يوم الأرض ونموذج مازن فقها

من أوائل الذكريات والأحداث التي تفتق عليها وعي الوطني والوجداني هو يوم الأرض، وكنت أسأل بعقل طفل صغير يسمع المصطلح دون إدراك مضمونه: ماذا يعني يوم الأرض؟ ولماذا نحتفل ونخرج بمسيرات ويضج المخيم ويشتعل الكوشوك وتوضع المتاريس وتنتشر الأعلام بهذا اليوم؟، فتأتي الإجابات عامة حماسية مندفعة مترامية تتلملم مع الهتافات المشحونة، وأصبحت بعد ذلك انتظره من العام للعام، حتى جاءت انتفاضة الحجارة عام 87 فأضحى لدينا عشرات الأيام التي نحتفي بها وطنيا وثوريا، ومع هذا بقي يوم الأرض له مكانة خاصة في وجداننا الجمعي ودلالة لها ما بعدها.
وتعود قصة هذا اليوم لعام 1976، بعد أن اعتدى الاحتلال “الإسرائيلي” بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وجراء ذلك العدوان عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال أسفرت عن ارتقاء ستة شهداء فلسطينيين، وأُصيب واعتقل المئات.
وما ميز يوم الأرض وجعله محوريا؛ أنه خرج من الأراضي المحتلة عام 48، بعد أن ظن الاحتلال أنه اطمأن ويفعل ما يشاء فيها، حيث إن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فلسطينيو 48 منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.
انتفاضة القدس اليوم هي امتداد حقيقي ليوم الأرض؛ فما انتفض الشباب وانطلقوا باندفاعة تشبه آذار 76 إلا بعد الاعتداء المتواصل على أرض الضفة والقدس، وطالما استمر ابتلاع الأراضي وبناء المستوطنات ومصادرة الدونمات واقتلاع الأشجار فإن فالانتفاضة مستمرة، فهذه الأرض لا تقبل القسمة على اثنين.
في يوم الأرض، هناك جيل فلسطيني فريد يفكر جدّيا بالتواجد والتمركز في الأرض التي احتلت عام 1948، ورغم حصار غزة والتضييق عليها، إلا أنه يعد العدة ويستعد ليلا ونهارا حتى يحقق هذا الحلم خلال أي مواجهة عسكرية قادمة، فهناك من يقضون يومهم وليلتهم في باطن الأرض يعدون العدة ويحفرون بالصخر ويجهزون لمعركة التحرير.
ما ميز يوم الأرض في هذا العام 2017، هو أننا نعيش حدثا أليما لنموذج فارس تمسك بأرضه وتشبث بحبه لها وبقي متواصلًا معها رغم السجن والإبعاد، واستشهد لأنه لم يقبل أن يعيش بعيدا عنها من غير اتصال وتواصل، فالشهيد مازن فقها أكثر ما لفت انتباهي له حبه لطوباس وأراضيها وجبالها، فكان يغيظه رؤية مستوطن فيها وهو محروم منها. مازن وإخوانه هم ملح هذه الأرض، أبناؤها الطيبون، ودماؤهم ستنبت أشتالا وأشجارا ونصرا وحرية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة 43 فلسطينيًا باقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 3 فلسطينيين بينهم طفل، برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي و40 آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر اقتحام...

كتائب القسام تكشف تفاصيل كمين مركب شرقي رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، عن تفاصيل كمين مركب نفذته في قوة من جيش الاحتلال...

الصحة العالمية: غزة تفتقر إلى كل شيء والوضع قريب من الهاوية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه "كارثي وقريب من من الهاوية"،...

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلي النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...