السبت 10/مايو/2025

تقرير غزة… ذرٌ للرماد في العيون

د. صادق البدوي

يقول المثل الشعبي ” الشمس ما بتتغطي بغربال” و هذا ما أثبته تقرير غزة .فبالرغم من كل التحفظات التي نضعها على هذا التقرير و من كتبوه و قدموه . فإن الحقيقة – أو جزءاً منها- أبت إلا أن تظهر لجميع الناس و هذه المرة بألسن فتحاوية تلك الألسن التي مارست كل أشكال الردح السياسي و استخدام المصطلحات السوقية في الأسابيع القليلة الماضية مدافعة عن الذين تصفهم الآن “بحكام الإقطاعيات” .

لوردات الحرب الأهلية الذين خرجوا من رحم أوسلو و تربوا في مدارس منظمة التحرير و أصبحوا أصحاب قرار بحماية أمريكية و إسرائيلية و بموافقة من رأس السلطة و المسؤول الأول و الوحيد عن جرائم هؤلاء القتلة المدعو محمود عباس .

نعم فهو أمام القانون و الشعب القائد الأعلى للقوات المسلحة و رئيس مجلس الأمن القومي . فأنت نفسك يا عباس من قمت بإعداد هؤلاء القتلة ليصبحوا مصاصي دماء و يشرعنوا قتل و نهب و هتك أعراض أبناء غزة . لكن الله سبحانه و تعالى شاء ما لم تتوقعه أنت و زمرتك و قلب السحر على الساحر و رمى في قلوب أعوانك الرعب و سلط عليهم قوماً لا يريدون إلا مرضاة الله . فاقتلعوا هذه الشجرة الخبيثة التي زرعتها عصابة أوسلو القاطنة في المنطقة السوداء . بالرغم من كل المحاولات الصهيونية و الأمريكية و العربية لإنقاذها فشلت كل هذه المحاولات و ظهر الحق و زهق الباطل .

هذا الحق الذي لم يستطع أعضاء لجنة التحقيق -غير المحايدة- أن يتجاهلوه بالرغم من محاولاتهم الحثيثة في ذلك فسمعنا اليوم على لسان من كان يدعم القتلة و أمراء الحرب كلمات تصفهم بأنهم إقطاعيون و فوضاويون . و سبحان مغير الأحوال . هذا بلا شك صحيح و حقيقي و لكن ما أحق منه هو أن من عين هؤلاء في تلك المناصب و منحهم المال و العتاد هو أيضاً إقطاعي و فوضوي و لا يستحق أن يجلس على كرسيه . و كذلك من منحهم الغطاء السياسي و المالي .

إن تقرير غزة عبارة عن مسرحية يقدم فيها بعض من لوردات الحرب و أصحاب الرتب المتوسطة ككبش فداء لرأس الثعبان و زمرته . هذا الثعبان الذي حرض و دعم المجرمين في جريمتهم ضد أبناء شعبنا الصابر. ألم يضع عباس و من معه أسس هذه الأجهزة الأمنية ؟ ألم يُطلب ممن رغب في دخول الشرطة في أواخر التسعينات ورقة توصية من مركزية فتح؟ ألم يَشترِ لوردات الحرب و أجهزتهم ذمم عناصرهم برتب مالية و عسكرية خيالية ؟ نعم لقد نجحت الأجهزة الأمنية في ما أسست من أجله : مص دماء أبناء شعبنا و تعذيبهم على الهوية و الانتماء السياسي .

لا أعلم كيف يفكر أعضاء اللجنة و من أسسها و كتب تقريرها و لكنه يبدو أنهم في مأزق كبير . كيف لا و تقريرهم غير المحايد يشكل لطمة سياسية كبيرة في وجوههم و يدحض أغلب ما كانوا يقولونه عما حدث في غزة هذا التقرير الذي يعترفون فيه أن حماس قامت بتطهير القطاع من الفوضاويين و الإقطاعيين .

لم يتجرأ كاتبو التقرير – و كما عودونا- على شكر حركة حماس و أبناء القسام على تطهير القطاع لأنهم كما عهدناهم جبناء حتى في قول الحقيقة . أذلاء لا يكشفون إلا جزءاً صغيراً من الحقيقة. كيف لا وهم يعيشون في عالم يحدد معالمه أولمرت و بوش .

إنهم سفهاء يعتقدون أن ما كتبوه و قالوه سيغير نظرة أبناء فلسطين تجاههم فإن كان هذا هدفهم فأبشرهم بأن شعبنا ليس بهذا الغباء وأنهم أصبحوا من وجهة نظر أغلبيته مع الأعداء سواء.

نعم لقد صدق المثل فالحقيقة لا تغطى بغربال يمسك به من يدعي الشرعية . و الشرعية و الشريعة منه براء و كذلك الشعب و القضية فليعلم هؤلاء أن عصر الفوضى ولى بلا رجعة و عصر التآمر على أبناء فلسطين و المتاجرة بقضيتهم ذهب و لن يعود فلا تفرحوا بالكراسي التي تجلسون عليها كثيراً فتقريركم المنقوص دق أول المسامير في نعشها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات