الرئيس الجديد للشاباك خبير في شؤون حماس وعمل في معاهد بحثية أمريكية

يشار إلى أن “كوهين”، 51 عاماً، الرئيس الـ13 للشاباك، يعتمر الطاقية اليهودية الدينية، وقد التحق في صفوف الجهاز قبل 30 عاماً، وأشغل عدة مناصب قيادية فيه، وفي مقدمتها نائب رئيس الجهاز لمدة 3 سنوات، ومسئول منطقة القدس والضفة الغربية، ورئيس القسم العربي في الجهاز، ومكلفاً بإحباط “الاختراقات” الإيراني للساحتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وجاء اختيار “كوهين” بعدما أجرى “نتنياهو” مقابلات مع 3 مرشحين وصلوا إلى المراحل الأخيرة في إجراءات اختيار الرئيس الجديد، وقرر اختياره، حيث تمت عملية تبديل قادة الأجهزة الأمنية الأبرز، “الشاباك والموساد وأمان، وهيئة أركان الجيش الإسرائيلي”.
قربه من المستوطنين
وقد اعتبر خبراء أمنيون إسرائيليون تعيين “كوهين” في بمثابة “صفعة” لـ”ديسكين” الذي فضل تعيين نائبه الحالي الملقب “ي”، وأشاروا إلى أن حاخامات وشخصيات أخرى من أوساط اليمين قامت مؤخراً بحملة ضد تعيينه، واتهمته بمضايقة المستوطنين خلال ترؤسه للجناح المعروف باسم “الجناح اليهودي” في الشاباك.
في حين أن “كوهين” يعتبر “العمود الفقري” لعمل الشاباك طيلة السنوات الأخيرة، فهو رجل ميداني، كسب خبراته من الميدان، ويعرفه، والميدان يعرفه، فقد انضم للشاباك عام 1982، كحارس خاص، ثم منسقاً في مستوطنة “بنيامين” ومدينة رام الله، وبعدها أصبح رئيس لواء “الاغتيالات” في الضفة الغربية، ومع مرور السنوات تقدم في سلم المناصب، وتولى رئاسة الشعبة العربية الإيرانية.
وفي عام 2008 سافر “كوهين” إلى واشنطن كزميل أبحاث في معهد واشنطن للسياسات الأمريكية في الشرق الأدنى، حيث ترأس في العامين الماضيين الأطقم التي عملت على بلورة رؤية لإدارة الشاباك، وفي الملفات التكنولوجية للعقد القادم، حيث يحمل درجة البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا.
وقد تطرق “ديسكين” لتعيين خليفة له بالقول: إن إسرائيل بحاجة للحفاظ على اليقظة على ضوء التطورات الأخيرة في العالم العربي، وهي أحداث تشكل إشارة تحذيرية، وتدل على أن الهدوء هش، نحن في الشاباك نعلم هذا الأمر، وندرك المغزى، ونستعد لكل ما سيحدث”.
ملك الانتفاضة الثانية
وفي القيادة العسكرية، يعتبر “كوهين” مقرباً لرئيس الأركان الجديد، “بني غانتس”، وكجزء من عمله أيضاً تعرف عن قرب على قيادة السلطة الفلسطينية.
وكرجل شرقي في ثقافته الأكاديمية، يعتبر خبيراً في موضوع الحركات الإسلامية، وعلى رأسها حماس، حيث كتب أعمالاً بحثية عنها، توقع خلالها التطورات التي شهدتها السنوات الأخيرة في المنظمة، وأداءها السياسي والعسكري.
كما عمل في السابق مع وزير الشئون الإستراتيجية الحالي “موشيه يعلون” حين كان رئيساً لهيئة الأركان، حيث رافقه في عملية “السور الواقي” في الضفة الغربية، ولذلك يصفه بأنه “أثبت نفسه كرئيس دائرة، ولديه قدرات إستخباراتية، تنفيذية، وقيادية مرتفعة جداً، وإبداعات رائعة”. فيما قال عضو الكنيست عن حزب العمل “إيتان كابل” أن “كوهين” مفعم بالنشاط، واستعد للجيش بكل قدرته، وهو قيادي ولديه طموح، ووصل إلى قمة رائعة.
وألمح “رون بن يشاي” الخبير العسكري الإسرائيلي الأكثر شهرة بأن تعيين “كوهين” رئيساً الشاباك جاء كـ”مفاجأة”، لأن “نتنياهو” لم يختاره فقط بسبب خبرته الواسعة وتجاربه في الشئون العربية والإيرانية، وهو أمر مطلوب في الفترة الحالية، ولكن لأنه يمتلك علاقات إيجابية مع الأوساط اليمينية والمستوطنين.
خارطة التهديدات
1. الضفة الغربية: حيث سيمنع سيطرة حماس على الشارع في الضفة الغربية، ومنع انتقال الانتفاضات التي تغُمر العالم العربي إلى الأراضي الفلسطينية، وفي الشاباك يتابعون احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة مدنية في سماتها نتيجة لمحاكاة الانتفاضات في العالم العربي، وإعلان محتمل في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم عن الدولة الفلسطينية.
2. التحدي الغزاوي: بتزويد الجيش الإسرائيلي بالمعلومات، والمعرفة الدقيقة للمستوى السياسي الذي سيحتاج للعمل مقابل غزة ومصر. وفي هذا الصدد، ينبغي إضافة التحدي الإستخباراتي في سيناء، التي أصبحت في أعقاب الثورة المصرية منطقة خارج السيطرة، يتم عبرها تهريب السلاح إلى غزة، وفي المستقبل ستتزايد على ما يبدو محاولات تنفيذ عمليات انطلاقاً منها.
3. المتطرفون اليهود: حيث يجري الحديث عن أعمال انتقامية يقومون بها، ومخاوف من اعتداءات يهودية في الحرم القدسي الشريف قد تشعل المنطقة.
4. الصراع العربي الإسرائيلي: من خلال توفير رؤية ومعلومات لصالح قرارات الحكومة الإسرائيلية في هذا الصدد بهدف منع الزخم.
5. الجماعات المسلحة بأنواعها: بما في ذلك الجهاد العالمي، “الإرهاب” الإلكتروني عبر الإنترنت، واستخدام مواد غير تقليدية، وإطلاق سراح “غلعاد شاليط” في إطار صفقة أو بوسيلة أخرى.
ويأتي “كوهين” محل “ديسكين” في منصبه بعد ست سنوات مُكللة بالنجاح، وفشل واحد صارخ يتعلق بـ”شاليط”، وبنجاح الأخير فقد منح الشاباك الجيش الإسرائيلي ميزة تفوق إستخباراتي مكنته من فرض الهدوء التام في الضفة التي لم تشهد عمليات مسلحة، من خلال تشكيله وتأسيسه لموضوع الاغتيالات المنظمة، وتحت قيادته، جلب معلومات إستخباراتية مهمة جداً ساعدت الجيش بشكل كبير في الرصاص المسكوب.
كما لعب دوراً حاسماً في إحباط عمليات ضد مؤسسات إسرائيلية في الخارج، وساعد الحكومة في اتخاذ قرارات سياسية، ودفع نحو إجراء مفاوضات من منطلق قوة وشفافية مع السلطة الفلسطينية، أما خليفته “كوهين”، فيدخل المنصب بـ”أقدام ثابتة”، وفي فترة تغييرات تشبه حركة “الصفائح الالكترونية” في الشرق الأوسط، والتي ستؤثر عملياً بالفعل على أمن إسرائيل الداخلي والخارجي.
موقع الجيش الصهيوني، 29/3/2011
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...