القدس.. تستذكر محبيها

مع صبيحة كل جمعة، كانت القدس على موعد مع محبيها وزوارها، الذين يحرصون على أداء صلاة الجمعة جماعة في أقصاها المبارك، حيث تتدفق الحافلات من الشمال والجنوب والوسط، تحمل مئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الذين لا ينامون تلك الليلة، وهم بانتظار بزوغ الفجر للتوجه إلى مهوى أفئدتهم قدس الأقداس، ومنهم من كانوا يهيمون في الجبال والسهول والوديان وسط الظلام باحثين عن طرق سرية توصلهم إلى المسجد الأقصى المبارك، لأداء الصلاة فيه والتواجد في ساحاته وفي أزقة وحواري وأحياء القدس القديمة، متحدّين سلطات الاحتلال الصهيوني، مؤكدين أنها قدسهم وعاصمتهم ومدينتهم المقدسة، مهما بلغت وحشية الاحتلال وآلة قمعه.
في الأشهر الأخيرة تراجعت أعداد الحشود الشعبية القادمة إلى القدس بفعل سياسة وممارسات الاحتلال العنصرية التي تمنع المصلين من الوصول إلى الأقصى وممارسة أبسط حقوق الإنسان وهي أداء شعائرهم الدينية؛ فقد نصبت سلطات الاحتلال الصهيوني الحواجز العسكرية والأمنية على مداخل القدس من جميع الاتجاهات، وحددت أعداد المواطنين المسوح لهم بالدخول وأعمارهم وجنسهم، وقمعت الحريات الدينية والإنسانية، وصادرت حقوق المواطنين الفلسطينيين في العبادة، وفرضت في القدس واقعاً جديداً، وتجرأت على المسجد الأقصى وقسمته زمانياً ومكانياً، وهي تقوم بالتدريج بعملية تهويد ممنهجة ومنظمة للمقدسات وأماكن العبادة والبلدة القديمة في القدس المحتلة.
أمام هذا الواقع الصعب، يتصدى الأردن وفلسطين للممارسات الاحتلالية سياسياً ودبلوماسياً وقانونياً، وعلى الأرض في المدينة المحتلة، من أجل حمايتها من غول التهويد الاستيطاني، وإفشال المخططات الاحتلالية الهادفة إلى ابتلاعها وإغراقها بالمستوطنات والمستوطنين.
ويعد تشكيل المجلس الإسلامي المقدسي التابع لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أخيراً، إحدى وسائل الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والتصدي لسياسات الاحتلال الصهيوني في المدينة المقدسة، والتأكيد على الحق العربي الإسلامي الفلسطيني بمدينة القدس على امتداد التاريخ والحاضر والمستقل.
التصدي الأردني الفلسطيني المشترك لمشاريع الاحتلال ومخططاته التهويدية في مدينة القدس المحتلة، يضع الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم تجاه القدس، ويجبر الاحتلال على تغيير نهجه العدواني وغطرسته والامتثال إلى القوانين والأعراف الدولية.
القدس تنادي أهلها الغيارى، وتدعوهم لملء ساحاتها وأزقتها وشوراعها من جديد، بعد أن يفيض بهم الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة؛ لأن كل قدم فلسطينية تطأ أرض القدس تقلع قدماً احتلالية صهيونية منها، وتدحرها بعيداً عن الأقصى، فلا يطيب للقدس إلا أهلها وأبناء شعبها وروادها ومحبّوها في كل مكان.
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...