عملية القدس تشعل النقاش الصهيوني حول مآلات العمليات الفردية

قال “آفي يسخاروف” المحلل الأمني الصهيوني إن هجوم رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” ووزير الخارجية “أفيغدور ليبرمان” على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، له عدة أسباب أبرزها الخوف من تدهور الوضع الأمني مع حماس، والعودة للحرب معها.
وأضاف: “إسرائيل” لا تريد تحميل حماس المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة، خوفاً من تجدد الحرب معها في غزة، لأن القيادة السياسية لا ترغب بالتصعيد معها، لذلك من السهل على “نتنياهو” اتهام أبو مازن، رغم أن التنسيق الأمني مستمر، وهذا ما تم التعبير عنه في لقاء بين قيادات الجيش وضباط أمنيين في السلطة.
ونقل عن قيادات الجيش التقت بضباط كبار من السلطة الفلسطينية، رسالة واضحة مفادها أن “إسرائيل” غير معنية بعقاب السلطة، على الرغم من تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة المحتلة والقدس، ورد ضباط السلطة بأنهم تلقوا أوامر باستمرار التنسيق الأمني، ومنع أي عملية تخرج من الضفة، رغم تدهور الوضع الأمني خاصة حول المسجد الأقصى.
من جهتها، قالت أوساط عسكرية أنه في النقاشات التقييمية التي تجريها “إسرائيل” في الأسابيع الأخيرة، تتحدث عن 3 مبادئ عمل أساسية من شأنها تخفيف النار مع الفلسطينيين، وهي:
1-تقليل العمليات التكتيكية التي من شأنها أن تتحول لعمليات إستراتيجية، والصيغة التي نجحت في الضفة على مدار سنوات تشير لعلاقة مباشرة بين كمية القوات الموجودة على الأرض، وبين نجاح المهمة في تقليل حجم الأحداث التكتيكية.
في الوقت الحالي القرار التي تم اتخاذه يشمل إدخال 3 كتائب وسريتين من حرس الحدود تم نقلها من القدس إلى الضفة، بهدف إعطاء جواب سريع لكل حدث ممكن، في مناطق الأحداث وقرب المستوطنات، وحتى الآن لا يوجد تحذيرات حول عمليات منظمة، بل يوجد تراجع كبير بعدد التحذيرات من هذا النوع، والخوف مما هو غير متوقع، من العنف الشعبي التلقائي للمسلح الوحيد.
وعلى ضوء الأحداث الأخيرة، قام الجيش بإحداث تعديلات على البنى التنفيذية في الضفة، وضع مكعبات إسمنتية في مواقف الباصات، وقام بتحسين المراقبة، ووضع قوات احتياط متحركة جاهزة لأية استدعاء أو عملية.
2-تقليص التأثير الخارجي على الأجواء في الضفة، وتخفيف التوتر مع عرب 48، حادثة مثلما حدث في كفر كنا والطيبة تؤثر فوراً على الضفة، وإيقاف التحريض من قبل رؤساء اليمين الصهيوني بموضوع الحرم، لأن كل هذا يؤثر على الضفة.
3-استخلاص القوة، هنا توجد مفارقة حقيقية أمام السكان، أو كما يعرفونها في الجيش: متى نستخدم “إم16” ومتى “إف 16″، متى نستخدم العقوبات ضد السكان، ومتى لا، ورغم الإعلانات والتصريحات الانفعالية، فلا يوجد حتى الآن نية حقيقية لاتخاذ عقوبات جماعية ضد السكان في المناطق، مثل تقييد الحركة، أو تخفيض عدد القادمين لـ”إسرائيل” للعمل.
وأعلن رئيس الحكومة عن خطوة ضبابية: اعتقالات مانعة لمحرضين وملقي الحجارة وزجاجات حارقة، الفكرة هي توسيع دائرة الاعتقالات بين الفلسطينيين الذين اشتركوا بأعمال معادية في السابق.
وختمت بالقول: يمكن الاستنتاج هنا أن الاعتقال لعشرات ومئات الأشخاص المعتقلين ليلة ليلة، مسجلون في الشاباك آلاف الأشخاص المخالفين للنظام والمحرضين، وموجودين تحت المراقبة، ولا داعي للحديث عن أصحاب المواقع والمحرضين على الشبكات الاجتماعية الذين يضعون على أنفسهم نقاطاً سوداء، النية تتجه الآن اعتقال بعضهم، فإلى أي حد تعتبر هذه الخطوة عملية، وبأية أعداد؟ الأمر غير واضح.
لكن “يوسي ميلمان” الخبير الأمني الصهيوني قال أنه إضافة لذلك، فإن الفرضية اليوم لدى الجيش في الميدان عدم القيام بأعمال تحمي إمكانية بزيادة العنف والقتل، إذا كان بالإمكان تأجيل اعتقال معين لعدة أيام من أجل عدم الاحتكاك مع الفلسطينيين، وانتهاء الأمر بقتل متظاهرين، فيمكن دراسة الأمر بإيجاب، وهذا كله لمنع أي تصعيد لا داعي له، ومن هنا فان قرار الكابينت متشدد ورادع، إلا أن الواقع مختلف عن ذلك.
وأضاف: الجيش في الضفة والقدس يسير على أطراف الأصابع، يحاول العمل بأقل قدر من الأخطار، وألا يلقي السياسيون والعناصر المتطرفة بالعبوات على حقل الألغام، يعتقدون في الأجهزة الأمنية أن الأمر يحتاج لعدة أيام أخرى، أسبوع، من أجل رؤية إذا ما خرجنا من هذا الحقل، أم إننا لا زلنا فيه.
وأوضح أن “نتنياهو” يقود “إسرائيل” لفشل ذريع في كل الجبهات، وسياسة الخارجية والأمن والإحساس بانعدام الأمن في الشوارع للحكومة تنهار في كل الجبهات، في الشهر الأخير قتل 10 صهاينة في عمليات فردية، وهو رقم قياسي شهري منذ بضع سنوات، ولغرض المقارنة، ففي العام 2013 قتل 6 في أحداث مشابهة، صحيح أن النار في القدس هدأت قليلاً، هذا الأسبوع، لكن الجمرات لا تزال مشتعلة، والخطر بأن تنتقل أعمال العنف للضفة الغربية و”إسرائيل” ذاتها داخل الخط الأخضر.
ونقل عن خبراء صهاينة ترددهم في كيفية تسمية ما يجري في الأشهر الأخيرة، فجهاز الشاباك يواصل التمسك بموقفه في أن هذا عنف شعبي، ويتحدث آخرون عن “عمليات أجواء تقليدية، وغيرها من التعريفات، وثمة من لا يتردد في الحديث عن انتفاضة ثالثة، الحقيقة أن كل المحاولات لتحديد التعريف ترف لغوي، فلاشك ان “إسرائيل” تقف على شفا هاوية، على حافة بركان، ينبعث منه منذ الآن اللهيب والدخان السميك، فالشاباك يشدد على أنه لا توجد مؤشرات تدل على قيادة مركزية، أو على هذه المنظمة أو تلك التي تبادر وتوجه الأحداث.
صحيح أن حماس جد معنية بإشعال الضفة، كي تمس بالاحتلال، وتضعف السلطة على حد سواء، لكن مكانتها في الضفة والقدس مضعضعة للغاية بعد موجة اعتقالات طالت مئات من نشطائها، في أعقاب اختطاف المستوطنين الـ3، لكن الانتفاضتين الأولى والثانية، 1987 و2000، لم تكونا منظمتين او موجهتين، بل قفز الزعماء والتنظيمات فقط لاحقاً، وركبوا بالمجان على موجات الاحتجاج.
وهكذا يمكن القول عن الأحداث المستمرة حالياً، فهي عفوية وغير منظمة، في بعضها يشارك أطفال أبناء 10 سنوات، لكنها تراكم الزخم، هذه المرة بعد 14سنة، وآلاف القتلى والجرحى في الطرفين، يمكن أن نعلق أسباب العمليات وأعمال الإخلال بالنظام بتدهور الوضع الاقتصادي واليأس وانعدام الأمل من غياب مسيرة سلمية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...