الثلاثاء 13/مايو/2025

أمهات الأسرى في العيد .. تتعدّد القصص والهمّ واحد

أمهات الأسرى في العيد .. تتعدّد القصص والهمّ واحد

تختلف القصة من أسرة لأخرى؛ إلاّ أنّ الألم واحد، والحال واحد. فالحسرة على الفراق يحوِّل فرحة العيد إلى غصة في حلوق أمهات الأسرى الفلسطينيين. قلوبهن تكاد تتمزق قهراً لحرمانهن من فلذات الأكباد، حتى في يوم عيد كان ينبغي أن يكون محطة للتواصل بين الأم وولدها، ومناسبة للتراحم ورسم الابتسامات على الوجوه.

أفئدة ملتاعة رغم حلول العيد

والدة الأسير محمد جابر، المحكوم بالسجن المؤبد بتهمة تجهيز حزام ناسف وتزويد استشهادي فلسطيني به، تروي أنه عندما تأتي مناسبة مثل قدوم العيد وهناك أم محرومة من رؤية ابنها فلن يكون للعيد عندها أي طعم.

وتضيف الأم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” قائلة “تخيّل أنّ أسرة مكوّنة من أم وابنها، فجأة يختَطف الاحتلال الابن، يكون ذلك وكأنك فقدت جزءاً من حياتك”.

وتتابع والدة الأسير بحسرة “لمن سأقول يوم العيد: كل عام وأنت بخير، ومن سيقول لي ذلك؟!، كيف أنعم بالعيد وابني وولدي مهجة قلبي في المعتقل، كيف أنعم بالعيد والآلاف من زينة الشباب معه، والمصيبة أنّ بينهم مائة وثلاثين أسيرة فلسطينية، والعرب يتفرجون ولا يحركون ساكناً”، حسب شكواها.

وتستشعر والدة الأسير محمد جابر كيف أنّ “ابني الهادئ اللطيف تحت رحمة الجلادين الصهاينة، ابني الذي لم أكن أستطيع أن أتحمّل إذا تأخّر عليّ ساعة؛ فجاة أنام واستيقظ وهو ليس عندي، أتمنى أن احتضنه وتكتحل عيناي برؤيته قبل الممات”، كما تروي مشاعرها.

أما والدة الأسير حسام، المحكوم بالسجن لمدة ثلاث عشرة سنة، فتقول، “لقد بعث لنا حسام بعض الأغراض من سجنه في الرملة، من ضمنها بعض الهدايا لنا وذكرياته التي كتبها في المعتقل، وامتزجت فرحتي باطمئناني عليه بدموعي، المهم أنني املك ما يذكرني ويطمئني عليه من وقت لآخر”.

وتشرح الأم “في كل عيد، خاصة في صباحه، يزيد بكائي عليه، إلاّ أنني أتفاءل ويُزال الغم والهم عني عندما يأتي أصحابه ليزوروني للمعايدة عليّ”.

وقالت أم حسام متابعة “يصعب عليّ أن أقول ما في قلبي، إلاّ أنني مع هذه المعاناة وهذا الألم فخورة بأبنائي، وأتمنى من الله أن يفكّ أسرهم وأسر جميع الأسرى والأسيرات، وأن يعيدهم إلى أهلهم سالمين، فأنا اعرف معاناة العائلات التي اعتُقل أحد أفرادها”.

زيارات العيد

ودعت والدة الأسير حسام المجتمع الدولي وجميع المؤسسات الدولية والفلسطينية إلى الوقوف مع الأسرى وزيارتهم في العيد وإدخال الهدايا لهم في السجن، حاثة على تفقّد أحوال الأسرى والأسيرات، والعمل الجاد والمتواصل للإفراج عنهم، وخاصة الأسيرات والمرضى وكبار السن وأصحاب المؤبدات.

وتدعو والدة الأسير عبد الله، المحكوم بالسجن مؤبديْن، الله تعالى في كل صلاة بأن يفك أسر الأسيرات، وأسر جميع المعتقلين، وتطالب بالإفراج عنهم جميعاً، وخاصة الأسيرات “لأنهن أقلّ تحمّلاً من الشباب”، كما تقول، معربة عن تطلّعها لأن تقوم حركة “حماس” بإبرام صفقة تبادل للأسرى وأن تكون الأسيرات الفلسطينيات من بين الذين سيُفرج عنهم.

وما لا يُحتمل في هذه الجولة على أمهات الأسرى؛ هي دموع والدة الأسير معتصم موقدي، من بلدة الزاوية، المحكوم بالسجن لعدة مؤبدات، لمساعدته المهندس الشهيد من كتائب القسام يحيى عياش.

فأم الأسير معتصم لم تتمكن من زيارة نجلها القابع في سجون الاحتلال منذ ثلاث عشرة سنة، وذلك بذرائع “أمنية” تحتج بها سلطات الاحتلال.

ولا تملك هذه الأم الفلسطينية، وهي قعيدة الفراش بسبب المرض؛ إلاّ أن تدعو الله تعالى والدموع منهمرة وغزيرة، بأن ترى ابنها الأسير معتصم قبل الممات، وربما يؤنس وحدتها في العيد القادم، وما ذلك على الله بعزيز.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات