عملية خانيونس بين الفشل والنجاح – قراءة تحليلية

يعد مجرد التفكير بإدخال قوات خاصة صهيونية جرأة متهورة ومغامرة خطرة حيث تعج غزة بالأجهزة الأمنية والعسكرية، وأن أي قوة تدخل غزة وبغض النظر عن أدوات التغطية والتمويه التي تستخدمها فإن احتمال كشفها عالية جدا، وهو ما حدث مع قوة خانيونس حيث تم كشفها، وكانت بين خطر الاعتقال أو القتل.
إن نجاح دخول القوة إلى غزة وكشفها يعد ضربة في الرأس للأجهزة الأمنية الغزية والصهيونية.
إن الحاجات الأمنية الصهيونية بساحة غزة هي التي تدفع المؤسسة الأمنية الصهيونية للمخاطرة من أجل تحقيق أهداف معلوماتية استراتيجية تساهم في تحسين بنك الأهداف وتحقيق الردع في أي مواجهة قادمة.
إن المهام الخاصة التي تسعي لتنفيذها القوات الخاصة تعتمد على معلومات استخبارية مسبقة تقدمها منظومة العملاء المحليين أو الطائرات دون طيار التي لا تغيب عن سماء غزة.
إن دخول أفراد القوة من المعابر بوثائق مزورة يعكس فشل الأجهزة العاملة بالمعبر، حيث يعتبر دخولهم ثغرة أمنية خطيرة تحتاج إلى وضع حلول لعدم تكرارها.
إن دخول السيارات والمعدات والأسلحة الشخصية يعزر فرضية احتمال دخولها من الحدود البرية أو البحرية، وهذا يحتاج إلى إعادة نظر لتعزيز السيطرة على الحدود وإعاقة أو منع أي محاولات تسلل مستقبلية برا أو بحرا.
إن دخول القوة ومكوثها لفترة ما، وتجولها بشكل طبيعي بغزة يعد جرأة مستفزة للأمن بغزة.
إن القوة لها جدول عمل يومي، وكلما طال وقت مكوثها بغزة كلما زاد عدد المهام الأمنية التي نفذتها. وكل مكان نزلته ومكثت فيه كان لتنفيذ مهمة أمنية.
إن كشف القوة يعتبر إنجازا هاما وكبيرا، ولكن تعامل الأجهزة الأمنية معها ميدانيا قبيل كشفها لم يكن مهنيا ويحتاج إلى تحسين.
إن الأهداف التي يختارها العدو لاختراقها والسيطرة عليها متنوعة ولكنها بمناطق نائية وبعيدة عن حركة السكان وقريبة من الحدود لضمان سلامة القوة في حالات الطوارئ.
إن اعتداء القوة على أماكن سيادية للمقاومة، وتدخل الطيران لإنقاذ القوة وقتل سبعة من مقاتليها يعطي المقاومة الحق في الرد “العنيف” والقاتل.
إن القيادة الصهيونية تعطي نفسها الحق بقتل العشرات بل المئات من الفلسطينن لإنقاذ جندي واحد فكيف بفرقة خاصة كاملة؟ لذلك كان رد الكورنيت قويا إعلاميا ضعيفا في محتوى نتائجه، فالاعتداء على مقدرات المقاومة وقتل جنودها يعطي المقاومة الحق في قتل أكبر عدد من جنودها مهما كلف الأمر لتبقى ذاكرة العدو يقظة بأن أي عتداء على غزة سيتبعه رد مساوٍ لاعتدائه في القوة والخسارة.
إن ما حصلت عليه المقاومة من معدات تقنية كنز ثمين يمكن أن يكون موجودا في قصور العواصم العربية الصديقة للاحتلال وفي أنقرة وطهران وجنوب لبنان وأماكن أخرى في العالم.
إن النجاح أو الفشل هي إضاءات تستوجب الوقوف عندها في طريق المواجهة الطويلة والمستمرة مع الاحتلال.
فالنجاح نبني عليه لنراكم نقاط قوتنا والفشل يدفعنا ألا ننام حتى نسد كل الثغرات ونحصن الجدار لنكون أقوى في المواجهة القادمة، والتي لن تكون بعيدة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الهيئات الإسلامية في القدس: حفريات الاحتلال قرب الأقصى انتهاك صارخ وخطير
المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت الهيئات الإسلامية في مدينة القدس في بيان أعمال الحفر والتوسعة التي أجرتها طواقم بلدية الاحتلال الإسرائيلي في "حوش...

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان
المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...

تفجير حقل ألغام .. القسام يوقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح شرقي خانيونس
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، تفجير حقل ألغام في قوة صهيونية شرقي خانيونس، وإيقاعها...

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...