عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

الصحافة الدولية: قرار ترمب بشأن القدس يفتح أبواب جهنم

الصحافة الدولية: قرار ترمب بشأن القدس يفتح أبواب جهنم

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمةً لـ”إسرائيل” ردود فعل غاضبة في الصحف العربية والغربية على حد سواء، والتي عدّت تلك الخطوة تصعيداً غير مسبوق سيزيد التوتر في المنطقة.

الصحافة العربية
وفي افتتاحيتها، قالت صحيفة الرياض السعودية: إن “التوجه الخاطئ المتمثل في اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل من شأنه زيادة التوتر في المنطقة، وينذر بمستقبل مجهول لا يمكن التكهن حتى بملامحه، فالقدس ليست مجرد مدينة بمفهوم الجغرافيا أو محطة عابرة من محطات التاريخ”.

وفي الأهرام المصرية، قالت سامية أبو النصر: إن إعلان ترمب القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وطلبه نقل السفارة الأمريكية للقدس بدلا من تل أبيب قرار خطير، والمطلوب من الشعب الفلسطينى أن يخرج رافضا لهذا القرار، وأن يعلن أمام العالم رفضه لهذه الإجراءات.

وقال سيف الدين عبد الفتاح على موقع العربي الجديد: إنه “من المؤسف حقاً أن يصف ترمب غطرسته هذه شجاعة منه، على خلاف الرؤساء الأمريكيين الذين تراجعوا”.

وفي صحيفة الشروق المصرية، كتب رئيس التحرير عماد الدين حسين: “نحن العرب والمسلمين، لا نريد أن نصدق أن الولايات المتحدة وإسرائيل، لا ينشغلان بالجعجعة، فهما فقط يؤمنان بالقوة، وبأوراق الضغط”.

وأضاف: “بالتالي، فعلى كل شخص من أول الملوك والرؤساء ومرورا بالأحزاب والقوى والمنظمات والهيئات العربية والإسلامية، نهاية بالمواطن العادي، أن يتوقفوا عن الرغي، ويبحثوا عن قرارات عملية إذا كانوا فعلا جادين في الدفاع عن القدس وعروبتها”.

وفي الغد الأردنية قال عيسى الشعيبي: “بقراره هذا، حوّل ترمب صفقة القرن المزعومة إلى صفعة مذلة على رؤوس الأشهاد، وانطوت قراراته على استصغار واستضعاف واستهانة بعالم عربي مثخن الجراح، ليس في وسعه، في الواقع، ما هو أكثر من الشجب والإدانة والاستنكار، إلا أنه قوّض إلى أجل غير معلوم كل إمكانية للحديث عن السلام، وفتح في حقيقة الأمر النار على خطاب الاعتدال، وشرع بوابة عريضة أمام العنف والتطرف بعد أن ذوت جمراته المتقدة”.

من جانب آخر، عدّت جريدة الشرق القطرية أن “القرار الأمريكي غير المسبوق باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، فتح أبواب جهنم على منطقة الشرق الأوسط والعالم؛ لأن القدس هي المدينة الأكثر قدسية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وأي تغيير في موقعها يعتبر لعباً بالنار”.

ودعت الصحيفة في افتتاحيتها إدارة ترمب “أن تفهم ذلك وهي تلقي بكرة اللهب إلى منطقتنا، حيث إن هذا القرار يمثل اعتداءً صارخاً على المسلمين، وقد تجلى الموقف الإسلامي والعربي والدولي الرافض لهذه الخطوة عبر الغضب العارم الشعبي والسياسي وعبر التظاهر والتحرك على الأرض”.

وفي الشروق الجزائرية، قال صالح عوض: “ليس على الفلسطينيين إلا أن يصمدوا في مواجهة التحدي الصعب.. ليس عليهم إلا أن يجددوا اليقين بأن لا تنازل عن القدس وفلسطين كلها من بحرها إلى نهرها.. ليس على الفلسطينيين إلا أن ينزلوا إلى الميدان بكامل يقينهم ويردوا الصاع صاعين”.

وتقول جريدة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها: إن ترمب “فجّر… القنبلة السياسية الكبرى، التي كانت متوقعة، وتحدث بطريقة استفزازية للغاية”.

وأضافت أن كل ردود الفعل العربية والإسلامية “مجرد كلام وبيانات ومظاهر احتجاج، بينما المطلوب شيء آخر أكثر عملياً وفعالية إذا كانت كل هذه القيادات العربية والاسلامية جادة في ما تقوله من احتجاج”.

وتتساءل الصحيفة: لماذا إذا “كان المحتجون قولاً جادين فعلاً، لا يوقفون أو يقللون من هذا التعاون الاقتصادي؟ ولماذا لا يقولون لسفراء أمريكا عودوا إلى بلادكم وتشاوروا مع رئيسكم الذي يعمل ضدنا وضد بلد الإسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟”.

وتحت عنوان “القدس عاصمة الكيان وخطة السلام الكاذب”، قال غسان الشامي في صحيفة فلسطين المحلية: إن “السياسة الأمريكية نحو القضية الفلسطينية وخصوصاً القدس تسير وفقاً للرؤى والتصورات اليهودية الصهيونية، وتتوافق مع خطط الصهاينة لمستقبل المنطقة العربية برمتهاً”.

الصحافة الغربية
وتصدرت تداعيات اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” عناوين الصحف البريطانية اليوم. فقد عدّت إحداها القرار لا يمت بشيء إلى الدبلوماسية، وأن هذا التصرف لا يجعل ترمب صانع اتفاقات كما يتبجح ويقدم المستحيل؛ لأنه ليس لديه نية الوفاء بوعده.

واستعرضت بعضها الغضب في الشارع الفلسطيني ولسان حال الشباب بأنهم لم يعد لديهم شيء يخسرونه. ورأى تحليل آخر أن اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” كان جزئيا عقابا للرئيس محمود عباس على رفضه مقترحات السلام للمنطقة.

“ترمب وحيدا في مواجهة الجميع” يمارس “لعبة خطيرة” “إرضاء للإنجيليين” ومحاولة للفت الأنظار عن “الإحراج الروسي”.. هكذا غطت الصحف الفرنسية تداعيات قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

ففي افتتاحيتها، قالت لوموند: إن الرئيس الأميركي باتخاذه قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” تعدى على قواعد الدبلوماسية، ورمى عرض الحائط بالاتفاقات السابقة، وعزل نفسه أكثر”، فقراره هذا بكل بساطة “جريمة في حق الديمقراطية وسيلةً لفض النزاعات”.

ما يعني أنه قد اختار “العزلة الدبلوماسية”، فغدا “وحيدا ضد الجميع”، على حد تعبير الصحيفة.

لكن لماذا اختار ترمب هذه “اللعبة الخطرة”.. تتساءل لوفيغارو في افتتاحيتها قبل أن تؤكد أن له في ذلك مآرب أخرى وحسابات تتجاوز إرضاء جزء من ناخبيه وكبار المتبرعين له لتشمل محاولة لفت الأنظار عن المصاعب “الروسية”.

والواقع أن قرار ترمب هذا “انتصار للإنجيليين” على حد تعبير ليزيكو، لكنه أيضا فرصة لتركيا لتزعم العالم الإسلامي بدلا من السعودية، وفق ليبراسيون، بينما لفتت لوفيغارو في تقرير لها إلى أنه “وحد المسلمين”، وإن كانت له ضحايا جانبية مثل الملك الأردني عبد الله الثاني، وفق لاكروا.

كما انتقدت صحف أمريكية قرار ترمب، عادّةً إياه سيؤدي إلى خطر كبير، وسيجعل الشرق الأوسط برمته، الذي لا تعوزه مشاكل أخرى، على حافة خطر كبير.

وتناولت “الواشنطن بوست” قرار الرئيس الأمريكي بالقول إنه حظي بمعارضة كل حلفاء الولايات المتحدة في العالَمين العربي والغربي، وإنه وإن كان لن يغير شيئاً على أرض الواقع؛ لكون “إسرائيل” تضع يدها على غربي القدس منذ 1949، فإنه يحمل في طياته خطراً كبيراً على المنطقة.

إلى ذلك، عدّت صحيفة “نيويورك تايمز” أن قرار ترمب سيعزل الولايات المتحدة عن واحدة من أكثر قضايا العالم حساسية، وأن هذا التحرك سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار وإطلاق موجة عنف جديدة.

وقالت الصحيفة: إن قرار ترمب سيجعل من تحقيق السلام أمراً في غاية الصعوبة، وسيلغي دور الولايات المتحدة وسيطًا في عملية السلام.

ورأت صحيفة “الواشنطن تايمز” أن قرار ترمب “تحول دراماتيكي” في مسار الشرق الأوسط، وأنه يمكن أن يؤجج التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ لأن الفلسطينيين يعدّون “القدس الشرقية” عاصمةً لدولتهم التي يريدون إقامتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات