أخبار | تقارير

أسواق نابلس في رمضان.. بضائع مكدسة وجيوب فارغة

الأربعاء 16/مايو/2018 الساعة 9:21 صباحًا

رغم عبارات الشكر والتحميد، التي لا يتوقف لسان البائع عبد الله عايش، صاحب محل الحلوى العريق، وسط البلدة القديمة من نابلس، عن ترديدها، إلا أن قسمات وجهه تعبر عن الأسى لحالة الركود والكساد التي تعيشها أسواق المدينة، على غير العادة في مثل هذه الأوقات من كل عام.

فيوم غد الخميس، يصادف أول أيام شهر رمضان المبارك، إلا أن أسواق نابلس لم تشهد أية حركة غير اعتيادية، حتى ساعات ظهر اليوم الأربعاء، فالشوارع شبه خالية، ما يثير مخاوف التجار من انعدام الحركة المعتادة في كل شهر رمضان.

ويقول “عايش”، لمراسلنا: “تمر الأسواق بأوضاع صعبة على الجميع، فلا يوجد زبائن ولا مشترين، هذا أصعب وضع على تجار المدينة منذ سنوات”، ردا على سؤال حول رؤيته للواقع الاقتصادي للمدينة.

ويستغرب التاجر محمد الدواية، وهو بائع خضار، من انعدام حركة التسوق والشراء منذ عدة أشهر في المدينة، رغم تواجد أعداد كبيرة من زوار الداخل المحتل عام 1948، ويقول: “إذا استمر الوضع على ما هو قد نرى إغلاق محلات كثيرة”.

ويتفق بائع الخبز الشهير في شارع النصر وسط نابلس، المعروف باسم “أبو أسعد”، مع آراء التجار، بأن الأسواق تعيش حالة تراجع وركود خطيرة، تؤثر سلبا على معيشة مئات التجار والأسر، كون موسم رمضان من المواسم المهمة التي تعوض خسائر أشهر عديدة.

من جانبه، يشعر المواطن مجدي الأغير، بأن الناس لديهم تخوفات من المستقبل، وأن هناك حرب قادمة، وبالتالي يشترون فقط المستلزمات الضرورية، ويتنازلون عن أمور كانوا معتادين عليها، في رده على سؤال ،مراسلنا، عن أبرز أسباب الركود الاقتصادي.

دعوات للتضافر
وتعالت أصوات عديدة في المدينة لتضافر الجهود في إنعاش وتوفير بيئة ملائمة لإحداث حراك اقتصادي وتجاري، من خلال تنظيم الأسواق والبسطات وعمل فعاليات تشجيعية ومسابقات، للتغلب على الاحتكار والاستغلال ورفع الأسعار.

من جانبها، أعلنت جمعية التضامن الخيرية عن انتهاء التحضيرات لافتتاح المعرض الرمضاني، تحت عنوان (سبع سنابل)، لتوزيع الملابس والأحذية والطرود الغذائية طوال شهر رمضان المبارك.

بدورها، دعت غرفة تجارة وصناعة نابلس التجار إلى عدم رفع الأسعار وعدم المغالاة، انطلاقاً من مفهوم التكافل والتراحم في هذا الشهر الفضيل، كما طالبت بالحرص الدائم على صحة المواطن من خلال توفير المواد الغذائية والسلع الاساسية ذات الجودة العالية، “وذلك شعوراً منهم مع أبناء محافظتهم ومدينتهم، وأبناء وطنهم الذين يؤمّون الأسواق في مدينة نابلس، لشراء احتياجاتهم اليومية”.

وأعلنت مؤسسات نابلس (محافظة نابلس، بلدية نابلس، غرفة تجارة وصناعة نابلس، ملتقى رجال أعمال نابلس، ومديرية شرطة نابلس) عن خطة مشتركة لتنظيم أسواق المدينة خلال شهر رمضان، وترويج نابلس واستقبال ضيوفها من المتسوقين خاصة في شهر رمضان الفضيل، وصولاً إلى رفع وتيرة النشاط الاقتصادي فيها.