عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

انتفاضة الأقصى.. محطة بارزة ومقاومة لا زالت مستمرة

انتفاضة الأقصى.. محطة بارزة ومقاومة لا زالت مستمرة

لم يكن يتوقع أرئيل شارون أن تكون زيارته للمسجد الأقصى المبارك عود الثقاب الذي يشعل براميل البارود المضغوط ; في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولعله حدثته نفسه أنها مهما علا صوت الفلسطينيين غضباً لمسجدهم فإن ذلك لن يتجاوز ثورة لحظية قد تستمر يوماً أبو بضعة أيام وتنتهي.

لكنها كانت انتفاضة نعم انتفاضة بالمعني الحرفي والثوري والنضالي وبات تاريخ الثامن والعشرين من سبتمبر للعام 2000 واحداً من أبرز العلامات المضيئة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

ففي مثل هذا اليوم وقبل 22 عاماً اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى المبارك وتجول في ساحاته بشكل استفزازي

وداخل المسجد الأقصى اشتعلت ; مواجهات ضارية بين قوات الاحتلال التي رافقت شارون للتأمين والحماية وجموع المرابطين داخل المسجد الأقصى ما أدى لإصابة 25 جنديًّا صهيونيًّا بعد رشقهم بالحجارة وعلب النفايات والأحذية من الشبان الغاضبين الذين أصيب نحو 20 منهم بجراح.

المشاهد التي خرجت من داخل باحات المسجد الأقصى كانت كفيلة بتفجير بركان الغضب الكامن في نفوس الفلسطينيين الذين انتفضوا على امتداد الجغرافيا الفلسطينية كلها ضد الاحتلال لتبدأ مرحلة جديدة وعلامة بارزة في سجل النضال والجهاد الفلسطيني.

واشتدت المواجهات في اليوم الثاني للانتفاضة والذي وافق الجمعة 29 أيلول بعد انتهاء صلاة الجمعة ما أسفر عن استشهاد 6 شبان و300 جريح.

وفي 30 سبتمبر 2000 أعدمت قوات الاحتلال الطفل محمد جمال الدرة في مشهد هز العالم وأصبح منذ ذلك الوقت يمثل رمزًا وأيقونة للانتفاضة وكانت المشاهد إيذانا بمرحة أقوى واحتجاجات أشد استمرت وتصاعدت على مدار سنوات الانتفاضة واستشهد في ذات اليوم 13 مواطنًا وأصيب 623 آخرون.

ووفقًا لإحصائيات فلسطينية رسمية أسفرت انتفاضة الأقصى عن استشهاد 4412 فلسطينيًّا إضافة لـ 48322 جريحًا بينما قتل 1069 إسرائيليًّا وجُرح 4500 آخرون حسب بيانات رسمية إسرائيلية.

وتميزت انتفاضة الأقصى ; بتصاعد العمل الفلسطيني المسلح ودوران عجلة تطوير المقاومة الفلسطينية لعتادها وصولاً لامتلاك الصواريخ التي دكت المستوطنات وكانت سببا رئيسا إضافة لعمليات الأنفاق في الهروب الصهيوني من جحيم غزة كثمرة حقيقية لانتفاضة الأقصى ومقاومة الشعب الفلسطيني الباسل طوال سنواتها.
;
حاول الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون وأد الانتفاضة فجرب كل أشكال الإجرام من اقتحام للمناطق والمدن الفلسطينية وهدم المنازل واغتيال أكبر عدد من قيادات الصف الأول بالأحزاب السياسية والعسكرية الفلسطينية وفي مقدمتهم مؤسس حركة “حماس” الشيخ أحمد ياسين ونائبه عبد العزيز الرنتيسي وثلة من القيادات السياسية والعسكرية.

ويمكن أن نسجل فعليًّا أن انتفاضة الأقصى توقفت باتفاق تهدئة ; وقعته السلطة الفلسطينية والاحتلال في 8 فبراير 2005 بقمة “شرم الشيخ” المصرية لكن ذلك لم يوقف نضال الشعب الفلسطيني وجهاده فأعقب انتفاضة الأقصى محطات جهادية مضيئة ومفصلية كان أساس أركانها مبنيا على منجزات انتفاضة الأقصى المباركة.

;وتأتي الذكرى الثانية والعشرين لانتفاضة الأقصى والمسجد الأقصى يعاني الويلات جراء مخططات الاحتلال التي لا تتوقف والتي تستهدف إزالته من الوجود واستبداله بالهيكل المزعوم في هدفها النهائي ووصولاً لذلك يعاني من ويلات المحاولات الصهيونية المستميتة لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا وتهويده بالكامل.

تأتي الذكرى بينما اقتحم المسجد الأقصى في النصف الأول من العام الجاري فقط أكثر من 27 ألف مستوطن وأبعدت سلطات الاحتلال عنه أكثر من 650 مرابطاً وتشهد هذه الأيام اقتحامات مكثفة بمناسبة عيد رأس السنة العبرية والتي أصبحت موسماً لتهديد الأقصى والعدوان المكثف على حرمته وقدسيته.

ويسعى المستوطنون خلال الأعياد اليهودية التي تمر هذه الأيام إلى النفخ بالبوق وتأدية طقوس غير مسبوقة داخل باحاته وسط تحذيرات ودعوات فلسطينية لاستمرار الحشد والرباط داخله.

;تمر الذكرى والشعب الفلسطيني لا يزال على العهد يقدم الشهداء والجرحى والأسرى ثابتاً على أرضه حامياً ومدافعاً عن أرضه ومقدساته دون كلل أو ملل ويفجر الانتفاضة تلو الانتفاضة والهبة تلو الأخرى نقاطاً مضيئة على مسار التحرير الذي باتوا يؤمنون أنه بات أقرب من أي وقت مضى.

فمقاومتهم أصبحت اليوم تفرض معادلاتها بقوة على الاحتلال وتفرض عليه أجندتها السياسية والعسكرية وباتت قادرة على إحداث الرعب في قلب كيانه الهش ويمكن أن تكون انتفاضة الأقصى هي حجر الزاوية الحقيقي لكل هذه المقاومة المتطورة اليوم رحم الله شهداء الانتفاضة وشهداء شعبنا ورزق شعبنا نصرا مبيناً عما قريب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات