السبت 10/مايو/2025

مقترحات منزوعة الدسم

مقترحات منزوعة الدسم

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو «مضروب علىوجهه» هذه الأيام ويتصرف بعصبية شديدة وهو يراقب غريمه «الجديد» محمود عباس، يمضيقدماً في عرض استقلال فلسطين على مجلس الأمن الدولي، في إطار مشروع قرار يقضيبإنهاء احتلال الضفة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود «1967» وعاصمتها القدسالشرقية، وذلك في موعد لا يتجاوز نوفمبر عام «2016».

ورغم التحذيرات والتهديدات الإسرائيلية والأميركيةالموجهة إلى عباس لسحب مشروعه، فإن الرجل دخل فعلاً مرحلة التمرد والانتفاض ولميعد مستعداً للتراجع. ولو لم يحس نتانياهو بجدية أبومازن، لما رأيناه منهمكاً فيإعداد رزمة مشجعات لعرضها على رئيس السلطة لثنيه عن اللجوء إلى مجلس الأمن وطلبهرسمياً من محكمة الجنايات الدولية محاسبة “إسرائيل” على جرائمهاالبربرية ضد الشعب الفلسطيني.

ومن خلال تتبع تلك المحفزات فإنها تبدو سخيفة ومنزوعةالدسم، وتدور حول الدعوة لمؤتمر دولي هدفه «تعليق الأمر الواقع»، من خلال خلق فترةهدوء طويلة تعطي المنطقة سنوات لا تشوبها الانتفاضات، وذلك في انتظار أن يسودالاستقرار الشرق الأوسط وأن تنتهي أو تتراجع موجة التطرف الإسلامي.

ويهدف نتانياهو من توجه كهذا إلى إقناع عباس بسحب طلبهمن الأمم المتحدة وعدم السعي إلى فرض قيود اقتصادية ضد “إسرائيل” وجعلهاتبدو بالتالي كدولة مارقة، وكذلك عدم إحراج الولايات المتحدة من خلال حملها علىاستخدام الفيتو لقتل تطلعات الشعب الفلسطيني السلمية للاستقلال.

غير أن الظروف الإقليمية والدولية المتفجرة لا تسمحإطلاقاً بنجاح مثل هذه المساعي المريبة التي تتضمن الإفراج التدريجي عن معتقلينفلسطينيين، والسماح بوصول سفن إلى ميناء غزة، وتنشيط السياحة والتجارة بين الضفةوالقطاع وتحسين المرافق العامة في القدس الشرقية، مما يعني في الواقع إدامةالاحتلال.

ومع ثقتنا بأن عباس «المنتفض» لن يقع في هذا الفخالمكشوف، فإنه سيظل على تمسكه باستخدام ورقة مجلس الأمن، حتى لو لجأت أميركابالفعل إلى حجب مساعداتها عن رام الله، وهي مساعدات نأمل في أن تتضامن العواصمالعربية لتأمينها للشعب الفلسطيني المناضل.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات