الأحد 04/مايو/2025

الاحتلال ودبلوماسية حماس…مخاوف واعتراضات

رجائي الكركي

كثيرةٌ هي المقولات التي وردت في وصف الصهاينة منها ما جاء في كتاب اليهود الأخفياء للدكتور بهاء الأمير : ; “إنهم اليهود وسيلتهم الرئيسية هي السلب وليس الإيجاب” الكيان الصهيوني الذي مهما مضت به السنوات ومهما تبدّلت معه محطات التاريخ فسيبقى مليئاً بالكراهية لنفسه قبل غيره فعقدة النقص والعزلة مع ذاته سترافقه حتى زواله لأنه احتل أرضاً ليست له وطرد سكانها منها فالصهيوني يحمل في داخله وظاهره الكراهية لكل دول العالم التي شاركته أو لم تشاركه في سياسته بألوانها وساحاتها المختلفة ففي نظره الكلُّ يكره “إسرائيل” ويخالفها الرغبة والرأي والسياسة ويقف مع “اللاساميّة” التي تضطهد اليهود من وجهة نظره . ;

هذا ما وقعت به روسيا في نظر المحتل الإسرائيلي حينما دعت لاستضافة قادة المقاومة في مناسباتٍ عدّة وفي فتراتٍ متفاوتة فإعلام المحتل لم يخفي حقده وغضبه اتجاه موسكو حينما وُجّهت دعوة رسميّة لرأس المقاومة ممثّلة برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنيّة حينها نشر الموقع العبري بحدري حدريم (בחדרי חרדים): ; إن “محور الشر” (مُمثّلاً بهنيّة وقيادة حماس) يزور موسكو وإن تلك الدعوة الرسمية من الحكومة الروسية لقادة حماس هي اعتراف بهم كهيئة شرعية بالنسبة لإسرائيل لِمثل هذه الزيارة يجب أن نضيء الشموع الحمراء (تعبيراَ عن حزنهم ورفضهم لسلوك موسكو التي خالفت رضاهم ورغبتهم)

في كل مرّة تُحقق فيها حركة حماس وقادتها تقدماً سياسياً في الساحات الدبلوماسية والدولية مثل موسكو وغيرها من دول العالم تبدأ “إسرائيل” بتوّظيف إعلامها لتطعن بأصدقائها قبل أعدائها فقبيل الزيارة الحالية كتبت يديعوت أحرونوت عن زيارة سابقة لقيادة حماس بتاريخ 30 أيار/مايو 2022م : من الواضح أن روسيا تحاول تخفيف عزلتها الدولية من خلال الاقتراب من رضى الشارع العربي والإسلامي فعندما تدعو روسيا وفداً من حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية فمن الواضح أنها تريد الصدام معها ومع الغرب.

ثم أردفت يديعوت أحرونوت: إن الهدف الروسي الرئيسي هو التأثير على الرأي العام العربي والإسلامي وتحدي الغرب وكتبت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن زيارة قيادة حماس لموسكو بتاريخ 4 أيار/مايو 2022م: ; تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه إسرائيل وروسيا توترات في العلاقات بينهما في السنوات الأخيرة طورت حماس علاقتها مع روسيا وقامت بزيارات متكررة إلى موسكو .

محور الشر الحقيقي الذي يمثّله المحتل “الإسرائيلي” لن يتغيّر عن حاله أبدًا فالسارق لن يشعر بالأمن والأمان طالما أن وراء الحق مُطالب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات