الكاسر أحمد جرار.. شهيد الفداء
وقف الحاج إسماعيل جرار صباح اليوم على أنقاض منزله المهدم في واد برقين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية إثر انسحاب قوات الاحتلال بعد ملحمة جنين البطولية، مبتسما غير مبال بعد أن حول الجنود منزله ومنزل شقيقيه إلى ركام.
ويتدفق الناس إلى الحاج إسماعيل مواسين، في هدم المنزل -قبل مجيء خبر استشهاد نجله أحمد- إلا أن الحاج كان ثابتا وهمته تناطح السحاب.
ولم يمض وقت قصير بعد ذلك حتى جاءه خبر استشهاد نجله أحمد بعدما أبلغ الارتباط الصهيوني أن شهيد اشتباكات الليلة الماضية هو أحمد إسماعيل جرار؛ وما زاده ذلك النبأ إلا صلابة وإيمانا.
والشهيد أحمد هو نجل شقيق الشهيد القائد القسامي نصر جرار من قادة معركة جنين عام 2002م، والذي كان يلقب بنصر الطيار، وهو الشهيد الذي لقن الاحتلال صفعات تلو صفعات في مسيرة جهاده الطويلة؛ فيما كان ابنه أحمد (نجل الشهيد نصر) محور عمليات البحث والهجوم على جنين، ولكن الله كتب له النجاة.
معاناة الاعتقال السياسي
ويعرف عن الشهيد أحمد إسماعيل هدوءه وخلقه الرفيع؛ حيث يعمل في محل للأدوات الكهربائية بجنين، ولكنه كان داعما محبا للمقاومة، فيما دفع ضريبة حسه المقاوم باعتقاله من أمن السلطة عدة مرات مكث في إحداها ثلاثة أشهر في سجن أريحا.
ودفع الشهيد مع أبناء عمومته ثمنا للاعتقال والملاحقة السياسية، بالرغم من أنه لم يكن يظهر نشاطا ومواقف سياسية، إلا أن أمن السلطة اعتقلته مرارا ووجه له تهمة الانتماء لحماس مع أبناء عمومته، وشقيقه الذي قضى سنوات في سجون الاحتلال بتهمة العمل بحماس.
ويعرف عن أحمد الشهيد علاقته القوية بنجل عمه أحمد المطارد، ليتحول أحمد إسماعيل إلى إحدى أدوات إرباك مشهد اقتحام وحدات الاحتلال الخاصة لمنازل العائلة ما أسهم في إفشال جزء من مخطط الاحتلال باستهداف أحمد نصر الذي تتهمه بقيادة الخلية المسئولة عن قتل الحاخام قرب نابلس.
وبحسب المصادر؛ فقد ارتقى الشهيد مضرجًا في دمائه ليكتب الحياة لآخرين في الخليلة القسامية المستهدفة في ملحمة بطولية أعادت روح المقاومة للضفة التي أثبتت أن كل محاولات كسر المقاومة تتكسر عند إرادة شبان لا يعرفون الهزيمة.
وتقر وسائل إعلام الاحتلال نقلا عن قيادتها الأمنية والعسكرية أن الشهيد أحمد لم يكن ضمن الخلية التي نفذت عملية نابلس والتي يُتهم فيها ابن عمه المطارد أحمد نصر وشابّان من جنين اعتقل أحدهما في العملية العسكرية من داخل إحدى محطات المحروقات، ولكنها تشير إلى أنه تعاون مع الخلية وقدم لها خدمات وساهم في الاشتباك لحظة اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة.
“وقت الظلم نكسر شوكة الأسد”
ويروي أصدقاء الشهيد أحمد حديثا معه يوم استشهاده، حيث ردد عبارة “نحن لا نعتدي على أحد… لكن وقت الظلم نكسر شوكة الأسد”، ولم يكن للمقولة مناسبة مرتبطة بما كان سيجرى سوى دليل على العنفوان ورفض الذل، لتترجم خلال وقت قصير في مشهد بطولي سوف يسجل في صفحات البطولة الفلسطينية بحروف من ذهب.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
عائلات أسرى الاحتلال تهدد بإحراق البلاد إذا لم يوافق نتنياهو على الصفقة
القدس- المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر الآلاف من الإسرائيليين في عدد من المدن المحتلة، مطالبين بإتمام صفقة التبادل وإعادة الأسرى الإسرائيليين بعد...
هنية يثمّن دور قطر ويطلع الأمير تميم على قبول الحركة لمقترح وقف إطلاق النار
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريح صادر عنها مساء الإثنين، إنّ إسماعيل هنية رئيس مكتبها السياسي هاتف أمير...
الاحتلال يعتقل طفلا فلسطينيا بعد استهدافه بالرصاص في عقبة جبر
أريحا – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، طفلًا فلسطينيًا، مساء اليوم الاثنين، بعد إطلاق النار عليه في مخيم عقبة جبر جنوب...
مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية برفح
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مكتب نتنياهو مساء اليوم الإثنين إن "مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية في رفح للضغط على حماس...
منظمة إنقاذ الطفولة: رفح تعد الملجأ الأخير لأهالي غزة
لندن – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، الاثنين، من أن "قرار إسرائيل بتهجير الفلسطينيين قسرا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة،...
خليل الحية يكشف تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماس
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة حماس خليل الحية مساء اليوم الإثنين: إنّ المقترح الذي قدمه لنا الوسطاء في قطر ومصر يتضمن ثلاث...
هنية يهاتف أردوغان ويطلعه على موافقة حماس على وقف إطلاق النار
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريح صادر عنها مساء اليوم الإثنين: إنّ إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي...