المصالح الصهيونية الروسية في المجالات الاقتصادية والأمنية والتكنولوجية

رأى الخبير الصهيوني في الشؤون الدولية، تسيفي ماغين، أن روسيا تعيد تنظيم محاورها في الشرق الأوسط، بحيث تقيم محوراً جديداً مع “إسرائيل”، واليونان وقبرص، في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” للكيان الصهيوني.
وأضاف بأن هذه الزيارة تثير التساؤل في أسرة الخبراء الاستراتيجيين حول أهدافها، في ضوء أنها ستتم على خلفية التغييرات السياسية الجارية في منظومة العلاقات الخارجية الروسية، وتعكس بقدر كبير الصور التي ترتسم مؤخرا في الساحة الدولية.
وبالفعل، فإن نشاط روسيا مكثف جدا في الساحة الدولية، منذ تسلم “بوتين” منصبه كرئيس لها، ويخلق بالتدريج الانطباع بأن موسكو تعنى بإعادة تصميم سياستها، كما يلوح أنه للشرق الأوسط، بشكل عام، ولـ”إسرائيل”، بشكل خاص، مقعد في هذا الإطار، ودور محدد، وهذه المواضيع ستتضح بالتأكيد في أثناء الزيارة المزمع عقدها.
* الصواريخ الباليستية
ويرى أن أن ساحة المساعي السياسية الأساس لروسيا الآن ليست “إسرائيل” أو الشرق الأوسط بعمومه، بل الغرب، حيث تحولت جملة العلاقات الروسية – الأمريكية إلى ساحة مواجهة مركزية، ويتبين أن جملة الخطوات غير المتماثلة الأخيرة لروسيا بالنسبة للولايات المتحدة تذكر بشيء ما بالأحداث التي سبقت الانعطافة في علاقات الدولتين عام 2009، وعرفت باسم “إعادة البدء”.
هذه المرة أيضا يمكن أن نلاحظ تطورات مشابهة، فالأزمة الحالية تطورت حول مسألة خطة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية لحلف الناتو، وبدأت في أعقاب اللقاء الفاشل بين الناتو وروسيا في موسكو، ويتبين ان اللقاء الذي عقد، لسبب ما، في موعد تسلم “بوتين” منصبه، وانتهى، كما كان متوقعا، بعدم تحقيق تفاهم بين الطرفين، استغله الروس لإحداث أزمة.
في هذا النطاق، ألغيت المشاركة المخطط لها لـ”بوتين” في مؤتمر الـ G-8 في الولايات المتحدة، بما في ذلك لقاءه مع الرئيس “أوباما”، مقابل بدء اتصالات روسية مكثفة مع حلفائها الإقليميين كروسيا البيضاء، كازاخستان والصين، وترمز لبداية تحريك عملية إقامة الاتحاد الأوروبي – الآسيوي الذي أعلن عنه “بوتين” في الأشهر التي سبقت انتخابه رئيسا.
ويؤكد “ماغين” أنه في خلفية اجتماع الناتو في شيكاغو، في تلك الأيام، انطلقت أصوات حربية من خلال تجربة صاروخ باليستي روسي جديد، ولكن بالتوازي أطلقت رسائل حول رغبة روسيا في الانضمام، في هذه الطريقة أو تلك، إلى الناتو، وبالتالي لعله ممكنا ربط القرار الجديد بزيارة “بوتين” لألمانيا وفرنسا.
إضافة لذلك، انضمت روسيا بنشاط لأعمال القوى العظمى الستة (5 + 1)، حيث تبدي سلوكا نشطا في موضوع البرنامج النووي الإيراني، ومن غير المستبعد أن تحث للأمام خطوة دفع ايران لتقديم تنازلات للأسرة الدولية، في ضوء أن هناك إحساسا يتعزز في ضوء القرار لعقد اللقاء التالي لـ”الستة” مع الإيرانيين، في موسكو في 18 حزيران من هذا العام.
* تنامي الإسلام السياسي
من كل هذا، يبرز الاستنتاج المحتمل في ان روسيا تنسج خطوة جديدة ترمي لتحقيق تسوية مع الولايات المتحدة والناتو، وفي هذا السياق، مقابل تنازلات معينة في موضوع الدرع الصاروخي، وربما بالنسبة للتفاهم مع الناتو حول التعاون، سيجد تعبيره بعملة شرق أوسطية، أي، في الموضوعين الإيراني والسوري، ويمكن منذ الآن ملاحظة تغييرات في نبرة الموقف الروسي من سوريا.
بجانب ذلك، تتجسد العلاقة الشرق أوسطية بالخطوات الروسية في الساحة الدولية، حيث أن مكانة روسيا في هذه المنطقة تضعضعت في أعقاب أحداث “الربيع العربي”، مع فقدانها لمعظم مواقعها التي انكبت على بنائها لسنوات طويلة، والآن تجد روسيا نفسها أمام تحدي صعود قوة الإسلام، ومعزولة في العالم العربي.
عمليا، دحرت روسيا للدفاع عن المعسكر الشيعي في ضوء الضغط السني المتعاظم، المسنود، حسب الفهم الروسي، من الغرب، كما يتواصل الميل الخطير في نظر موسكو، المسمى “انتشار الناتو شرقا”، وهذه المرة يؤدي الأمر لتفاقم وضع روسيا الاستراتيجي في منطقة حدودها الجنوبية، في القوقاز، الذي يتحداه محور مناهض لروسيا وإيران يضم دول المنطقة: جورجيا وأذربيجان، بإسناد أمريكا وتركيا.
ويرى “ماغين” مستنداً لمحافل أمنية وسياسية صهيونية في تل أبيب أن تركيا تنشط ضد المصالح الروسية، فبالإضافة لجنوب القوقاز في الشرق الأوسط، كما في منطقة البحر المتوسط، حيال اليونان وقبرص، حيث يتبلور جهد استراتيجي روسي آخر، فيما الموضوع الاقتصادي لا يغيب عن هذه القائمة، على خلفية الخلاف مع تركيا حول إنتاج الغاز في البحر المتوسط، ومسارات تسيير مصادر الطاقة لأوروبا.
في هذا الواقع الجديد، يبدو لروسيا مصلحة في تغيير سياستها في الشرق الأوسط حين يطرح الموضوع في نقاش روسي داخلي مشحون، ومن المسائل على جدول الأعمال الحاجة لبديل عن المحور الراديكالي في الشرق الأوسط، المدعوم من روسيا، ويتفكك أمام ناظريها، وإقامة روافع تأثير جديدة في المنطقة، بدلا من التي فقدتها.
موقع معهد أبحاث الأمن القومي، 20/6/2012
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...