فضل الله: تأخير ملف القدس مدخل لإخراجه من دائرة التفاوض كلياً

حذّر مرجع ديني لبناني من خطورة استمرار المفاوضات الفلسطينية ـ الصهيونية دون الأخذ بعين الاعتبار ما وصفه بسياسة “المكر السياسي” التي تعتمدها السلطات الصهيونية في مفاوضاتها واعتمادها أسلوب تفكيك المطالب الفلسطينية الواحدة تلو الآخر وتأخير البحث في مسألة القدس وصولاً إلى إخراجها من دائرة التفاوض كلياً.

وأكد المرجع الديني اللبناني السيد محمد حسين فضل الله في مقال له بصحيفة “الوسط” البحرينية أن “إسرائيل تتطلع إلى احتواء القدس على جميع المستويات، لتفتح لهم ـ هذه المدينة الروحية ـ أبواب القداسة المطلة على التاريخ، ولتشرّع أمامهم أبواب العالم في مضمونها الديني الذي يعملون على تزويره في الحديث عن هيكل سليمان، وفي سعيهم لهدم المسجد الأقصى، ومنع العرب والمسلمين من التفاعل مع مواقعهم المقدسة، ومن التواصل الروحي والعملي مع مسرى نبيهم ومعراجه”.

وأشار فضل الله إلى أن “إسرائيل تلعب على المفاوض الفلسطيني في طرح تبديل الأراضي، لإبقاء المستوطنات والجدار الفاصل الذي يُراد له أن يكون خط الحدود الذي ينهي الدولة الفلسطينية القابلة للحياة”، وقال: “في ضوء ذلك، تبرز الأهداف الإسرائيلية والأمريكية الخبيثة من وراء مشروع المفاوضات الذي يراد له أن يُضيّق الخناق على الفلسطينيين، ويسقط حلم الدولة من وعيهم وسعيهم، وأن يُقدّم للإدارة الأمريكية مكسباً سياسياً تستطيع استخدامه لحساب المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية القادمة، وذلك عبر التوقيع على إعلان مبادئ عامة تساهم في تضييع القضية الفلسطينية أكثر، وتمنح العرب مزيداً من الأوهام السياسية في قضاياهم المصيرية”.

وحذر فضل الله السلطة الفلسطينية من متابعة السير في هذا الخط الذي وصفه بـ “التدميري للقضية” من خلال مفاوضات من هذا النوع، وقال: “ندعوها إلى الإفساح في المجال للمقاومة الفاعلة التي تستطيع أن تكبح جماح المشروع الإسرائيلي، وليُصار إلى إعادة إنتاج القضية بالحركة السياسية والجهادية الفاعلة، التي تحمل الشعارات الواقعية في حركة الخطة التحريرية، والتي تجزم بأن ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وليبقى كيان العدو مهتزاً بفعل المقاومة الفاعلة التي تستطيع أن تخلط الأوراق في المنطقة لحساب القضية المركزية للعرب والمسلمين”، على حد تعبيره.