اكتشاف طاحونة أثرية في ميناء غزة تعود للعصر الروماني

تم مؤخرًا اكتشاف طاحونة أثرية داخل ميناء غزة تعود إلى ما قبل 1620 عاما، وتم التحفظ عليها، في أحد المتاحف بمدينة غزة.

وأوضح مدير عام الآثار في قطاع غزة جمال أبو ريدة في تصريح له الثلاثاء، أنه عثر على هذا الطاحونة في ميناء غزة القديم المعروف أثريا باسم مدينة “مايوماس” البحرية، ويعود تاريخها إلى ما قبل العام 395 للميلاد، أي إلى فترة العصر الروماني، وذلك بالتعاون مع جهاز الشرطة البحرية.

وقال: “الفحوصات الأولية للطاحونة بينت أنها مكونة من دولابين من صخر البازلت الأسودن قطر الدولاب الواحد حوالي متر، وهما عبارة عن حجري الطحن اللذين كانا يستخدمان لطحن الحبوب كالقمح والشعير، وهي تدار بقوة البهائم، أو بقوة الإنسان حول محور من الخشب الصلب”.

وأضاف: “الدراسات التي أجريت على الطاحونة رجحت وجودها في إحدى المطاحن التي كانت ضمن مدينة (مايوماس) البحرية، والتي كانت عبارة عن ميناء رافد لغزة، وقد اشتهرت خلال العصر الروماني، ولاحقاً في العصر البيزنطي، وكانت مدينة مأهولة وعامرة”.

وأشار إلى أن تلك المدينة القديمة كانت مركز اتصال غزة بالعالم الخارجي، وكانت المكان الرسمي والرئيس لتصدير البضائع من غزة، ولكن مع تقدم الزمن طغى البحر على أجزاء واسعة من المدينة، واندثرت تحت أمواج مياه البحر، منوها إلى أن هذه الطاحونة من المخلفات الأثرية الحضارية الخاصة بتلك المدينة المندثرة.

وعدّ أبو ريدة أن هذه الطاحونة ذات قيمة أثرية وحضارية؛ كونها تدل على حرفة الطحن التي كانت إحدى الحرَف الموجودة خلال العصر الروماني في غزة، ولها أهمية في معرفة النشاط الاقتصادي والصناعي في العصر الروماني، ولاحقاً في العصر البيزنطي.

كما لفت إلى أن هذا النوع من الطواحين يظل مستخدماً مئات السنوات ما لم يتعرض للكسر، لأنها مصنوعة من الحجر البازلتي الصلب.

وأكد أنه تم وضع الطاحونة المكتشفة في متحف قصر الباشا الحكومي في غزة لعرضها أمام الزوار كونها أحد النماذج الأصلية والأثرية للعصر الروماني في غزة.

 وشكر جهاز الشرطة البحرية في غزة الذي كان له دور كبير في اكتشاف واستخراج الطاحونة الأثرية.