الجمعة 19/يوليو/2024

كمائن المستوطنين.. محاولة لإفراغ الشوارع من المركبات الفلسطينية

كمائن المستوطنين.. محاولة لإفراغ الشوارع من المركبات الفلسطينية

تبدو الطريق المارة بالقرب من مستوطنة “يتسهار”، المقامة على أراضي المواطنين جنوبي نابلس، فارغة من المركبات الفلسطينية في ساعات الليل.

ويقول عدد السائقين إنهم يقودون بترقب، خشية تعرض مركباتهم لكمائن المستوطنين.

ويسكن “يتسهار”، مستوطنون متطرفون، يشنون اعتداءات متكررة بحق المركبات الفلسطينية، والحقول والبلدات، وفي المستوطنة مدرسة دينية، وحاخام متطرف، أفتى غير مرة بقتل الفلسطينيين، وحرمانهم من ثمار الزيتون.

وزاد في الأسابيع الأخيرة تعرض مركبات فلسطينية لكمائن المستوطنين، أسفرت عن وقوع إصابات، وأضرار مادية.

يقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن على المواطنين القيادة بحذر، والتنبه لأي هجوم من المستوطنين، مضيفًا أنهم “يباغتون المركبات وخاصة في ساعات الليل”.

خطط مدروسة

ولفت إلى وجود خطط مدروسة لعمل الجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أنها منظمة ويقودها حاخامات.

ويوميًّا يتلقى “دغلس” مكالمات من مواطنين، تفيد بتعرضهم لاعتداءات المستوطنين.

وتشير معطيات إلى أن نحو 40 ألف مستوطن يسكنون في محيط مدينة نابلس وحدها في الضفة الغربية، في 39 مستوطنة وبؤرة استيطانية.

وتُشيَّد المستوطنات التي تربطها شبكة طرق حديثة على قمم الجبال، في مواقع استراتيجية، يوفر الجيش الإسرائيلي الحماية لها، وعادة ما يحمل المستوطنون أسلحة نارية خلال تنقلهم.

مسؤول ملف الاستيطان، تابع أيضًا: “بات المواطن الفلسطيني وخاصة في ساعات الليل هدفًا للمستوطنين المتربصين على مشارف الطرقات، وعلى التلال”، مضيفًا: “الطريق الالتفافي والمعروف باسم (يتسهار) من أخطر الطرقات ليلاً”.

المواطن محمود الزبن، قال لمراسلنا: “لن نترك الطرقات لهم.. هذه طرق شقت على حساب أراضي المواطنين.. خدمت مصالح استيطانية، ولكنها ملك لنا”.

جبناء يحتمون بجيشهم
وأضاف: “المستوطنون جبناء، يتسترون في المستوطنات وخلف الجيش.. يشنون اعتداءاتهم ويهربون”.

ومطلع الأسبوع الجاري، تعرض المواطن علي شواهنة، لاعتداء مستوطنين بالقرب من مستوطنة يتسهار، أدى إلى إصابة طفلته (4 شهور) بجراح.

وقال “شواهنة”، في حديث لمراسلنا :”كنت أقود مركبتي باتجاه قريتي كفر ثلث شرقي قلقيلية، على الطريق المار بالقرب من بلدة حوارة، تفاجأت برشق المركبة بالحجارة من مستوطنين”.

وتابع: “حاولت تفادي الاعتداء، وتوقفت بشكل مفاجئ، ما أدى لإصابة طفلتي أيسل برضوض، وأصيبت مركبتي بأضرار مادية”.

وأردف: “نجونا من موت محقق؛ حيث كان برفقتي زوجتي وأطفالي”.

وحمّل شواهنة السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن حياة المواطنين، قائلا: “الجيش الإسرائيلي يوفر الحماية للمستوطنين”.

تحذير من القيادة ليلاً

وبدوره قال أسامة جمال (سائق مركبة نقل ركاب)، في حديث لمراسلنا “لا تبدو الطرقات آمنة ليلاً، والقيادة عليها أن تكون حذرة”.

وأضاف: “لا يمكن لهم قطع الطرقات، لكنهم بين الفينة والأخرى يقطعون طريقًا، ويحاولون إرهاب الموطنين”.

ووصف جمال تلك الاعتداءات بـ”محاولة لإفراغ الشوارع من المركبات الفلسطينية، وخلق حالة هلع وخوف في نفوس المواطنين”.

وقال: “نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة أخبار الطرقات، وفي حال وجود كمائن أو تجمع للمستوطنين نسلك طرقا أخرى، أو نقود مركباتنا بشكل جماعي، ولا نجعل مركباتنا لقمة سائغة بيد المستوطنين”.

وتابع: “لا يمكنهم أن يعتدوا على عدد كبير من المركبات في آن واحد”.

والشهر الماضي، استشهدت السيدة عائشة الرابي، إثر تعرض مركبتها للرشق بالحجارة من مجموعة من المستوطنين قرب حاجز يتسهار، جنوبي نابلس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات