عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

المقاومة بالضفة.. بقعة الزيت تتسع

المقاومة بالضفة.. بقعة الزيت تتسع

بقعة الزيت تتوسع في جغرافيا المقاومة بالضفة المحتلة؛ فلم تعد جنين ونابلس مسرح العمليات الدفاعية للمقاومة؛ فالقدس وجنوب الضفة مرشح أيضاً لمزيد من عمليات المقاومة رداً على الاستيطان والعدوان المتصاعد.

ما وقع في القدس المحتلة أمس يهزّ القارب في أروقة الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية فالطريقة التي وقعت بها عملية القدس تشي بحالة جرأة وتحدٍّ يتوّجها تخطيط محكم للنيل من جنود الاحتلال.

وكانت عملية إطلاق النار نفذها فلسطيني -أمس- على حاجز شعفاط العسكري أسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين أحدهما بجراح خطيرة. ;

وحوّل جيش الاحتلال مخيم شعفاط وبلدة عناتا وضاحية السلام وراس خميس وراس شحادة عقب وقوع العملية إلى “سجن كبير” محاط بالحواجز العسكرية وعزل عشرات الآلاف من الفلسطينيين بفرض حصار كامل وسط عمليات تفتيش ومداهمات بحثًا عن منفذ عملية إطلاق النار.

وأعلن الاحتلال أن منفذ العملية وصل إلى الحاجز مشيا على الأقدام وأطلق النار على المجندة وحارس الأمن عند خضوعه للفحص ثم وصلت سيارة مسرعة وجرى إطلاق النار منها.

جغرافيا المقاومة

جغرافيا المقاومة لم تعد مقتصرة على جنين ونابلس اللتين يركز الاحتلال فيهما على ملاحقة وقتل المقاومين وهدم المنازل؛ فوصول المقاومة لأطراف القدس يدلل أنه بالإمكان زيادة الرقعة الجغرافية للعمل المقاوم.

لا يرغب الاحتلال في شن عدوان عسكريّ موسع بالضفة المحتلة على غرار ما يسمّى بـ”السور الواقي” عام 2002م؛ فهناك اعتبارات تتعلق بمنع انهيار السلطة الفلسطينية وعدم الدخول في عدوان موسع لا تُعرف نتائجه.

ويؤكد محمد مصلح الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن جيش الاحتلال وأمنه يستخدمان تكتيكا في التعامل مع ميدان المقاومة بالضفة مبنيا على الاستنزاف دون اجتياحات موسعة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “العملية الموسعة تضرّ بوجود السلطة وقوة الجيش الإسرائيلي لذا يركزون على استنزاف المقاومة والآن المقاومة تفعّل التكتيك نفسه لاستنزاف الاحتلال في مناطق جديدة”.

شبّت عمليات المقاومة الفردية قليلاً عن الطوق وبدت تظهر ملامح عمل أكثر تنظيما وجرأة وتخطيطاً للتكيف مع واقع عدوان يعززه الاحتلال منذ شهور وفق مصلح.

ويقول اللواء يوسف شرقاوي الخبير في الشؤون العسكرية: إن “إسرائيل” تعزز هيمنتها منذ نشأتها بردع الغير وإذلاله بالنار وإن تحدي المقاومة المتصاعد ينال من رصيد وردع الجيش.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المقاومة الآن هي حالة تحدٍّ للرد على غطرسة عسكرية إسرائيلية وقيادة أمنية وعسكرية مسكونة بالتعالي في دولة يملكها جيشها”. ;

ويرجح تواصل وازدياد عدد ومناطق العمل المقاوم بالضفة ما واصل الجيش العدوان وصولاً إلى حالة كيّ الوعي التي يحاول الاحتلال تثبيتها لكنها ستنقلب عكساً عليه. ;

محاولة الاستعراض بالقوة التي يمارسها وزراء وقيادة حكومة الاحتلال ممثلة بـ”لابيد وغانتس” فوق الدم الفلسطيني لن تقنع المجتمع والرأي العام الإسرائيلي في الانتخابات المرتقبة مع تصاعد واتساع جغرافيا المقاومة.

تطور نوعيّ

تستخدم المقاومة ما هو متوفر في العمل بأدوات بسيطة؛ فتركز على الكمائن واستدراج الاحتلال والمباغتة في الهجوم على مواقع ثابتة أو مراكز متنقلة.

;

ويرى الخبير مصلح أن عملية القدس أمس تدلل على تطور نوعي وخبرة في العمل العسكري من الناحية العملياتية في استخدام السلاح؛ فلم تعد العمليات فردية وعفوية بالكامل.

حاضنة المقاومة موجودة بالضفة وأصابع العمل المنظم بدأت تظهر مع تصاعد العمليات واتساع رقعتها في مناطق عدة بالضفة المحتلة وهي أزمة أمنية وعسكرية تنتظر الاحتلال قريباً.

ويتابع الخبير مصلح: “حاولوا التركيز على جنين ونابلس لكن جغرافيا العمل تتوسع وهذا يعني مزيدًا من العمل الأمني والعسكري وتشتيتًا للجهود الاستخبارية والعسكرية”.

بعيداً عن القدس ونابلس وجنين قد تبدو الخليل قريباً مرشحة لوقوع عمليات مقاومة جديدة في القريب العاجل وهذا يعني حالة استنفار أمني وعسكري فلا أحد يدري من أين تأتي الرصاصة المقبلة.

ويصف الخبير شرقاوي ما وقع في عملية القدس المحتلة أمس بأنه “تقليد وعدوى” تلاه تطوير أكثر جرأة من عمليات سابقة؛ فالمنفذ أطلق النار بمفاجأة من مسافة تقل عن مترين ثم انسحب.

الخسارة في الدم من عدوان الاحتلال ومقاومة الفلسطيني الضفة مرشحة للزيادة وهذا قد ينعكس سلباً أكثر على المجتمع الإسرائيلي الذي تعد جبهته الداخلية خاصرته الطريّة.

أكثر السعداء بالفشل والقصور الأمني والعسكري للحكومة “لابيد” هو زعيم المعارضة “نتنياهو” الذي يجد الآن مادة دسمة لحملته الانتخابية القادمة وهو يطمح للاستحواذ مجدداً على كرسي رئاسة الحكومة. ;

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات