عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

الأقصى.. تهويد ممنهج وخطوات للسيطرة لا تتوقف

الأقصى.. تهويد ممنهج وخطوات للسيطرة لا تتوقف

تلقى الاحتلال صفعة نوعية إثر معركة خاضها الفلسطينيون المقدسيون تمخضت عن فتح باب الرحمة بعد إغلاق دام نحو سبع سنوات متتالية، إلا أنّ هذا الأمر لم يدم طويلاً حتى عاد الاحتلال لإغلاق باب الرحمة وممارسة انتهاكاته الاستفزازية بحق المقدسيين ومطاردتهم وملاحقتهم دائمًا ويوميًّا.

بالأمس اقتحمت قوات الاحتلال الصهيونية المسجد الأقصى، وركّبت سماعات وأجهزة إلكترونية على سطحه من الجهتين الشمالية والغربية، وهو ما عدته مختلف الهيئات الإسلامية في القدس المحتلة جزءًا من مخطط لتغيير الواقع التاريخي والديني والقانوني لأولى القبلتين وثالث الحرمين بالقوة.

وتمت عملية الاقتحام وتركيب الأجهزة والسماعات صباح أمس الأحد، بعد نحو ثلاث سنوات من وضع الاحتلال بوابات إلكترونية عند مداخل المسجد الأقصى، الأمر الذي أثار غضبا فلسطينيا، ما اضطر سلطات الاحتلال لإزالة البوابات.

نوايا مبيّتة
وندّد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودائرة الإفتاء، ومكتب قاضي القضاة، ودائرة أوقاف القدس، وشؤون المسجد الأقصى، بانتهاك شرطة الاحتلال حرمة المسجد الأقصى من خلال نصب سلالم على مدخل مئذنة باب الأسباط، والصعود إلى سطح المدرسة الشرعية وباب الأسباط بالقوة رغم رفض دائرة الأوقاف هذا الإجراء، وعدم استجابتها منذ الخميس الماضي.

وقالت هذه الهيئات، في بيانٍ لها: إنّ “ما أقدمت عليه الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى يبوح بنوايا شرطة الاحتلال وما تخفيه بحق قبلة المسلمين الأولى وأقدس مقدسات المسلمين في هذه الديار”.

ووصفت ما جرى بأنّه هجمة شرسة من الاحتلال على المسجد الأقصى وجميع موظفي دائرة الأوقاف والعاملين فيه، وناشدت ملك الأردن عبد الله الثاني التدخل السريع للجم سياسات الاحتلال وإلغاء جميع إجراءاته التي يحاول تمريرها بالقوة.

استباحة متعددة الجوانب
الخبير في شؤون القدس والأقصى خالد زبارقة، أكد أنّ استباحة الاحتلال للمسجد الأقصى تتمثل في عدة جوانب؛ أحدها اقتحامُه المسجد ليل نهار بقواته المختلفة المخابراتية والشرطية وحرس الحدود وهم يدنسون الأقصى وسجاده والمصليات المسقوفة بأحذيتهم، وهذا يتنافى مع الأساسيات لاحترام الأديان وأماكن العبادة.

وأشار زبارقة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ الاحتلال يحاول بكل السبل والوسائل عسكرة المسجد وتحويله إلى ثكنة عسكرية على مدار الساعة، كما أنّه يريد أن يفرض حالة من البيئة الطاردة للمسلمين داخل الأقصى، مقابل اختلاقه لبيئة مريحة للمستوطنين داخل الأقصى.

وقال: “الاحتلال يتعامل مع أنه صاحب السيادة والرعاية وإدارة الأقصى، ولا يأبه بمواقف واعتراضات الأوقاف، ولا يأبه بمواقف الأردن، ولا يأبه بالمواقف الفلسطينية، ويشعر أنه في حالة نشوة التي من خلالها يستطيع أن يمرر كل مخططاته داخل الأقصى”.

خطورة الأعياد
ويعتقد الخبير الفلسطيني أن الاحتلال يتجهز لارتكاب جريمة في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى ومصلى باب الرحمة، عشية الأعياد اليهودية هذا الشهر والشهر القادم، ويسعى الاحتلال بهذا الأمر إلى السماح للصلوات العلنية لليهود وتضليل الرأي العام والنفس الشعبي والعالم.

وحذّر زبارقة من محاولات الاحتلال استغلال إجراءات وباء كورونا من أجل الحد من أعداد المسلمين الذين يتوافدن إلى المسجد الأقصى.

وفي استفسار عن طبيعة الجريمة والمخطط الذي يجهزه الاحتلال، أكّد زبارقة أنه لا يمكن استباق الأحداث إلا بالرجوع إلى السياق التي تجرى فيه محاولات السيطرة والتهويد من الاحتلال.

 وأضاف: “يمكن متابعة ذلك بالعودة إلى إعلان ترمب صفقة القرن، والاتفاقية بين الاحتلال والنظام الإماراتي التي تطرقت في أحد بنودها إلى حق اليهود الديني داخل الأقصى، وحاولت أن تتلاعب بالمفردات التي تتعلق بالمسجد الأقصى”.

وأشار إلى سلوكيات الأجهزة الشرطية للاحتلال من خلال اعتقال الحراس والمرابطين والمرابطات وسياسة تكميم الأفواه ضد كل صوت حر يناصر المسجد الأقصى والحق العربي الفلسطيني في القدس.

وقال زبارقة: إنّ كل ذلك يقودنا إلى أن الاحتلال يسعى لتمرير مخطط تهويدي على المنطقة الشرقية ومنطقة باب الرحمة، محذرًا العالم الإسلامي ومؤكدًا ضرورة ضرورة الانتباه لما يجرى ويحاك ضد حقنا الديني والإسلامي في مدينة القدس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات