ماذا يقول الإسرائيليون عن حرب غزة..؟

صحيفة البيان الإماراتية
فور اتخاذ الحكومة الإسرائيلية صباح /18/1/2009 «قرار» وقف العدوان على غزة» أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت «أن إنجازات الحرب على غزة تحققت»، ولخص المعلقون الإسرائيليون في الصحف إنجازات الحرب بتوجيه «ضربة عقابية لحماس»، و«زيادة قدرة الردع الإسرائيلية»، كما ركزت الصحف على «صمود الجبهة الداخلية»، و«استعادة الجيش لحيويته التي فقدها في حرب لبنان» ـ حسب تعبيرهم، إلا «أن أكثر من معلق قالوا إن الحملة استنفدت أهدافها في الأيام الأولى وكان يجب أن تتوقف هناك وانتقدوا إطالتها». فماذا يقول الإسرائيليون في ذلك إذن؟
ـ وإلى أي حد وأي مدى حققت «إسرائيل» فعلاً أهدافها…؟!
المؤرخ الإسرائيلي المناهض صاحب كتاب «اختراع إسرائيل والشعب اليهودي» «شلومو زاند» اتهم “إسرائيل” بتحويل القطاع إلى «محمية كبيرة، وأنها فقدت كل ضابط أخلاقي وهي لا تفهم غير لغة القوة»، وقال «إن إسرائيل زرعت الخراب والأسى في كل مكان في غزة وقتلت النساء والأطفال لغايات انتخابية، حيث كان توقيت الحرب ملائماً من هذه الناحية»، ونفى «أن تكون الحرب قد حققت أهدافها، حيث لم تنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولم تستطع تقوية معسكر الاعتدال لدى الفلسطينيين».
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي أدلى باعتراف بالغ الأهمية التوثيقية حينما كشف النقاب عن «أن مجموعة من أفراد حماس كانت ترتدي زي الجنود الإسرائيليين حاولت التسلل إلى صفوف الجيش الإسرائيلي»، وهذا الاعتراف من أهم وابلغ الاعترافات على ما جرى، فهو يكشف لنا جانباً بمنتهى الأهمية من حقيقة المواجهات الميدانية التي حرصت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية على إخفائها.. وإذا ما أضفنا إليه تصريح الجنرال موشيه يعلون الذي شغل موقع رئيس أركان الجيش سابقاً أيضاً الذي قال: «ما فعلناه في غزة طوال الوقت المراوحة في المكان».
ودعوة رئيس الموساد السابق «أفرايم هليفي» إلى «عدم تجاهل حركة حماس عند الإقدام على محاولة ترتيب أوراق المنطقة بعد العدوان على غزة»: «لأن حماس ورغم الضربات الموجعة غير المسبوقة التي تلقتها طيلة 22 يوماً بقيت وصمدت»، مؤكداً: «أمطرنا قطاع غزة بالنار براً وبحراً وجواً، لكن حماس خرجت من بين الركام والرماد كطائر الفينيق وأدارت مفاوضات شرسة مع مصر وهي تبحث عن حاجاتها ووجهتها ليست الاستسلام».
فإننا نغدو بصدد ثلاث شهادات لثلاثة من كبار جنرالات العدو، ونقول قد نكتفي بهذه الاعترافات أو الشهادات ونتوقف، غير أننا بحاجة ملحة للمزيد والمزيد من الاعترافات والشهادات الإسرائيلية الموثقة ليس لسبب آني عاجل فقط، وإنما لغاية التوثيق التاريخي أيضاً.
يضاف إلى كل ذلك، فان لإعلان نتنياهو أن «المهمة في غزة لم تستكمل مدلولاته الكبيرة، موضحاً: «أن حكومة برئاستي سيتعين عليها أن تصدر التعليمات لاستكمال المهمة»، و«هذا موضوع عزة ذاتية، اعتقد أن شعباً يحترم نفسه لا يسمح بأن يطلقوا عليه الصواريخ. بعد أن تعود إلينا العزة الذاتية، سنطالب الآخرين باحترامنا».
إلى ذلك أيضاً ـ هاهو الوزير الأسبق يوسي سريد يؤكد: «الردع الذي حققه الفلسطينيون مع بنادقهم الخردة فاق ألف مرة الردع الذي حققه الجيش الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين مع كل دباباته ومروحياته، فضلاً عن العبوات الناسفة التي بدأ يزرعها المسلحون في أماكن أكثر دقة وحساسية». ونتابع بعض العناوين التي تتحدث عن الجوهر ذاته: فكتب موشيه آرنس ـ وزير الحرب الأسبق تحت عنوان «الردع أحلام» يقول: «حماس لا يمكن ردعها».
وهاهي مديرة الأبحاث في معهد الأمن القومي للأبحاث الدكتور «أنات كورس» توضح «أن العملية العسكرية الأخيرة على قطاع غزة أضعفت حركة حماس ولكنها لن تمنعها من إعادة بناء قوتها، وإعادة القدرة على تهديد إسرائيل من ناحية أمنية مجدداً»، ووزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي قال: «إن قرار «إسرائيل» بشن حرب على قطاع غزة كان خطأ منذ البداية ولم يكن لها أي داع بتاتاً»، وقالت أسرة تحرير هآرتس» إن الخطر الأكبر يكمن في تصديق الجيش الإسرائيلي أنه قد انتصر في هذه الحرب».
وكعادته كشف جدعون ليفي /المحلل الإسرائيلي المناهض لسياسات الاحتلال جوانب مما حدث في غزة، فكتب يقول: «بعد عودة آخر الجنود من غزة إلى البيت يمكن أن نجزم بيقين أنهم خرجوا إلى هناك عبثاً، ففي هذه الحرب فشلت إسرائيل فشلاً ذريعاً، ليس الحديث فقط عن الفشل الأخلاقي العميق، بل عن عدم قدرتها أيضاً على إحراز أهدافها المعلنة، وبعبارة أخرى أضيف إلى الثكل الفشل أيضاً، لم نفد شيئاً من هذه الحرب، سوى مئات القبور، وفيها لصغار، وآلاف المعوقين، والدمار الكثير وضعضعة صورة إسرائيل، إن ما بدا خسارة معلومة مقدماً لقلة فقط يوم نشوب الحرب، سيتضح كذلك لكثيرين بعد زوال هتاف النصر/ هآرتس».
كاتب فلسطيني
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...