عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

فلسطينيو سوريا.. أرقام ومعطيات

فلسطينيو سوريا.. أرقام ومعطيات

يُعتبرالتجمع الفلسطيني اللاجئ في سوريا مجتمعاً نشيطاً ومبادراً على كل محاور الحياة،كما هو حال التجمعات الفلسطينية اللاجئة في البلدان العربية الأخرى.

فالنكبةوآلام اللجوء والشتات، ولدّت طاقات هائلة في نفوس اللاجئين الفلسطينيين أعطتنتائجها بسيادة روحي الإقدام عند الفلسطيني، وسيطرة إرادة التحدي أمام معتركالحياة وصعوباتها القاسية وتحدياتها.

وتزامنتنكبة فلسطين مع سنوات الاستقلال الأولى لسوريا، فشكّل اللاجئون الفلسطينيون الذينوصلوا البلاد لتوهم، عاملا بنّاء في الجوانب الاقتصادية والثقافية التربويةالتعليمية والسياسية، وفي باقي أوجه الحياة في القطر العربي السوري. وبرزت منهمأسماء لامعة في صفوف الأنتلجنسيا العربية وفي حياة سوريا على مُختلف الصعد،وخصوصاً في مخيم اليرموك الذي تحوّل مع مرور الزمن لسوق تجاري يُعتبر من أكبرالأسواق التجارية في دمشق وحتى على مستوى سوريا.

وتشكلالقوة البشرية المنتجة بين الفلسطينيين في سوريا 638% من إجمالي المجموع المقدرمع نهاية 2013، بنحو 532 ألف نسمة.

ويستوعبالقطاع العام في سوريا أكثر من ثلثي عدد المُشتغلين بأجرٍ، حيث تتألف القوة البشريةمن قسمين: فئة من هم خارج قوة العمل لكنهم لا يعملون ولا يبحثون عن العمل، كالطلبةوالمتقاعدين وربات البيوت والذين يعيشون من إيراد استثماراتهم. والفئة الثانية تضمقوة العمل من ذوي النشاط الاقتصادي. مقابل ذلك، بلغ معدل النشاط الاقتصادي الخامللاجئين في سوريا نحو 28.9%، والغالبية تعمل في القطاع الحكومي السوري، وبشكلرئيسي في الخدمات العامة التي تتضمن قطاع التعليم والصحة والأعمال الوظيفيةوالمحاسبة وغيرها.

ووفقالبحوث الميدانية التي أجراها المكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نحو 74% منإجمالي العاملين الفلسطينيين في سوريا يعملون بشكل دائم، في حين لا تتعدى نسبةالمشتغلين بأعمال موسمية أو متقطعة 26%.

ويضمقطاع التربية والتعليم عددا كبيرا من العاملين الفلسطينيين، الذين ساهموا منذلحظات قدومهم الأولى لسوريا في بناء هذا القطاع وتطويره، خصوصا بالنسبة لتدريساللغة الإنجليزية والمواد العلمية، حيث تُعتبر سوريا الدولة الوحيدة التي خرجت منتحت عباءة المستعمر الفرنسي ولم تتخذ من لغته لغة ثانية في التربية والتعليم، بلاتخذت الإنجليزية لغة ثانية للتعليم في المدارس، والفضل في ذلك يعود لوجود مُدرسياللغة الإنجليزية من لاجئي فلسطين الذين ساهموا في هذا الميدان.

وبشكلٍعام لم تكن تخلو قرية أو بلدة سورية على امتداد خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرنالماضي، من مُدرس فلسطيني، وكذلك الأمر على مستوى الجامعات، وحتى في الإسهام فيقيام بعض الكليات وتأسيسها، ككلية التربية في جامعة دمشق على سبيل المثال، والتيقامت عام 1954 وكان على رأسها العديد من ذوي الاختصاصات العالية في هذا المجال،ومنهم الدكتور فخر الدين القلا، والدكتورة فاطمة الجيوشي على سبيل المثال..

ولاننسى هنا القامات الكُبرى في ميدان التعليم العالي، كالدكتور حسام الخطيب،والدكتور محمد توفيق البجيرمي.. ومجموعة كبيرة من دكاترة كليتي الطب والهندسةبكافة فروعها، إضافة لكلية العلوم التي كان من مؤسسيها الدكتور المقدسي محمد زيادالقطب، ومعه الدكتور أحمد الحاج سعيد والدكتور خضر الأحمد..

أماالأعمال المهنية، فقد أبدع فلسطينيو مخيم اليرموك وسوريا بشكلٍ عام في جوانب كثيرةمنها، وأدخلوا العديد منها لسوريا، وتحملوا متاعب الأعمال الشاقة والمُضنية جداً،وقد ساهمَ المعهد المهني التابع لوكالة الغوث (VTC) ومنذ تأسيسهأواخر خمسينيات القرن الماضي، بتخريج الآلاف من الشبان الفلسطينيين بمهنٍ نوعيةوجيدة، مكنتهم من شق سبل الحياة الكريمة ورفد المجتمع المحلي بتلك المهن.

أمامساهمة المرأة الفلسطينية اللاجئة في النشاط الاقتصادي في سوريا، فقد بلغت عام1998 على سبيل المثال نحو 235%، واستحوذ قطاع الخدمات على 595% منهن، والصناعةالتحويلية 265%، وباقي النسبة توزع على القطاعات الاقتصادية الأخرى، ولوحظ أن 70%يعملن بصورة دائمة نظراً لأن الغالبية يعملن في القطاع العام.

ويلحظوجود دخول الأطفال سوق العمل لأسباب شتى، ووفق تحليل بيانات واقع التعليم وعمالةالأطفال الفلسطينيين في سوريا، فإن 377% من تلك العمالة من أجل إعالة أنفسهم،ونحو 15% لإعالة أُسرهم و429% لمساعدتها، ونحو 44 لأسباب غير مذكورة.

تلكوقائع بسيطة من حياة الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك وعموم سوريا، سيرة مضنيةلشعبٍ مُثقل بالآلام، وجراحه ما زالت غضة وطرية ومعفرة بالتراب، وقد باتت آلامهأكثر وأعمق مع نكباته الأخيرة، ومنها نكبة اليرموك.

صحيفةالبيان الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...