كشف متزايد عن خطة بين أجهزة عباس وجيش الاحتلال لتفجير حرب أهلية

وأكد أبراهام هليفي، رئيس الموساد السابق، والقريب من صناع القرار السياسي في الكيان الصهيوني، أنّ مواجهة تلوح في الأفق بين جناح السلطة الفلسطينية بالضفة وحركة “حماس”. وأوضح هليفي في مقال افتتاحي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية يوم (2/10)، أنّ قادة جيش الاحتلال حلّوا على مائدة إفطار في إحدى أمسيات رمضان ضيوفاً على قادة سلطة رام الله، واستغلوا الحدث ليرسموا المسار المخطط له لما سمّوه “القضاء على حماس”، سواء في الضفة الغربية أم في قطاع غزة.
ولفت هليفي الانتباه إلى أنّ هذه المناسبة الاستثنائية دعي لها صحافيون صهاينة كبار، منوها بأنه من الواضح أن قراراً اتخذ “ليس فقط بالدفع إلى الأمام بالخطة المشتركة؛ بل وأيضاً بإعطائها فرصة العلانية”.
ويتسق هذا المخطط الذي سرّبه المسؤول الأمني الصهيوني الكبير، مع تصريحات صدرت عن قيادات أجهزة الأمن والسلطة برام الله ومسؤولين في حركة “فتح” في الآونة الأخيرة “باستخدام القوة”، أو اعتماد “خيار المواجهة” مع حركة “حماس” لمحاولة الهيمنة على قطاع غزة إذا فشلت جهود الحوار الفلسطيني في القاهرة.
وذكر هليفي أنّ قيادات أجهزة الاستخبارات التي تأتمر بأمر محمود عباس، بدوا مفعمين بثقة عالية بالنفس بأنّ قواتهم ستنجح أيضاً في أن تعالج بنجاعة انتفاضة محتملة لـ”حماس” في الضفة، والعودة إلى تنصيب حركة “فتح” كحاكم وحيد وناجع، بل وإعادة النظام إلى نصابه في قطاع غزة.
وحرّض رئيس جهاز “الموساد” الصهيوني الأسبق، من خلال الصحيفة العبرية، سلطات الاحتلال على دعم الخطة المذكورة ليس بسبب اتفاقاتها الأمنية مع “مقاطعة رام الله” فحسب؛ بل لما يربطها من علاقات استراتيجية مع واشنطن. وقال هليفي “إذا كان بالفعل قد اتُخذ القرار، فعلينا أن نأمل في أن تخرج الخطة إلى حيز التنفيذ وتتوج بالنجاح، “إسرائيل” ملزمة بذلك ليس فقط بسبب منظومة الاتفاقات التي رسمتها مع الشريك الفلسطيني (فريق عباس)، بل وأيضاً بسبب التجنّد الكبير للولايات المتحدة في المعركة”، على حد تعبيره.
وتحدث هليفي عن أنه إذا اتُخذ القرار بتنفيذ الخطة؛ فإن “هزيمة أمن سلطة عباس لن تكون مقبولة أو محتملة من ناحية الكيان الصهيوني أو من ناحية الولايات المتحدة، وعليه “فيمكن أن يكون مطلوباً دور إسرائيلي مباشر في القتال إلى جانب الفلسطينيين (عناصر فتح وأجهزة عباس) أو بدلاً منهم، كلّ ذلك وفقاً للظروف”، على حد قوله.
وكانت قد تكرّرت خلال الشهر الماضي عدة تصريحات من جانب مسؤولي فريق رام الله وحركة فتح، بما ينسجم مع ما طرحه هليفي. من ذلك وعيد ما يسمى بقائد قوات الأمن في الضفة الغربية، اللواء دياب العلي، يوم (21/9)، باستخدام القوة لاستعادة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة “حماس”، في حال فشلت “الجهود السلمية”، على حد تعبيره. كما يندرج في هذا السياق عدم استبعاد مفوض التعبئة والتنظيم في حركة “فتح”، أحمد قريع، يوم (23/9)، خيار المواجهة مع “حماس” “من أجل إنهاء الانقسام الداخلي”، وفق وصفه.
وعلى نحو متصل؛ فقد كشفت مصادر إعلامية بحركة “فتح”، النقاب عن أنّ اللجنة المركزية للحركة وتحت دعم كل أعضائها، أقرّت أنه “لا مفر من المواجهة في حال فشل الحوار”. وخلال سلسلة من الاجتماعات العلنية والمغلقة؛ تبيّن أنّ “اللجنة المركزية لفتح مستعدة تماماً لتبني مرحلة الصدام بكل ما تحمل من آلام”، في إشارة إلى تبلور قرار بتفجير حرب أهلية.
ورفض قياديون كبار في “فتح”، عُرف منهم “أبو ماهر” غنيم “الاستمرار في أي تهادن مع حماس بعد رفضها للحوار”، وقال مصدر الحركة إنّ” القيادة الفتحاوية أبلغت الرئيس (عباس) وبكل صراحة أنها لن تسكت بعد فشل الحوار، وأنها ستدير العمليات العسكرية صراحة ولا بلا هوادة”، كما ورد.
وبسبب ذلك؛ فقد رأت حركة “حماس” على لسان الناطق باسمها الدكتور سامي أبو زهري، أنّ فكرة استخدام القوة لمواجهة “حماس”، كما في التصريحات الآنفة، لم تغادر عقلية فريق رام الله وحركة “فتح”، ورأى أنّ إطلاقها في مثل هذا التوقيت “يهدف لممارسة الضغوط على “حماس” للقبول بأي نتائج للحوار، وإلاّ فإنّ عليها أن تكون جاهزة للقبول بخيار المواجهة”، حسب تقديره.
ورغم التصريحات الصادرة عن جناح السلطة بالضفة وحركة “فتح”؛ فقد شككت شخصيات “فتحاوية” في جدوى اعتماد القوة لسيطرة “فتح” والأجهزة الأمنية التي تدور في فلكها مجدداً على قطاع غزة، نظراً لقوّة “حماس” على الأرض. فقد استبعد أحمد قريع، مفوّض عام حركة “فتح”، خلال لقاء له مع كوادر من الحركة بمناسبة عيد الفطر الأربعاء (1/10)، أن يكون للأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس القدرة على استعادة قطاع غزة بالقوّة، مشيراً إلى أنّ حركة “حماس” مسلّحة بشكل جيد، على حد تعبيره.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...