الخط السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يؤتي أُكله

قد تُنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سِقم
لا مجال لأحد من أن ينكر الحقائق التي أثبتت للقاصي والداني نضوجا ملحوظا في الرؤية ، وعمقا باهرا في القدرة على التعامل الميداني ، فقد تجلت القيم الأخلاقية ساطعة في جميع ميادين الحياة ، وفقا للرؤية الإسلامية الحركية الدعوية ، والعقدية المنهجية ، في حركة المقاومة الإسلامية حماس ، وكل من ينكر ذلك فهو بعيد عن الحقيقة والإنصاف ، ولعل الدلائل التي تشير إلى ذلك كثيرة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي :

1- اعتراف الحكومة المصرية بتراجع التهريب من خلال الأنفاق والحدود على جانبي الحدود المصرية الفلسطينية في مدينة رفح.
2- تراجع سرقة المياه إلى نسبة الثلث في منطقة خان يونس وحدها وفق ما صرح به الأخ المحترم رئيس بلدية خان يونس .
3- فصل عدد من الضباط والجنود العاملين في جهاز التنفيذية بسبب ما قاموا به من تجاوزات .
4- اعتراف منابر حقوق الإنسان أن قطاع غزة يشهد أمنا لم يشهده منذ عشرات السنين .
5- العيون الساهرة التي لا تنام والمنتشرة في معظم شوارع وأزقة غزة حتى الفجر مما أدى إلى انخفاض حاد في وتيرة أعمال السرقة .
6- انخفاض ملحوظ في مظاهر العربدة والفلتان والزعرنة إلى حد قريب من التلاشي .
7- ارتفاع المردود المالي لشركة كهرباء غزة من قِبل المواطنين .
8- سرعة إلقاء القبض على المجرمين بعد ارتكاب جرائمهم كما حدث مؤخرا في أماكن كثيرة مثل دير البلح ورفح وخان يونس وغيرها مما سمعنا به من خلال وسائل الإعلام .
9- العمل الجاد والدءوب من أجل تشكيل جهاز أمني قوي في قطاع غزة .
10- العمل على حل الإشكال القانوني في العمل السياسي والمدني لمعالجة الفراغ القائم .
11- التعامل مع المعتقلين بالشكل الإنساني الراقي والحضاري الكبير ، والميدان يشهد على ذلك .
12- العفو عن الذين تلطخت أيديهم بدماء المجاهدين من زعران وبلطجية فتح .
13- انخفاض كبير ملموس في النزاعات القبلية وحتى الشخصية منها .
14- القبض على عدد كبير من تجار ومتعاطي المخدرات ومحاولة إصلاحهم .
15- القبض على شبكات دعارة وإجراء مراسيم الزواج لبعضها ومحاولات إصلاح الآخرين .
16- غياب إطلاق النار في مناسبات وغير مناسبات مما أدى إلى الحفاظ على أرواح الناس .
17- تلاشي ظاهرة سلاح الشوارع والهيات الكاذبة .
18- انخفاض حاد وجلي في أعمال السطو والسرقة .
19- غياب ظاهرة المحسوبية والرشوة والواسطة .

لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة وخاصة قبل الأحداث من أن رجال حركة حماس يمتازون بأفق ضيق ، وبعقلية صعبة ، وبرؤية ضبابية وغير واقعية وأنهم لا يملكون برنامجا سياسيا ، ونعوت أخرى كثيرة ، ولكن الرجال في الشدائد تُعرف ، فهذه تجليات البرنامج السياسي في قِيمِهِ الخلقية العالية يفوح عطرها في كل مكان ، بغض النظر عن ما نسمع عنه هنا او هناك ، من خروقات مدنية أو غير مدنية ، فهذا الأمر عند المحللين أمر عادي بل لا يُذكر إذا ما قورن بدول أخرى ؛ خاصة أننا نعيش وضعا استثنائيا على الصعيد الجغرافي والديمغرافي ، والسياسي والأمني والمجتمعي ، ليؤكد من جديد عظمة برنامج الحركة السياسي والتعبوي والدعوي ، بحيث لا يكون هناك مجال للتعامي وإغفال الحقيقة ، إلا لمن ارتبطوا بأجندة إسرائيلية أمريكية فأولئك حدث عنهم ولا حرج .

إنني أتذكر قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وهو يعلم الأمة إلى قيام الساعة ، كيف تكون الأخلاق المؤمنة في حديثه الشريف (( مَن آمن منكم رجلا على دمه ثم قتله فأنا بريء منه ولو كان المقتول كافرا ))

وأتذكر أن جنديا من جنود الصحابي الجليل أبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه ، أعطى الأمان إلى قرية بأكملها في بلاد العراق ، فأرسل أبو عبيدة إلى سيدنا عمر ابن الخطاب ليخبره بما فعل الجندي مع أهل تلك القرية ، فقال عمر رضي الله عنه وأرضاه قولته المشهورة التي سجلها له التاريخ : لا تكونوا أوفياء حتى تفوا .

صدقت يا سيدي يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عندما قلت : أجرنا من أجرت يا أم عامر . أم عامر امرأة ، هي ليست رجلا ، بستجير بها مشرك فتجره ، فما أعظم شهامة وأخلاق هذا الدين العظيم الذي يلقى حربا من كل قوى الأرض الكافرة المتآمرة .
وهو صلى الله عليه وسلم يخاطب سكان مكة بعد فتحها: ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم ،قال اذهبوا فأنتم الطلقاء .

صلاح الدين الأيوبي يعفو عن الصليبيين وكان لعفوه أثر كبير على قلوبهم حيث دخل الكثير منهم في دين الله .
أنها أخلاق الإسلام يا دعاة الفسق والفجور ، ويا قادة الكفر والبغي ، هذه حركة حماس تتشربها من دينها ، من كتاب ربها ، ومن سنة نبيها ، ومن قادة جيوش العزة والإباء عبر التاريخ الإسلامي المجيد ، لا من خلال قبلات الصليبية الكافرة الكوندرا رايز ولا من خلال معانقات اليهودي الكافر أولمرت ولا من خلال كواليس دايتون ، ولكنها ملة الكفر الواحدة التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة إلى قيام الساعة .