عائلة الطفلة إيناس تستقبلها شهيدة على سريرها.. وتودعها عليه

استقبلت والدة الشهيدة إيناس دار خليل “4 أعوام” جثمان ابنتها التي استشهدت أمس بقرية سنجل شمالي رام الله ظهر اليوم الاثنين على سريرها الصغير.

نامت “تهاني” 32 عاما” بجانب جثمان ابنتها الشهيدة المسجى على سريرها، وبدأت بلمس وجهها قائلة: “نامي يا إمي نامي..هاي آخر مرة بتنامي على تختك، ما راح تنامي معنا مرة تانية.. يا عصفورتي نامي”، فأجهش جميع من حضر المشهد بالبكاء.

“سامحينا يا ستي.. يا عمري يا ستي.. يا روحي يا ستي..تعالي زورينا يا ستي..الله يرحمك يا ستي”.. صرخاتٌ من جدة الطفلة اخترقت قلوب المشيعين أثناء نقل الطفلة من منزلها للصلاة عليها في مسجد البلدة.

 حادث متعمد
انطلق موكب تشييع الشهيدة الطفلة إيناس من مجمع فلسطين الطبي ظهر اليوم متجها لقرية سنجل حيث سجي جثمان الطفلة وووري الثرى.

 وأفاد مراسلنا أن الجثمان نقل لمنزل عائلة دار خليل لإلقاء نظرة الوداع حيث تجمعت مئات النسوة والأطفال من القرية في مشهد مليء بالحزن على فقدان إيناس.

وقالت والدة الطفلة إيناس إنها كانت تقف على الطرف الآخر من الشارع وقت حصول الحادث، حيث رأت سيارة المستوطن المسرعة وصاحت عليه لكي يخفف من سرعته إلا أنه لم يفعل فصدم الطفلتين وألقى بهما عشرات الأمتار قبل أن يتوقف لثوانٍ معدودة، وأكمل طريقه مسرعا.

 من جهته؛ حمّل رئيس بلدية سنجل أيوب سويد، الاحتلال ومستوطنيه المسؤولية الكاملة عن حياة الطفلة إيناس.

 وأوضح سويد لمراسلنا أن “جميع الدلائل تشير لارتكاب هذا المستوطن هذه الجريمة البشعة بشكل متعمد وليس كما تشير الشرطة الإسرائيلية بأنه ليس كذلك”، مبيناً بأنه “لو توقف ذلك المستوطن وقام باستدعاء الإسعاف أو حتى الجيش لكان بالإمكان إنقاذ حياة الطفلة”.

وطالب سويد رئيس السلطة محمود عباس بالتوجه للمحاكم الدولية للتوقيع على الاتفاقيات التي تتيح محاكمة “إسرائيل” على الجرائم التي ارتكبتها.

 وشارك آلاف الفلسطينيين في مراسم تشييع الطفلة إيناس من مسجد البلدة الرئيس للمقبرة، وحملوا الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل المختلفة.

 وطالب المشيعون بالثأر والانتقام لاستشهاد الطفلة، كما طالبوا الفصائل الفلسطينية بخطف الجنود والمستوطنين لوقف الاعتداءات المتكررة على القرى والبلدات الفلسطينية التي تقع على خطوط التماس مع المستوطنين.

 وكان لافتا مشاركة طالبات المدرسة الابتدائية في سنجل حيث رددت الطالبات الهتافات الفلسطينية والتكبير.

وتقع بلدة سنجل على شارع 60 وهو أحد أبرز الشوارع الاستيطانية التي يستخدمها المستوطنون منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، ويعدّ من أخطر الشوارع السريعة التي تمر من وسط بعض القرى والبلدات الفلسطينية مما يجعلها عرضة لخطر حوادث السيارات من قبل المستوطنين الصهاينة والتي غالبا ما تكون متعمدة.

 وأصيبت الطفلة تولين عصفور (5 أعوام) حيث كانت برفقة الشهيدة بجروح خطيرة صباح أمس في حادثة الدهس، حيث جرى نقلها مساء أمس الأحد لمستشفى هداسا “الإسرائيلي” بالقدس المحتلة، وتحدثت مصادر طبية عن أن حالتها ما تزال حرجة لكنها مستقرة.