عن عودة المختطفين الأربعة

حماس.. حركة افتتحت تاريخها بأسر جنديين، ثمّ ظلّت هذه المسألة مصاحبة لحماس.. يمكن أن نتحدث عن حماس، لا بصفتها الحركة الفلسطينية الوحيدة التي حاولت الإفراج عن الأسرى بفعل مقاوم، ولكنها الحركة الوحيدة التي تتصدر تلك المحاولات بعشرات الخلايا التي تشكّلت لهذا الغرض، حتّى اقتنصت سابقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال بصفقة شاليط باعتبارها أول عملية تبادل ناجحة جرت بكامل تفاصيلها من داخل الأرض المحتلة..
والحقّ أننا بحاجة لدراسة بحثية إحصائية حول عدد الخلايا والأفراد من حماس الذين اعتقلوا لهذا السبب؛ لإبراز مركزية هذه القضية لدى حماس وعيًا منعكسًا بكثافة في الواقع.
والآن.. ما تزال حماس تتصدر هذه القضية، بأسرها لعدد من الجنود الإسرائيليين في غزّة.
دلالة هذه الكثافة يمكن اختصارها بوعي الحركة المبكر بكون العنصر البشري هو رأسمالها الخالص الذي به تقاتل وعنه تقاتل، وأن حماية هذا العنصر، وتعزيز صموده لا من أهم أولويات الحركة فحسب، بل هو جوهر أي حركة تحرّر تحترم نفسها، لاسيما وأن الاحتلال يدرك ذلك ويحاول تحطيم صمود الفلسطينيين بواسطة آلة الأسر وأدواتها المتوحّشة.
أذكر سنة 1998، جمعني الأسر بفرد من كتائب القسام، قال بثقة لأحد القادة السياسيين “إخوانا راح يروّحونا”.. في صفقة شاليط أفرج عن بعض حملة عشرات المؤبدات الذين لم يمض على اعتقال بعضهم عشر سنوات. لقد كانت كسرًا لإرادة الاحتلال الذي قرّر أن “يتعفنوا” في السجون.
المنظومة العربية المتحالفة مع الاحتلال، تريد للفلسطيني الشيء نفسه، أن يكون ضائعًا، مهدر الكرامة، بلا حقّ، وليس من ورائه مطالب..
رغم كل الاعتبارات السياسية، أجبرت حماس النظام المصري، على الاعتراف باختطافه لمجاهديها الأربعة، ثم الإفراج عنهم.. وهذا لا ينبغي أن يكون سهلاً على نظام يبدو الآن بطريقته في اختطافهم ثم إنكار معرفته بمصيرهم كالعصابات وقطاع الطرق..
لم تجبر حماس النظام المصري على ذلك بقوّة تملكها، سوى أنها لم تكفّ عن مطالبته بأبنائها، ولا شك أن هذه المطالبة أثمرت في وقت ربما بدا للنظام المصري أنه مناسب للإفراج عنهم لسبب ما.. لكنها لو نسيت، وجاملت على حساب أبنائها، ما كان للأمر أن يصل إلى نتيجة مع نظام من هذا النوع..
يمكن تلخيص الحكاية كلّها بكلمة الشيخ أحمد ياسين، رحمه الله، “بدنا أولادنا يروحوا”.. كلمة “أولادنا” تفيض بما يغني عن كثير من القول..
لا أقول إنّ حماس فعلت كل ما عليها بخصوص ملف “رأسمالها البشري” سواء في عمومه الذي يشمل كل فلسطيني، أو بخصوص أبنائها حصرًا..
لكن حركة هذا تاريخها، جدير بها أن تستعيد ألقها من هذه الزاوية، وأن تبني عليها، تحتوي أبناءها وتضمد جراحهم، حيثما كانوا وفي أي موقع، ثم تحتمي بهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...

مستشفى الكويت برفح: المخزون الطبي لدينا يكفي لأسبوع واحد فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف عملياته معلنا أن المخزون الطبي لديه "يكفي...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...