هناء الشلبي

تثبت المرأة الفلسطينية أنها الحارس الأمين للحلم، والحاضنة الوفية للوجدان الفلسطيني، ولجمرة المقاومة لتبقى مشتعلة لا تنطفئ، تذكر الأجيال بالوطن المغتصب، وبالشعب اللاجئ المعذب في أربع رياح الأرض.
هناء الشلبي.. مثال لهذه المرأة.. ومثال لإرادتها الصلبة.. التي لا تنحني، ولا تنكسر مهما اشتدت رياح الظلم العاتية، ومهما اشتدت العتمة.. لأنها بقلبها الذي لا يخطئ، تبقى المنارة التي تهدي الضالين، والبوصلة التي تؤشر على الطرق الصحيحة.
هي أمنا.. وقهوتنا الصباحية، وبلسم جراحنا.. هي حضن الانتفاضة الدافئ، واليد القوية التي تجمع الحجارة.. ليرجم بها أطفال فلسطين الشيطان الصهيوني.
هناء وهي تصر بأمعائها الخاوية.. وهزالها النبيل، أن تكسر إرادة العدو، وتجرده من المساحيق التي طالما خدع بها العالم أجمع، ليظهر على حقيقته… وحشاً كاسراً.. وعنصرياً بغيضاً.. وفاشياً أحمقاً… تعيد للمرأة العربية إشراقها الزاهي، وإشراقتها الجميلة، ومكانتها التي طالما تجرأ عليها الحمقى والطفيليون والفاسدون.
هي امتداد للخنساء في شموخها وصبرها وجلدها الأسطوري.. ولخولة بنت الأزور في شجاعتها.. وهي تخوض معركة اليرموك مع رجال الفتح المبين، وترتجز الشعر، وتذكرهم بأن ليس منا ولا فينا من تراجع، أو جبن، أو أدبر عن مواجهة العدو، وهو يتنفس عبير الجنة، ويراها رأي العين.. كما رأها الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة، ودمه يشخب ليروي سهل مؤتة المجد والفخار.
هي أم خضر وشاح.. أم الأسرى العرب، التي احتضنتهم بحنانها الأسطوري، ووفائها الذي يعز نظيره، لتؤكد أن فلسطين لن تنسى أمتها وأبناءها، وكل من حمل همها، وضحى من أجلها.. وستبقى رغم خور الجبناء، وتقاعس المتأسرلين رمز الأمة وعنوان كبريائها.
هناء الشلبي وهي تدخل اليوم “36” للإضراب عن الطعام، تذكر أمها وأختها وشقيقتها العربية، من طنجة وحتى عمان، بأن رسالة المرأة لا تقل عن رسالة الرجل، بل هي أشد تأثيراً، وأن دورها ومكانتها لا يتأتى من الصخب العالي، والكلام على عواهنه.. بل من تضحياتها، وتقدمها الصفوف، فهي جميلة بوحيرد التي هزمت الاستعمار الفرنسي من الأعماق، وهي ذات النطاقين التي لقنت ابنها درساً في الصمود، وعدم التراجع عن المبادئ، حتى لو مثلوا به “لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها”.
باختصار… أعادت هناء الشلبي وكافة المناضلات الفلسطينيات في أقبية العدو، للمرأة العربية مكانتها، ودورها الطليعي، وأثبتن بصبرهن الأسطوري.. أنهن حفيدات الخنساء وذات النطاقين وبنت الأزور وأم خليل وشاح وجميلة بوحيرد. وأنهن الحاضنات للحلم الفلسطيني، ولجمرة المقاومة التي لن تخبو أبداً، حتى تشرق شمس الحرية من جديد على فلسطين كل فلسطين… وحينها تردد الشلبي وكافة المناضلات… أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...