الصهاينة يحيون ذكرى حرب لبنان بتأكيد على إنهاء الحرب المقبلة خلال أسبوعين

وزعم رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني السابق، “غيورا آيلاند”، أن المؤسسة العسكرية استنتجت العبر من الحرب، وأظهرت قدرات مختلفة في الحرب الأخيرة على غزة، وهناك بعض الأمور تمت معالجتها، حيث عاد الجيش للتدريب بأطر واسعة، و اتخذت أمور كثيرة لعدم تكرار الأخطاء، لكن لا يمكن القول بثقة إن بمقدورنا أن نكون هادئين بالنسبة للتحديات المقبلة، ففي بعض الأمور قام الجيش باستنتاج العبر باتجاه مبالغ فيه.
ويرى أن أحد أهم أسباب الفشل في الحرب كان في مسألة تحديد العدو، إذ تم تحديد حزب الله كالعدو الرئيسي، وتمت محاربته، فيما أن حكومة لبنان وجيشها وبناها التحتية كانت “خارج اللعبة”، ووفق قواعد اللعبة هذه فليس بمقدور “إسرائيل” الانتصار في الحرب، لأنه إذا اندلعت غداً حرب لبنان ثالثة، وتصرفت وفق قواعد الحرب السابقة، فلن تكون للجيش فرصة للنجاح، صحيح أنه طور قدراته، لكن التطور التكتيكي لحزب الله أهم بكثير، فلديه كمية أكبر من القذائف مما كان في السابق، وهي أكثر دقة، ومداها أبعد ومخفية بصورة أفضل.
وأضاف: إذا تم التصرف في الحرب المقبلة وفق “المفاهيم” ذاتها للحرب السابقة، فقد ينجح الجيش في استهداف حزب الله بصورة أفضل، لكن الحزب سيقصف الجبهة الداخلية بشكل أوسع، لذا لن يحقق الجيش انتصاراً، لذا يرى أن التهديدات والحرب يجب أن تكون ضد الدولة اللبنانية، لأن لا أحد يرغب بدمارها، بما في ذلك سوريا وإيران، زاعماً أن ما وصفها بـ”الرافعة الأساسية” تتمثل بقدرة الردع قبل أن تندلع الحرب، وضرورة تحقيق الانتصار بسرعة من خلال القول إن دولة لبنان تتحمل مسؤولية النيران التي تطلق من أراضيها، وبات هذا الأمر صحيحاً أكثر اليوم بعدما سيطر الحزب على الحكومة بصورة أقوى.
وأكد “آيلاند” الذي شارك في التحقيقات الداخلية للجيش عقب الحرب، إنه لا يعتقد بأن لدى القيادة الصهيونية في الوقت الراهن الوضوح الكافي في كيفية إدارة المعركة في الشمال، والوصول بسرعة للهدف المطلوب، لأن الاعتقاد بأن التطور التكتيكي لدى تل أبيب بمقدوره تحقيق نتائج مختلفة عن الحرب السابقة، أمر خاطئ، لأن استمرار المعركة لفترة تتجاوز الأسبوعين، ستتسبب بأضرار غير محتملة في الجبهة الداخلية، ويعني الخسارة لـ”إسرائيل”، لذا فإن الحل البديل هو مهاجمة لبنان بصورة تدفع المجتمع الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار خلال يومين، مؤكداً أن “إسرائيل” تتبع خطاً إستراتيجياً صحيحاً فيما يخص خيار المبادرة للحرب، إذ لم تقم بحرب أو هجوم إلا في حال واجهت خطراً إستراتيجياً وجودياً، كمهاجمة المفاعل النووية العراقية والسورية.
من جهته، ناقش الخبير الصهيوني العسكري “عوفير شيلاح” نتائج الحرب في ذكراها الخامسة، بالقول: شكلت حرب لبنان الثانية حدثاً عسكرياً مختلفاً، لأن 34 يوماً من القتال، لم تكن حرباً بالمعني الحرفي للكلمة، لأنه اسم سياسي بالدرجة الأولى، أكثر منه وصف دقيق لحجم العمليات وقوتها، وقد كشفت ضعف الجيش، محملاً المسؤولية في ذلك إلى مختلف قادته في السنوات السابقة، بدءً بـ”موشيه يعلون، شاؤول موفاز، ودان حالوتس، وغابي أشكنازي”، رغم افتخار الأخير بـ”تطوير الجيش”، ويسوق دليلاً على ذلك بعملية الرصاص المسكوب، التي أُديرت طوال أسبوعين ونصف على نقيض وجهة نظر رئيس هيئة الأركان العامة، ووزير الدفاع.
وأضاف: من الصعب في هذه الذكرى السنوية الحديث عن أفضلية الجيش بعد مرور السنوات الخمس الماضية، إنه يتدرب أفضل، لكن هذا ليس كافياً، مما يتيح تحقيق إنجازاته له وللشاباك في الحرب ضد منظمات العنف، التي بدأت قبل لبنان، وهذه الاختبارات غير الكثيرة التي واجهها تصعب من الحُكم على تطويره، لأنه في حدث صغير ومحدد مثل قضية الأسطول، تكشف نفس الضعف الحقيقي في فهم الأحداث، وتحمل المسئولية، والتحقيق بالشكل المناسب.
وأشار “شيلاح” إلى أن مجالات التحسن الرئيسية لا تتعلق بالجزء الفاشل للغاية للجيش في 2006، أي الجيش البري الهجومي، لكن ما أسماها بـ”الثورة الحقيقية” بدأت في النظم الدفاعية، بقيادة رئيس الجبهة الداخلية “يائير غولان”، حيث تحولت الجبهة إلى كيان قوي، وموجة المهام التي تواجهها تزيد عن الأيام التي انهار فيها الشمال، ومع تطور نظم دفاعية فعالة، من الممكن الافتراض أنها مستعدة أكثر لمواجهة سيناريوهات الحروب التالية، التي لم تكن حرب لبنان الثانية سوى مدخلاً لها.
وأضاف: ذراع آخر ازداد قوة بعد مرور هذه السنوات، بفضل القيادة الخاصة به، وهو سلاح البحرية، فقد أصبح السلاح الرخو، الذي تلقى ضربة تمثلت في إصابة البارجة “حانيت” خلال يوميات الحرب، يمتلك عضلات، بعيد المدى، وتنفيذي للغاية، تحت قيادة “إليعازر مروم”، كما أن هذا التغيير لم يصاحب جداول أولويات الجيش الداخلية، لكن إنجازات سلاح البحرية كانت واضحة، بالرغم من أن معظمها سرية، رغم أن قضية الأسطول أثبتت أنه ليس نقياً من الأخطاء، ويجد صعوبة في الاعتراف بذلك.
مجلة “بمحانيه” العسكرية، 12/7/2011
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...