تشييع دوابشة الأم..أجواء بوليسية وإجراءات قمعية
على مر عقود المقاومة والنضال في الأراضي الفلسطينية كانت دماء الشهداء تجمع الفرقاء وتضمد الجراح إلا دماء الشهيدة ريهام دوابشة ومن قبلها سعد وعلي لم تكن كافية كي تستفز مشاعر وانتماء الأجهزة الأمنية للكف عن ممارساتهم القمعية، فكانت تلك الممارسات حاضرة وبقوة حتى أثناء تباكيهم على دماء الشهيدة دوابشة أثناء تشييعها.
وبحسب شهود عيان من داخل قرية دوما مسقط رأس الشهيدة؛ فقد أكدوا لمراسلنا أنه في أثناء انتظارهم على مدخل البلدة لوصول جثمانها تفاجؤوا بسلوك موكب التشييع وما يرافقه من سيارات إسعاف فلسطينية ومركبات تابعة لأجهزة أمنية وشخصيات بارزة في القيادة الفلسطينية طريقًا ترابية وعرة، متعمّدين تجاهل أنصار حماس ممن يحملون راياتها.
ومما يثبت أن تلك الخطوة مبيتة ومقصودة هو انتقال عناصر الأجهزة الأمنية بشكل مفاجئ وخفي إلى الطريق المذكورة؛ كونها طريقا منسية في ظل وجود الطريق الرئيس المعبّد.
ورغم أن الشهيدة دوابشة معروفة بانتمائها الإسلامي كما زوجها وأغلب أفراد عائلتها، إلا أن الأجهزة الأمنية تعمدت إقامة مراسم تشييع عسكرية، في خطوة فسرت من جميع من حضر على أنها محاولة لامتصاص غضب الشارع وسخطه اتجاه صمت السلطة ولا مبالاتها اتجاه جريمة لحقت بحق عائلة دوابشة.
وفي الوقت الذي كانت تصدح حناجر المشاركين بالهتافات الداعية إلى الوحدة والانتقام، كانت هناك أيد خفية وأوامر صارمة من بعض أفراد الأجهزة الأمنية وحركة فتح بإنزال ومصادرة الرايات الخضراء ووقف الهتافات المؤيدة لحماس، إلا أن ضخامة جموع المشاركين وإصرار أبناء حماس حال دون نجاح مساعيهم، الأمر الذي أثار ردود أفعال سيئة بحسب شهادات ميدانية أدلى بها شهود عيان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“.
كما أن أفراد من الأجهزة الأمنية عمدوا إلى مقاطعة ومحاولة التشويش على كلمة النائب الشيخ أحمد الحاج علي الذي ألقى كلمة وصفت بالنارية؛ حيث دعا فيها بالانتقام ردا على حرق عائلة دوابشة، وأدان فيها الصمت الرسمي وحالة الخذلان المريبة.
(ف.د) أحد سكان القرية أكد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بأن حالة من الغليان انتابت عناصر الأجهزة الأمنية التي أقحمت نفسها في كافة مراسم التشييع عندما ألقى الشيخ النائب كلمته، الأمر الذي دفعهم لإثارة حالة من الفوضى لإرغامه على إنهاء كلمته واقتضابها بعد أن فسرت كلمته على أنها تحريضية تخالف نهج السلطة.
ونقل المواطن بأن عناصر الأجهزة الأمنية تعمدوا مقاطعة كلمة الشيخ الحاج علي من خلال الصراخ والهتافات إلى أن وصل بهم الحد لانتزاع المايكرفون منه انتزاعاً دون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي تكبدها الشيخ بمجرد حضوره إلى القرية؛ كونه مطاردا من قوات الاحتلال.
وظهر بشكل ملموس، بحسب شهادات من المواطنين، تعمّد حركة فتح الزجّ بكافة قياداتها وعناصرها ومسؤوليها في السلطة للمشاركة في جنازة التشييع والحضور إلى القرية في شكل ملفت فسره الجميع على أنه طريقة للتخفيف من حدة الاحتقان والاستياء الذي تعيشه البلدة عموما وعائلة دوابشة على وجه التحديد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....

الأمم المتحدة: عدد الوجبات اليومية المقدمة في غزة تراجع بنسبة 70%
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عدد الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة انخفض هذا...

حماس: عودة عيدان ألكسندر ثمرة الاتصالات وجهود الوسطاء
المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن عودة الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر ثمرة الاتصالات الجادة مع الإدارة الأمريكية وجهود الوسطاء، وليس...