البطاطا الحلوة والجنود الأسرى.. دعاية انتخابية سخيفة أم ماذا؟!

أثار اشتراط وزير الزراعة “الإسرائيلي” عوديد فورير السماح باستيراد البطاطا الحلوة من قطاع غزة بالإفراج عن الأسرى “الإسرائيليين” في غزة موجة من السخرية داخل الكيان الصهيوني وخلق حالة من الجدل إزاء هذه القرار.

وقال “فورير” في تصريحات له إنّه لن يسمح باستيراد البطاطا الحلوة من قطاع غزة حتى يفرَج عن الأسرى الإسرائيليين وفق ما ذكرت القناة السابعة العبرية جاء ذلك في إطار ردّه بحدة على طلب رئيس قائمة “يهدوت هتوراة” الحريدية يعقوب ليتسمان باستيراد البطاطا الحلوة من قطاع غزة.

وردّ قائلاً: “لن أسمح باستيراد البطاطا الحلوة من قطاع غزة حتى يطلق سراح جنودنا الأسرى والإسرائيليين” وفق قوله.

وكان الوزير الإسرائيلي السابق يعقوب ليتسمان قد طالب باستيراد البطاطا الحلوة من قطاع غزة بسبب النقص الشديد فيها لدى بلاده إلا أن الوزير الحالي عوديد فورير رفض استيرادها حتى تستعيد بلاده الأسرى الإسرائيليين الذين تعتقلهم حركة حماس في قطاع غزة منذ عدة سنوات مضت وفق “القناة السابعة” العبرية.

قرار مفاجئ

واستغرب المهندس محمد أبو عودة -المتحدث عن قسم الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة بغزة- ربط الاحتلال موضوع استيراد المنتجات الزراعية بموضوع سياسي في حين أنّه لا يوجد سبب فني واضح لمنع تصدير البطاطا الحلوة من قطاع غزة.

وأوضح أبو عودة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ مساحات زرع البطاطا تزايدت في السنوات الأخيرة ووصلت إلى نحو 650 دونما؛ حيث تصل الطاقة الإنتاجية للدونم الواحد إلى 3 أطنان في حين يبلغ إجمالي الإنتاج نحو 2300 طن سنوياً.

وبيّن المهندس الفلسطيني أنّه كان يتم سنوياً تصدير ما بين 800 إلى 1000 طن والباقي كان يستهلك في غزة “إلا أنّنا فوجئنا بقرار الاحتلال بوقف التصدير وعدم استقبال هذه الكميات من البطاطا الحلوة ما خلق حالة إرباك في الأسواق”.

وأشار إلى أنّ التوسع في زراعة البطاطا الحلوة كان على حساب فتح فرصة أكبر للتصدير إلا أنّ الاحتلال أربك المشهد وخلق حالة غير متوازنة بين زيادة العرض مقابل ثبات الطلب مؤكّداً أنّ هذا القرار سيؤدي حتماً إلى خسائر فادحة للمزارعين.

وبيّن المتحدث عن قسم الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة أنّ موضوع التصدير ليس بالجديد ولكن الاحتلال يتحكم دائماً بالمعابر وحركتها وكميات التصدير ويغلق المعابر دون سابق إنذار ويعاقب التجار والمزارعين ويضيّق الخناق على البضائع المصدّرة وهذا بالتأكيد يؤدي إلى خسائر فادحة في إطار انعدام الخيارات الاستثمارية والصناعات التحويلية للأصناف وثبات نسبة استهلاك الفرد أيضاً.

دعاية سخيفة

بدوره وصف الباحث المختص في الشأن الصهيوني أيمن الرفاتي تصريح الوزير الإسرائيلي بأنّه جزء من “دعاية انتخابية سخيفة” لتحقيق مكاسب انتخابية خاصة أنّ قضية الجنود الأسرى تلقى اهتماماً وإثارة واسعة في الأوساط الإسرائيلية الداخلية.

وبيّن الرفاتي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ وسائل إعلام عبرية بذاتها وصفت التصريح بأنّه “سخيف”؛ سيما أنّ قضية البطاطا الحلوة ليست قضية أساسية وأن هناك الكثير من المنتجات الزراعية التي تصدّر بخلاف هذا المنتج.

وقال: “لا شك أن أطرافًا داخل دولة الاحتلال تلعب وتحاول تحقيق نقاط على حساب أشخاص كانوا يقودون الحكومة وقتما تم أسر الجنود في غزة إلا أنّ تلك الأدوات سخيفة في ظل أنّها لا تشكل أي ضغطًا على المقاومة”.

وأشار إلى أنّه رغم ما شهدته دولة الاحتلال من مظاهرات واحتجاجات إلا أنّ المنظومة الأمنية والعسكرية تدرك جيداً أن حماس لا يمكن أن تقبل بثمن للإفراج عن الجنود الأسرى إلا بتنفيذ صفقة تبادل.