الأربعاء 30/أبريل/2025

ينابيع المياه.. ترويقة أهالي سلفيت برمضان

ينابيع المياه.. ترويقة أهالي سلفيت برمضان

مع أول أيام شهر رمضان المبارك، أعدت الحاجة أم يوسف بدرية عدتها، من زجاجات بلاستيكية فارغة، متوجهة برفقة أطفالها إلى عين مغرفة قاصدة مياه النبع الباردة من أجل توفير بضع من لترات المياه لأفراد الأسرة العشرة، بعد قطع الاحتلال للمياه عن محافظة سلفيت وقراها شمال غرب الضفة الغربية.

ومنذ الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك، ومع اشتداد درجات الحرارة وبدء موجة الحر الشديدة؛ تتعمد سلطات الاحتلال قطع المياه بشكل متقطع عن سلفيت وقراها؛ بحيث صارت مياه الينابيع وخاصة نبع عين مغرفه قبلة للصائمين في رمضان.

ويتقاطر المئات من مواطني سلفيت وبشكل يومي إلى مياه الينابيع المحيطة بالمدينة والتي يبلغ عددها 99 ينبوعا.

الأزمة مستمرة
المواطنة بدرية أم لعشرة أفراد – من سكان البلدة القديمة في سلفيت-  تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن سبب ذهابها إلى نبع العين: “المياه البلدية غير متوفرة وتنقطع عن منزلها ولا تصل بالشكل الكافي للعائلة المكونة من عشرة أفراد، وإن المياه لا بد من توفرها خاصة في شهر رمضان الكريم لنروي بها عطشنا في ظل موجة الحر”.

وتعتبر أم يوسف ان مياه العين وان كانت قليلة إلا أنها لا تضاهيها مياه معبأة أو معدنية ولا نبع آخر في سلفيت ولا في قرى سلفيت، فهي تروي العطش، وهي باردة وشهية مع الإفطار في رمضان، على حد قولها.

وتضيف: “بالكاد نوفر مياه الشرب، وأزمة انقطاع المياه مستمرة ولا نعرف متى تنتهي الأزمة، ويتوقف الاحتلال عن سياسته هذه”، موضحة ً أنه رُب ضارةً نافعة؛ “فطعم مياه العين القبلية مختلف لأنه مكون من مياه معدنية طبيعية وخالي من الملوثات البيئية الكثيرة”. 

حلول صعبة
أما المواطن محمود علي ولمرة واحدة فقط؛ اضطر لشراء المتر المكعب الواحد من المياه بسعر مضاعف وصل حتى 100 شيكل.

ويوضح علي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن السبب الذي دفعه لذلك: “عزمت أقربائي على الفطور، ولا يوجد ماء في الصهريج؛ فاضطررت أن اشتري بهذا السعر المرتفع كي لا أشوش على ضيوفي فطورهم، فالماء أساس الحياة وروحها”.

وكانت بلدية سلفيت قد دعت المواطنين في بيان لها، إلى التزود بخزانات مياه إضافية في منازلهم للتخفيف من أزمة انقطاع المياه من المصدر المزود.

وأوضحت البلدية أن شركة مكروت “الإسرائيلية، قامت بتخفيض حصة سلفيت لـ40% فقط من المياه، وقامت البلدية بتقسيم المدينة إلى ثلاث مناطق كي تخفف من انقطاع المياه.

وتشتد حركة المواطنين في التزود من مياه الينابيع بعد صلاة العصر وقبل موعد الإفطار؛ معبرين عن سخطهم وغضبهم من انقطاع المياه.

ويرى مواطنون، أن الجو الريفي اللطيف، ونسمات الهواء الطلق، وسماع زقزقة العصافير خلال ذهابهم وإيابهم لتعبئة المياه، قد يخفف عليهم من سخطهم وغضبهم من الأزمة، مطالبين بسرعة حلها.

قطع المياه متعَمد
بدوره قال الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي: “إن سلطات الاحتلال تتعمد قطع المياه بشكل متقطع عن سلفيت وقراها”، موضحاً أن المستوطنات لم تنقطع عنها المياه.

وأضاف الخبير خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “هذه الأزمة تأتي في الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال بنهب المياه الجوفية لسلفيت التي تقع فوق بحيرة مياه؛ وهي حوض المياه الغربي”.

وأشار معالي إلى أن سلطات الاحتلال تمنع حفر أبار ارتوازية ولا تسمح لسلفيت بسحب مياه الينابيع إلا بنسبة محددة لا تفي باحتياجات المدينة المتزايدة، وأن شركة “مكروت” باتت تتحكم وتتلاعب بنسبة المياه.

وأكد معالي أن سلطات الاحتلال تستغل اتفاقية “أوسلو”؛ حيث تم ترحيل قضية المياه إلى قضايا الوضع النهائي ضمن إطار الاتفاقية؛ وتأجيل “الحلّ الجذريّ لمشكلة المياه في فلسطين إلى المفاوضات النهائيّة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حملة دهم واعتقالات في الضفة

حملة دهم واعتقالات في الضفة

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...