العودة إلى حقيقة الصراع
هل استوعب الحزب أبعاد الجريمة الكبيرة، أم أنه مشغول عن المجرم الأكبر بالساحة السورية؟! هذا هو السؤال الذي تتناوب وسائل الإعلام على طرحه ومناقشته في البرامج الحوارية، والتحقيقات الصحفية، والجميع ينتظر قرار حزب الله في هذه المسألة الشائكة.
قرأت مقالاً أمس للصحفي الكبير عبد الباري عطوان، فوجدته يركز حديثه على قدرات حزب الله العسكرية، في مجال الصواريخ التي يمكنها أن تطال كل موقع من بلادنا المحتلة، وهذا حديث عاطفة، مسكون بالوصف، ولا يتحدث عن القرار، ولا عن سيناريو الأيام القادمة.
إن ما يجري في شمال بلادنا المحتلة وفي بلاد الشام والعراق، أوسع من جريمة مقتل الستة في القنيطرة غدرًا ففي منطقة الصراع في بلاد الشام والعراق تتواجد كل مخابرات دول العالم، وبالذات الموساد الإسرائيلي، وتبدو لي من متابعة الأحداث على مدى سنوات أن “تل أبيب” مقرر رئيس فيما يجري، وفي التخطيط لمستقبل المنطقة كما يجب أن يكون في الرؤية الإسرائيلية، وشواهد هذا الثقل في القرار عديدة، ولا داعي لتفصيلها، ويكفي شاهدًا عليها طول سنوات الأزمة السورية، التي تصب في صالح دولة الاحتلال.
إن مقاومة مخططات دولة الاحتلال أولى بكثير من مواجهة تنظيم الدولة، أو المعارك الأخرى في الشام، وهذه الأولوية تحتاج إلى مراجعة وقرار قبل أن تستفرد (إسرائيل) بالمنطقة بالتعاون مع التحالف الدولي، وهنا أود طرح سؤال يقول: لماذا تجرأت (إسرائيل) على عملية الاغتيال الكبيرة هذه، دون اعتبار لمآلات هذه الجريمة الكبيرة؟ وهذا يفترض العودة إلى ما كان في عام ٢٠٠٦ حين تمكن الحزب من فرض أجندته في الصراع، على نحو أجبر الاحتلال على قرار منفرد بالانسحاب والتراجع.
إن جلّ ما يجري من صراعات في المنطقة العربية، بما فيها من صراعات مذهبية وطائفية، هي في الجوهر صناعة صهيونية، ومتابعة إسرائيلية حثيثة؛ لتوسيع رقعة الصراع لتفتيت المنطقة أكثر مما هي مفتتة الآن.
إن تبريد صراعات المنطقة بحلول سياسية موزونة تجمع أطراف الصراع في المناطق العربية، يمكن أن يعيد طبيعة الصراع مع المحتل إلى وضعه الطبيعي الذي كان يوم أقام الاستعمار الغربي دولة الاحتلال خنجرًا مسمومًا في قلب المنطقة العربية الإسلامية.
وبدون العودة إلى حلول سياسية تبرد الصراعات العربية والمذهبية والطائفية، وتستجيب لتطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية، فإن جرائم قتل كبيرة كهذه الجريمة ستقع ليس في القنيطرة فحسب، بل وفي بيروت والضاحية، وعواصم أخرى، وسيستمر نزيف من يؤمنون بتحرير فلسطين أفرادًا وجماعات حيثما كانوا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
اليونيفيل ترفض طلب إسرائيل نقل بعض قواتها من مواقعها
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل" أن قواتها لا تزال في مواقعها رغم تلقيها قبل نحو أسبوع...
كتائب القسام تنعى القائد القسامي سعيد علي وعائلته
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام نعت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، القائد القسامي سعيد عطا الله علي الذي استشهد برفقة عائلته، إثر غارة...
الأوقاف: جيش الاحتلال دمر 79% من مساجد غزة و3 كنائس ونبش عشرات المقابر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي 79% من مساجد في قطاع غزة خلال عام من حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من...
وثائق داخلية تكشف عن تقييد “ميتا” استخدام رمز المثلث الأحمر
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام كشف وثائق داخلية تتعلق بقواعد الإشراف على المحتوى، عن تقييد شركة ميتا استخدام رمز المثلث الأحمر المقلوب على منصات...
القيادي مرداوي: خطبة المرشد الإيراني حملت أبعادا سياسية وميدانية مهمة
إسطنبول – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي على أهمية خطبة المرشد الإيراني علي خامنئي بما حملته من مواقف وأبعاد سياسية...
استشهاد شاب برصاص الاحتلال أثناء اعتقاله في وادي الفارعة بطوباس
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، أثناء محاولة اعتقاله عقب محاصرة منزله في وادي...
قطاع الطيران الإسرائيلي يواجه أزمة حادة وآلاف الجنود عالقون في الخارج
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام يشهد قطاع الطيران الإسرائيلي أزمة حادة، حيث يُترك آلاف الإسرائيليين، بمن فيهم جنود الاحتياط الذين استلموا أوامر...