المقاومة إذ تتجذر
من قال إن الأوضاع المتفجرة توقفت يوماً واحداً منذ ثورة 1936 في فلسطين، بل حتى قبل ذلك عندما أدخل الإنجليز يهوداً إلى البلاد، بنوا الكيبوتسات الزراعية الأولى في الأرض المحتلة.
لم نسمع أن يوماً قد مر على الضفة وغزة دون عمل من أعمال المقاومة والاحتجاج، من دهس وطعن وهجمات بالأسلحة أو عمليات استشهادية، أو المسيرات والمظاهرات والاعتصامات والاضرابات. كما لم نسمع عن يوم مر دون ممارسة الاحتلال أساليب القمع من هدم منازل وقتل واعتقال ومحاكمات غير شرعية وإبعاد وغير ذلك من نشاطات العدو الصهيوني.
قبل أن نتحدث عما توقعه قادة أمنيون في فلسطين المحتلة، من انفجار الأوضاع قريباً في الأرض المحتلة كلها بما في ذلك المستولى عليها عام 1948، نود أن نذكر الجميع أن حكماً كسلطة رام الله وطاقمها وشرطتها الموالية لواشنطن، وتنسيقها الأمني الفاضح مع “إسرائيل”، لم يفلح في تخفيف أنماط المقاومة.
صحيح أن نتانياهو وليبرمان وبنيت وأدرعي وغيرهم من عتاة الصهيونية المجرمة الغاصبة، يمتدحون عباس وأعوانه الذين يؤكدون أنه لولا جهودهم لساءت الأحوال أكثر في المدن مثل نابلس والقدس وخانيونس ودير البلح والمخيمات، وكذا يافا وحيفا وأسدود وأم الفحم والمثلث.
ولعله بات مطلوباً من المقاومة أن تتصدى ليس فقط للعدو المحتل بجيشه ومواطنيه ومستوطنيه، ولكن لتلك المؤسسة العميلة التي أسسها بنو “إسرائيل” وأميركا لكبح جماح الشعب الغاضب.
ليقل أعداء المقاومة ما يقولون، إذ ما يهمنا هو أن الاحتلال مصدوم، في الوقت الذي لم تفلح فيه حلول كشق الضفة إلى وحدات جغرافية ونشر الحواجز ومضاعفة إجراءات القمع والهدم والاغتيال والاعتقال دون أدلة، في كسر إرادة التحرير التي تتصاعد دون توقف.
وأمس عندما قال الجنرالات أمام الحكومة إن الحالة في الضفة والقطاع تنذر بالأسوأ، وبانفجار شديد يعم الأراضي المحتلة، فقد أضاف رئيس «الشاباك» ديفيد أرغمان، إلى ذلك قوله إن الهدوء النسبي الحالي هو مجرد هدوء هش مرشح للانفجار في أي لحظة، وربما على خلفية دينية في إشارة ضمنية إلى أزمة المسجد الأقصى المفتوحة.
وتحدث ارغمان عن تعزيز حماس لقدراتها وعن نيتها شن هجمات داخل الضفة، فيما تحدث المحلل أليكس فيشمان عن خطط وضعها وزراء وضباط لإخلاء ستين ألفاً من مستوطنات الشمال، كما حذرت مصادر أمنية من هجمات قد تنفذها منظمات فلسطينية أو مجموعات مستقلة مجهولة لدى المخابرات.
ولاحظ العسكر ارتفاع نسبة الإخطارات الأمنية أضعافاً منذ العدوان على الأقصى، كما أشاروا بكثير من القلق إلى تصاعد الخطاب التحريضي الفلسطيني في وسائل التواصل، خاصة دعوة الأفراد إلى التصرف ضد الإسرائيليين بكل الوسائل، ومن تلقاء أنفسهم.
وتقول الصحف الإسرائيلية أنه تم إحباط مائتي عملية منذ بداية العام وحتى نهاية الشهر الماضي، فيما أحبطت سبعون عملية في الشهرين الأخيرين فقط، وصف بعضها بالخطير، بما في ذلك عمليات استشهادية وخطف وهجمات مسلحة.
المهم في النهاية، وبغض النظر عما قيل أعلاه، فإنه لا راحة لإسرائيلي، طالما أنه يحتل أرض غيره، ولا أمن لدولة العدو ما دامت تسيطر على فلسطين وتنكل بأصحاب المكان، الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا يتوقعون إقامة طويلة لهؤلاء الغزاة، وربما العالم كله يدرك ذلك.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
مجزرة جديدة .. 15 شهيدًا بقصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في النصيرات
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 15 مواطنا، اليوم السبت، في قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين في مدينة النصيرات وسط قطاع غزة. وأفادت...
القسام يواصل التصدي لقوات الاحتلال بمحاور التوغل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ عدة عمليات واستهداف آليات الاحتلال وقواته في محاور التوغل في...
سرايا القدس تقصف سديروت وتوقع قوة للاحتلال بالشجاعية في كمين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، توجيه رشقة صاروخية لمستوطنة سديروت ،وإيقاع قوة صهيونية في...
الاحتلال يعتدي على عشرات المصلين ويمنع دخولهم الأقصى
القدس المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلاماعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، على عشرات المصلين ومنعتهم من الدخول للمسجد الأقصى المبارك. واضطر...
السلطات الألمانية توقف ممدوح بدوي على خلفية إيصال تبرعات إلى غزة
برلين - المركز الفلسطيني للإعلام أوقفت السلطات الألمانية، رئيس هيئة الإغاثة العالمية في ألمانيا، ممدوح بدوي، فور وصوله إلى مطار ميونخ قادما من...
الشرطة: الاحتلال يستهدف ضباطنا وعناصرنا لينشر الفوضى في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت المديرية العامة للشرطة بقطاع غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لنشر الفوضى من خلال استهدافه المتكرر للضباط...
الفصائل ترفض أي خطط لنشر قوات دولية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت فصائل العمل الوطني والإسلامي رفضها الشديد لأي تصريحات أو خطط تدعم نشر أي قوات دولية في قطاع غزة. وطالبت الفصائل...