السبت 10/مايو/2025

شرق غزة: مواطنون مفجوعون من حجم الدمار يروون قصصا مأساوية

شرق غزة: مواطنون مفجوعون من حجم الدمار يروون قصصا مأساوية

تظن في الوهلة الأولى بأن زلزالا أو حدثاً طبيعياً ضرب المنطقة ودمر منازلها وغير معالمها وأركانها، إنها منطقة الشعف شرق مدينة غزة حيث المساكن والبيوت المدمرة والاراضى الزراعية المجرفة بفعل الهمجية الصهيونية وآلة الحرب التي استمرت تضرب كل ما هو فلسطيني في قطاع غزة طيلة 22 يوما.

منذ صباح اليوم الأول للاندحار الصهيوني من ارض قطاع غزة، وعقب إعلان الكيان الغاصب وقفا لإطلاق النار من جانب واحد، توجه المئات من المواطنين إلى مناطق شرق غزة وبالتحديد مناطق جبل الريس وبيارات الصورانى وشارع الجرو بحي التفاح، ليندهشوا بآثار الدمار والخراب بفعل آلة الحرب التي حولت المنطقة برمتها إلى صحراء قاحلة ومبان وبيوت مدمرة ومساجد مدنسة.

وخلال تجولنا في منطقة جبل الريس وشارع الجرو، اللذان تعرضا لدمار كامل ومأساة حقيقية التقينا بعدد من المواطنين الذين بدت عليهم علامات الصدمة والذهول واضحة مما شاهدوا من حجم الدمار والخراب الذي أحدثته آلة الحرب الصهيونية في أراضيهم ومساكنهم.

أفنى عمره للاعتناء بأرضه

المواطن مازن فتوح (35 عاماً) تحدثنا إليه أثناء تواجده في أرضه المجرفة في شارع الجرو شرق حي التفاح، حدثنا وعلامات الحزن والألم تعتلى محياه، مؤكداً لنا على انه أفنى عمره لاعمار أرضه التي ينظر إليها بعد سنوات من العمل والشقاء والعناء ليجدها أصبحت أثرا بعد عين.

أما المواطن ابورامى عواجا (32 عاماً) فحاله ليس بأفضل من غيره، والذي بدأ حديثه مستغرباً ومندهشاً من تجريف الاحتلال لأرضه وقلع أشجار الزيتون والليمون التي أفني عمره للاعتناء بها، وأكد ابورامى على “انه لم يكن يتواجد على أرضه اى مقاومة وان الاحتلال قام بتجريف الأرض وقلع الأشجار حتى يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر أصلاً”

مضيفاً “أنه يربى الشجرة مثل أبنائه تماماً، وقدر المواطن عواجا خسائره بما يقرب 500 الف دولار دون أن يحسب حجم المنزل المدمر على أرضه المجرفة”.

بقايا منزل مدمر

وخلال تجوالنا بين الاراضى الزراعية التي أصبحت قاحلة بفعل آلة الدمار الصهيونية، التقينا بمواطنة جرفت أرضها ودمر منزلها في منطقة جبل الريس وبدا عليها علامات القلق الشديد من المستقبل الغامض.

أكدت لنا أن كل مال الدنيا لا يساوى شيء أمام ظفر واحد من أبناء القطاع، وأشارت إلى انه من الصعب إرجاع الأموات إلى الحياة ولكن ما دمر يستطيع أصحابه اعماره من جديد.

 صمود أسطوري

وفى منطقة جبل الريس شرقي غزة وقف المواطن ابو نضال الجرو(60 عاماً)، يتأمل بقايا منزله المدمر والمكون من ثلاثة طوابق، حيث أتت عليه آلة الحرب الصهيونية لتعيث فيه خراباً وفساداً وتدمر كل ما يملك هذا المواطن من مسكن وملجأ له ولعائلته المكونة من 20 فرداً.

 تحدثنا مع الحاج ابو نضال والذي بدت على وجهه ومن تعابير كلامه ملامح الصمود والتحدي رغم ما ألم به وأسرته من تشريد ومعاناة فاقت كل تصور، وقال:”أدى القصف الصهيوني المتواصل على منطقة شارع الجرو الذي تقطنه العشرات من العائلات الفلسطينية البسيطة إلى تدمير المنازل والمباني والمصانع والمزارع ولم تبق اى شيء على حالته الطبيعية”.

وأضاف ابو نضال “هذا الأمر أثار اندهاشاً واستغراباً في صفوف سكان المنطقة التي أصبحت منكوبة”، مؤكداً على أنهم أصبحوا بعد هذا الدمار والخراب بلا مأوى ولا عمل لان مصدر رزقنا الاساسى انقطع بسبب تجريف مزارعنا وأراضينا الزراعية الواسعة والتي نقتات من ورائها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات