الأحد 06/أكتوبر/2024

متحدثون: الجهاد عززت خيار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي

متحدثون: الجهاد عززت خيار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي

أكد قادة ومحللون سياسيون، اليوم الأحد، أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عززت خيار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأسهمت في ترتيب البيت الداخلي، مشيدين بالتضحيات التي قدّمتها الحركة خلال أكثر من ثلاثة عقود.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها حركة الجهاد عبر تطبيق “زووم”، تحت عنوان “قراءة في مواقف حركة الجهاد الإسلامي بعد مرور 33 عاما على انطلاقتها، على ضوء الخطاب الأخير للأمين العام المجاهد زياد النخالة”.

وتحدث خلال الندوة التي نُظمت في قاعة مركز أطلس للدراسات بغزة: عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، ورئيس الدائرة السياسية للجهاد الإسلامي محمد الهندي، والكاتبان والمحللان السياسيان عبد الستار قاسم، وعريب الرنتاوي.

انطلاقة في ظروف بالغة الأهمية

وقال الحية: إن حركة الجهاد الإسلامي انطلقت في ظروف بالغة الأهمية، تزامنت مع انطلاقة حركة حماس واشتعال الانتفاضة الأولى، مشيدًا بدورها في كل الميادين.

وأضاف: “كان للجهاد الإسلامي إسهامات كثيرة في المسيرة الوطنية؛ فقد عززت إحياء خيار المقاومة وانتزاع الحقوق من براثن العدو الصهيوني، وأعادت الروح الوطنية للعمل المشترك مع الكل الوطني”.

وأشار الحية إلى أن الجهاد الإسلامي كان لها دور مهم في ترتيب البيت الفلسطيني، حيث توسطت في عدة محطات، كان أبرزها مبادرة النقاط العشر التي اقترحها الأمين العام السابق رمضان شلح، إلى جانب أفكار الأمين العام الحالي زياد النخالة، وإسهامات الحركة في البحث عن مواطن التوافق والقواسم المشتركة.

وقال: “الجهاد مثلت حجر زاوية في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز روح المقاومة والشراكة؛ مرة بفوهة البندقية ومرة بالقلم والكلمة”.

ووجه الحية التحية للأسير ماهر الأخرس، المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال منذ 84 يوما.

مرحلة تحرر وطني

من جهته، أكد الهندي أن حركة الجهاد حركة مقاومة تعيش في مرحلة تحرر وطني، مبينا أن هذا هو الأساس في رؤية الحركة.

وقال: “نفهم الصراع في فلسطين أنه جزء من الصراع مع الغرب الذي أراد أن يهيمن على مقدرات الأمة، وأن العدو الصهيوني جزء من هذه المنظومة، ويستخدم العنف والمجازر للسيطرة على فلسطين والهيمنة على المنطقة”.

وأوضح أن “انحراف الرؤية في الساحة الفلسطينية بدأ مع البرنامج المرحلي عام 1974، والذي أوصلنا إلى اتفاق أوسلو”.

وأضاف “أوسلو كان مقامرة، أقام شراكة مع العدو وترك القضايا الأساسية للصراع للتفاوض تحت رحمة موازين القوى المختلة لصالح العدو الصهيوني”، مؤكدًا أن الرهان على الولايات المتحدة وعلى المواقف العربية رهان فاشل.

وتابع “كل الرهانات انقشعت، ووجدنا أنفسنا أمام صفقة القرن وضم الضفة الغربية وهرولة المطبعين”، مشددا على أهمية تعزيز صمود الشعب الفلسطيني لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وجدد الهندي التأكيد على أهمية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سياسية وديمقراطية لتصبح ممثلة ومرجعية لكل الشعب الفلسطيني.

وتحدث رئيس الدائرة السياسة للجهاد الإسلامي عن خيار الانتخابات الفلسطينية، معربا عن خشيته من اقتصار الانتخابات على السلطة الفلسطينية لتجديد شرعيتها فقط.

واقترح الهندي مبدأ التزامن لإنجاح الانتخابات، على أن يكون الأمناء العامون هم المرجعية في المرحلة الانتقالية، موضحًا أن الجهاد الإسلامي ستشارك في كل برنامج يعزز خيار المقاومة، سواء كان هناك انتخابات أم لم يكن.

ولفت إلى أن الجهاد الإسلامي ستكون دوما عامل بناء لاستعادة الوحدة الفلسطينية لبناء رؤية موحدة وحماية القضية.

وردًّا على إحدى المداخلات، أكد الهندي أن “الموجود حاليا على الطاولة فقط رؤية ترمب، ولا وجود لمقترحات أخرى للتسوية”، داعيا إلى بناء مجلس وطني فلسطيني يكون مرجعية للفلسطينيين جميعا في كل أماكن وجودهم.

مواقف ثابتة
من جانبه، أشاد الرنتاوي بالدور الكفاحي لحركة الجهاد الإسلامي، “والذي أثبتته الحركة بقوافل الأسرى والشهداء والجرحى”، واصفًا الحركة بأنها واضحة المعالم، تتمسك بمواقف ثابتة.

وأشار إلى أن “الجهاد نأت بنفسها عن لعبة السلطة والمقاومة، ونجت من تضارب حسابات السلطة مع حسابات المقاومة”، مضيفًا: “أظهرت الجهاد زهدا في السلطة وكرست نفسها للمقاومة، وتحررت من قيود السلطة، ولم تكن يوما عبئا على السلطة أو متحديا لها”.

وقال الرنتاوي: “لم نرصد للجهاد محاولة لفرض خياراتها على الآخرين؛ بل أبقت الباب رحبا للجميع لاختبار خياراتهم، دون عرقلة، فاستحقت احترام الجميع؛ لكونها جسر تواصل وحوار، وعنصرا إيجابيا في المعادلة الوطنية الفلسطينية”.

وتحدث الرنتاوي عن موقف الجهاد من مسألة الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن “الحركة لم تكن يوما عقبة في طريق تلك الوحدة، وردم الفجوات بين المتخاصمين، وجعلت من نفسها جسرا للتواصل والحوار بين الفرقاء”، مذكرًا بالنقاط العشر التي قدمها الراحل رمضان شلح والتي تضمنت الكثير من الأفكار العقلانية، التي لو استثمرها الفلسطينيون لاختصروا خمس سنوات عجاف من حياة الشعب الفلسطيني.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي أن “الجهاد الإسلامي لم يتورط في الدم الفلسطيني وتصفية الحسابات الداخلية، وحافظ على يده نظيفة فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين وفيما يخص المال الفاسد الذي أساء للبعض في مواقع مختلفة”.

إمكانيات عسكرية
وفي السياق، قال قاسم: إن “حركة الجهاد الإسلامي صاحبة ثوابت، تصر على التمسك بمبادئها، ومساهم أساسي في المقاومة بالضفة الغربية وقطاع غزة، وتمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة”.

وأضاف قاسم “الجهاد الإسلامي ومعها قوى المقاومة استطاعت صد العدو الصهيوني عدة مرات عن قطاع غزة، وفرضت معايير جديدة للاشتباك، ونقدر ما قدمته الحركة من تضحيات وشهداء، ولا ينكر ذلك أحد، من أجل القضية الفلسطينية”، مشددا على أن المقاومة هي العنوان الأساس للشعب الفلسطيني.

وتخلل الندوة السياسية عدة مداخلات لكتاب ومحللين سياسيين ومتابعين، تمحورت حول قضايا الحوار الوطني الفلسطيني وسبل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وبناء المؤسسات الوطنية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات