السبت 05/أكتوبر/2024

انعقاد المؤتمر الثامن لملتقى الرواد في العالم الإسلامي بإسطنبول

انعقاد المؤتمر الثامن لملتقى الرواد في العالم الإسلامي بإسطنبول

انطلقت أمس الجمعة (7-10) في مدينة اسطنبول فعاليات ملتقى الرواد الثامن في العالم الإسلامي تحت شعار (الأقصى في خطر)، والذي يستمر على مدار يومين، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين ومركز العلاقات العربية التركية بهدف حشد طاقات الأمة الإسلامية تجاه قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، ودعما للمرابطين في ساحات الأقصى، وتضامنا مع الشيخ رائد صلاح الأسير في سجون الاحتلال الصهيوني.

وشهد حفل الافتتاح عدة كلمات للقائمين على الملتقى والضيوف من شخصيات فلسطينية وتركية وإسلامية.

ثقافة الأقصى

من جانبه النائب سعود أبو محفوظ، رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، ثمّن دور شيخ الأقصى رائد صلاح وقدرته على التأثير في الشعوب الإسلامية، حيث قال: “إن تغير الشعوب أعظم بكثير من تغير الحكومات، وأنت بثقافة الأقصى غيّرت الكثير”.

وأضاف أبو محفوظ: “الشيخ صلاح ضمير الأمة  نحو القدس والضمير، لا يتغير والمنطق لا يتغير، والأمة ضميرها ظاهر وليست مستترا، والرائد صلاح  أعلن الجهاد والاستشهاد نصرة للأقصى، ودفع ثمن ذلك أكثر من مرة”.

وحثّ النائب الأردني أبو محفوظ شباب وشابات الأمة أن يلعبوا الدور الحقيقي في الدفاع عن المقدسات وفلسطين، وأن يجعلوا أنفسهم مشاريع شيخ الأقصى، قائلا: “كل منا قادر على أن يكون رائد صلاح جديدًا”، مطالبا إياهم بحمل ثقافة الأقصى لتتحد الأمة في جهادها بمجموعها.

من جهته، الأستاذ ياسين أقطاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عبر عن مكانة القدس لدى الأمة وخاصة الشعب التركي، وما تمثله من معانٍ كثيرة ونموذج “جسد حالة السلام والكرامة والاحترام، وكيف فشل هذا النموذج عند احتلالها من الصليبيين، ثم عاد للقدس نموذجها بجهود صلاح الدين الأيوبي” على حد وصفه.

وفي إشارة إلى التوأمة بين مدينتي اسطنبول والقدس، قال أقطاي: “اسطنبول هي تقليد عن القدس بنموذجها، وجميع المدن التركية والقاهرة ودمشق وغيرها، كانت تقليدا لنموذج القدس”.

وأضاف أقطاي: “هذا النموذج قدم كل الحريات للأديان، ونحن لسنا احتلالا؛ بل بموقف الفتح”، موضحا ما صنعه اليهود عندما احتلوا الأقصى، واتبعوا سياسية التطهير العرقي والديني الذي لا يبقي إلا اليهود، كما فعل الصليبيّون بأهل القدس، حتى من الطوائف الأخرى من النصارى.

كما وجه أقطاي التحية للشيخ رائد صلاح القابع في السجن الإسرائيلية، وكل من يقدم من أجل فلسطين وتحريرها، عادًّا دور الشيخ صلاح في الدفاع عن الأقصى مثالا يحتذى به نصرة للمسجد الأقصى.

وعن أهمية الأقصى ومكانته قال أقطاي: “الأقصى تحت الاحتلال، فالعالم كله تحت الاحتلال، وإن حرية الأقصى تعني حرية الإنسان وكل العالم”.

ونبّه نائب رئيس حزب العدالة والتنمية أن استهداف تركيا كان لمنعها من التقدم وللسياسة التركية الداعمة لفلسطين والعالم الإسلامي، مؤكدا أن هذه السياسة “تنبع من قلوب الأتراك، وقضية فلسطين تجمع الشعب التركي بألوانه السياسية كافة”، مشيرا إلى اجتماع كلمة الشعب التركي حول قضية أسطول الحرية.

واختتم أقطاي كلمته بالقول: “تركيا عملت وستعمل من أجل تحرير فلسطين، وسنلتقي في المؤتمر القادم في فلسطين، ومن أجل الأقصى إن شاء الله”.

المرابطون والأقصى

وفي كلمة المقاومة الفلسطينية؛ حيا الشيخ روحي مشتهى عضو المكتب السياسي لحركة حماس الحضور ورواد العمل من أجل القضية الفلسطينية المركزية لدى الأمة الإسلامية، وثمن الدور الكبير الذي يقدمه المرابطون قائلا: “في الزمن الصعب الذي تخلى فيه القريب والبعيد عن نصرة هذه القضية، وبات الأعداء يضربون القدس عن قوس واحدة، واستفرد العدو بنا، فذهب المرابطون والمرابطات  للذود عن حمى القدس والأقصى وإن تطلّب بذل كل نفيس”.

وأضاف مشتهى: “أراد العدو أن يكرس وجوده فأبى المرابطون إلا النهوض لكسر هذا العدوان والذود عن الأقصى ومناهضة الاستيطان”.

كما أشار إلى دور الضفة المحتلة في مقاومة المحتل والتنسيق الأمني، فقال: “سعى أفراد التنسيق الأمني ليكون الهدوء دندنة طيلة الوقت، فأبت إلا أن تكون كالبركان الثائر وانتفضت ضد العدو والتنسيق الأمني الآثم”.

وأوضح القيادي الفلسطيني الدور الذي يلعبه قطاع غزة المحاصر، من خلال تجربته التي صنع فيها القوة من الضعف، وجعل من الهوان عزة وكرامة، حيث قال: “غزة شقت طريقها؛ فصنعت سلاحها، وحفرت أنفاقها، ونصبت صواريخها، وأصبحت رقما صعبا يحسب لها العدو ألف حساب”.

وعن رسالة فلسطين ومقاومتها، قال مشتهى: “إننا ندافع على الثغر الأول، ونذود عن حياض الأمة، وندفع لذلك فلذات أكبادنا فيرتقون شهداء أو أسرى، شعارهم لا نكل ولا نستقيل حتى يتم الله نوره رغم كل الصعاب”.

وطمأن عضو المكتب السياسي لحماس جماهير الأمة والحضور على عزيمة الشعب الفلسطيني، قائلا: “شعبنا يزداد قوة على قوة، وإن مقاومتنا كل يوم في تقدم وتطور، وإبداع قل نظيره، ورغم قلة الإمكانيات ستبقى شعلة المقاومة متقدة، وتقدم النموذج في التضحية والعطاء وبوصلتها واضحة المسرى والأسرى”.

كما وجه تحية إلى الشيخ رائد صلاح لدوره في نصرة القدس وحماية الأقصى التي يدفع ثمنها اليوم في سجون الاحتلال الصهيوني.
 
بدوره، الشيخ أحمد العمري متحدثا باسم هيئة علماء المسلمين، دعا العرب والمسلمين إلى تبني مواقف الشجاعة والريادة  كمواقف عمر بن الخطاب، وصلاح الدين، مسقطا ذلك على الواقع الحالي، قائلا: “بطولة الشيخ أحمد ياسين والمواقف التي سطرها شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح حفظه الله وفك أسره، وأسر إخوانه المجاهدين المرابطين”.

وتابع: “الله أعطانا العلم والبيان، فعليكم أن تتمثلوا حياة العلماء الربانيين شيخ الإسلام ابن عبد السلام وعز الدين القسام، هؤلاء الذي قالوا كلمة الحق”، وطمأنهم أن جهود الأمة التي تبذل وتضحياتهم ستثمر، قائلا: “واعلموا أن سواعد المجاهدين في بلاد الشام ومصر واليمن وليبيا والعراق ستلتحم يوما مع سواعد المجاهدين في فلسطين لتصنع نصر وفتحا كبيرا”.

من جانبه عبد الرزاق المغري، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، أشار إلى ارتباط جميع قضايا الأمة بالقضية الفلسطينية، وإلى أن قوة الأمة تتحقق بتحرير فلسطين، “يوم يرجع المسجد الأقصى للمسلمين، ويوم تجتمع كلمة الأمة، على هدف واحد وعلى رؤية واحدة وهي تحرير المسجد الأقصى”.

وأكد المغري أنه “رغم ما تشغل الأمة من قضاياها وآلامها في ديارها، وبعد أن أصبح جل اهتمامنا وشغلنا قضايانا الوطنية، فيجب أن نفهم ونعي أن حل القضية المركزية سيحل كل القضايا وهي تحرير المسجد الأقصى”.

وطالب الأمة بأن تجعل هدفها “العمل من أجل فلسطين، وأن تكون البوصلة والقضية واضحة، ونحن حينما نعمل لأوطاننا فإننا من أجل تحرير فلسطين، وحينما نعمل من أجل فلسطين فإننا نعمل من أجل تحرير ونهضة أوطاننا”.

مشروع الزحف

ولفت رئيس حركة  مجتمع السلم الجزائرية إلى أنه لن يُسمح للأمة بأن تنهض وتتطور، قائلا: “إنهم يعلمون إذا تحققت قصة نجاح بأي بقعة في العالم الإسلامي، فإن تلك البقعة ستتحول إلى مشروع للزحف نحو المسجد الأقصى، لذلك يجب أن نتجمع كلمتنا حوله”.

وعن الجانب المصري وجه د. صلاح عبد المقصود وزير الإعلام في حكومة الرئيس محمد مرسي، التحية والتقدير لشيخ الأقصى رائد صلاح، الذي يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني، وتابع قائلا: “التحية إلى نصير القدس والأقصى محمد مرسي، الذي يقبع في سجون الانقلابيين  في مصر”.

وأضاف عبد المقصود: “هناك رجال غابوا اليوم عنا، وشاركوا في اللقاء التأسيسي الأول للملتقى: محمد البلتاجي والنائب صلاح سلطان رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي، وصفوت حجازي وحازم فاروق وغيرهم”.

وأشار الوزير إلى أن الأمة اليوم “تعيش آلام المخاض، وهي تتهيأ لتنهض للدفاع عن القدس والأقصى”.

وأكد د. صلاح أن تحرير القدس يتطلب منا الكثير، قائلا: “علينا أن نواصل الجهود؛ فالقضية بحاجة إلى مواصلة عملنا ليلا ونهارا، وألا يفتر هذا الجهد من أجل القدس، وندرك أن تحرير القدس يبدأ من تحرير صنعاء والقاهرة من الانقلابيين، وبنغازي من العملاء، وسوريا من الاستبداد”.

وعن المرأة الفلسطينية، أشارت الدكتورة أمل خليفة، رئيس الاتحاد النسائي العالمي لنصرة القدس وفلسطين، أن “لا عزة للأمة ومقدساتها منتهكة وحرمتها مستباحة، رغم أن أي أمة تعرضت لنصف ما تعرضت له الأمة الإسلامية لما استطاعت الصمود”.

وأكدت د. خليفة أن لدى الأمة الكثير لتقدمه مقارنة بما تملكه من طاقات مدخرة عليها إخراجها، والمرحلة الحالية هي المخاض، ويستلزم بذل جميع الجهود.

وأشارت خليفة إلى صمود أهل غزة وفلسطين، قائلة: “غزة التي راهنوا على استسلامها ورفع الراية البيضاء، هم لا يستخدمون القماش الأبيض إلا في دفن شهدائهم، ولن يستخدموه لغير ذلك”.
وطالبت الأمة بنصرة الأقصى قائلة: “فانصروا الأقصى بكل وسعكم، فما يزال عندكم الكثير”.

من جانبه، الشيخ محمد العكروت في كلمته عن تونس وجه التحية للمرابطين الذي يدافعون عن عرض الأمة، وأشار إلى أن عقد انتهاء الاحتلال قريب باحتجازه الحرائر.

وأوضح الشيخ العكروت أن “البرلمان التونسي يناقش في إطار إعادة النظر لمرجعيات البرلمان حتى يكون في البرلمان التونسي لجنة خاصة تناقش القدس وأوضاعها”.

وفي صورة جسدت التضامن الشعب التونسي مع قضيتهم الفلسطينية، أكد الشيخ العكروت أن “البرلمان قد اقتطع قطعة من أرض تونس، وهي مخصصة للقضية الفلسطينية ونصرتها” .

بدوره الشيخ عبد الرقيب عباد، متحدثا عن اليمن، شكر الشيخ رائد صلاح، “فرغم وجوده في الحبس لم ينسَ تعز ولا اليمن، فقدم لها المساعدات، وأوصى بإرسالها لأهالي تعز”.

ومن جنوب أفريقيا، وجه الشيخ إحسان مدرس التحية إلى شيخ الأقصى، وللشعب الفلسطيني قائلا: “أبشر الشعب الفلسطيني؛ كما رأينا نهاية التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، نبشركم بنهاية الاحتلال الصهيوني، ويا قدس إنا قادمون، وسننتصر وينتصر الشعب الفلسطيني والمسلمون”.

وعن أندونيسيا، وجّه د. سيف البحر تحية لشعب فلسطين والأقصى، فقال: “تحية النصر من أقصى شرق أسيا، من قلب جزيرة جاوة و15 ألف جزيرة إندونيسية، فشعبنا محب للأقصى”، وأكد أن الإندونيسيين هم أيضا عربا مسلمون، “وسنأتي إلى المسجد الأقصى فاتحين”.

ومن الجانب التركي وعن حزب الشعوب الديمقراطي التركي، جدد النائب قادري يلدرم الوعد الذي أطلقه صلاح الدين على نفسه بتحرير القدس وفلسطين، “وباعتباري أنا من أبناء صلاح الدين، نجدد العهد ذاته”.

وأبرق النائب قادري يلدرم بالتحية نيابة عن حزبه إلى المؤتمر، وأشار إلى أن تحرير القدس وحل القضية الفلسطينية لا يمكن إلا “باتحاد الأمة، وعندها ستتعادل كفة الميزان”، وفي ختام كلمته تمنى النائب يلدريم أن يرى تحرير القدس والشعب الفلسطيني واقعًا.

وأكد د.عبد الحميد السالم، رئيس لجنة فلسطين في حركة البناء الوطني، أن القضية الفلسطينية تعيش في أذهان الجيل القادم، قائلا: “الأجيال قد سبقتنا، حتى بأناشيدهم؛ ففلسطين الشهداء عندهم فلسطين المقاومة والتحرير، وليس التطبيع والمفاوضات”.

بدوره  د. عبد الوهاب أيكنجي، عن حزب السعادة التركي، طالب الجميع بالوحدة، والتعاون وتطبيق كتاب الله في أنفسهم  قائلا: “الجميع يعلم أهمية القدس والأقصى، ونحفظ الآيات التي تؤكد ذلك، لكن علينا أن نذكر ونحاسب أنفسنا، فإن فعلنا ستتحرر القدس ونقيم مؤتمرنا في المسجد الأقصى العام القادم”.

بينما د. محمد أحمد حاج

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات