل” عن السلام سخرية”، حسب ما قال.

ويقول الباحث  د. خالد معالي إن؛ مستوطنة “ليشم” بدأت بحوالي 130 وحدة استيطانية منها المأهولة بالسكان ومنها قيد الإنشاء ويأتي هذا البناء في نطاق مخطط لبناء 700 وحدة لتوسعة المستوطنة المذكورة على حساب أراضي المزارعين؛ والمستوطنة باتت تطوق خربة دير سمعان الأثرية  بالكامل.

ولفت معالي إلى أن “ليشم” هي مستوطنة أعلن عنها عام 2013 بجانب مستوطنة “عليه زهاف”، وتأسست سنة 1982، وبلغت مساحة مسطح البناء لها لغاية عام 2010 (290 دونماً)؛ وهي مقامة على أراضي قرية كفر الديك ورافات ودير بلوط وسرطه غرب محافظة سلفيت، وبلغ عدد المستوطنين بداخلها 424 مستوطنًا وقتها.

 وأكد معالي أن مستوطنة “ليشم” وتعني بالعربية “الجوهرة” هي واحدة من بين 25 مستوطنة تحيط بقرى وبلدات سلفيت، وأن ما يقوم به الاحتلال من عمليات تجريف يومية يخالف القانون الدولي الإنساني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات