الخميس 08/مايو/2025

لن تنالوا من مسجدنا !

د. أسامة الأشقر

1.قدوة هؤلاء الأوغاد الذين يقتحمون المسجد الأقصى اليوم راهب مهووس كان فارساً صليبياً شامبانيًّا فرنسيًّا يدعونه هوغو بايينس ( Hugo von Payens توفي 1136م) حيث أعلن غايته الدمويّة: (إنه مما يُرضي الربّ أن تكون المثل الأعلى في الجمع بين حياة الرهبنة ومحاربة المسلمين) وأقسم هذا الفارس المتطرف مع ثمانية من المتطرفين من أمثاله على رعاية هذه الغاية بطاعة الرب والزهد والعفة وحماية الحجاج المقتحمين العابرين بين القدس ويافا بعد أن نفّذوا أكبر عمليات الطرد والتهجير وارتكبوا المجازر الشاملة على طول السواحل الشامية وأعماقها.

2.الملك الصليبي بلدوين الثاني وبدعم من ريموند بطريرك كنيسة اللاتين في القدس أمر أن يخصص لهذا الراهب وجماعته مقر في الهيكل السليمانيّ المزعوم الذي هو في أحد مواضع مسجدنا المقدس عند قبة الصخرة فسمي هؤلاء بفرسان الهيكل أو فرسان المعبد المعروفين في المصادر العربية باسم “الداوية”.

3.بمساعدة كبيرة من القديس برنارد رئيس دير كليرفو ذي النفوذ والسطوة قرر مجمع ثرويس 1128م نظام هيئة فرسان الهيكل الذي اتخذ صيغته النهائية بما أضافه إليه ستيفن بطريرك القدس سنة 1130م واتخذوا المعاطف البيضاء والصلبان الحمراء شعاراً لهم بعد ذلك.

4.هذه المجموعة الدينية المتطرفة التي نالت امتيازات كبيرة من السلطة والكنيسة وحظيت بتبرعات ضخمة ومخصصات وقفية من الجمهور والكنيسة والسلطة معاً وكان لها قلاع وحصون وصلاحيات أمنية هائلة وتنظيمات نافذة …كانت واحدة من أعنف الوحدات العسكرية المقاتلة في الجيوش الصليبية تمارس القتل بلا حساب باسم الدين وباسم ربّ يؤمنون به ولا يعرفونه.

5.هؤلاء الداوية استولوا على مواضع كبيرة من المسجد المقدّس وبنوا لأنفسهم مساكن ومستودعات واستراحات داخل أسوار المسجد ولاسيما من الناحية الغربية بل إنهم أدخلوا بعض المواضع في الأبنية المغطاة من الجامع القبلي وقبة الصخرة إلى وحداتهم السكنية ومقراتهم.

6.هؤلاء الأوغاد المتطرفون نالوا هزائم قاسية من الشباب المؤمن المقاتل وعندما دخل السلطان الناصر صلاح الدين القدس أزال كل ما أحدثوه في المسجد قبل خطبة النصر وأعاد كل شيء إلى الحال الأولى قبل احتلال الصليبيين.

وكما انتقمنا من هؤلاء الأوغاد من قبل فسنشرِّد بأحفادهم الجدد الذي يقتحمون علينا مسجدنا المقدّس فارتقبوا انتقام فرساننا !

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات