الإثنين 21/أكتوبر/2024

أبو هنادي.. رحل قائد الإعداد والإمداد بـالسرايا

أبو هنادي.. رحل قائد الإعداد والإمداد بـالسرايا

تاريخ جهادي عريق كتبه بمداد من نور، لينقش اسمه في قوافل الخالدين، الذين أحيوا بدمائهم وجهادهم أجيالا من الشموخ والكبرياء في مقارعة المحتل الغاشم، عاش حياته على طريق الثورة الفلسطينية، وواصل مشواره الجهادي في مواجهة العدو الصهيوني في مختلف الساحات، كان على تواصل مع كل الفصائل الفلسطينية، وله بصمة في تطوير أدوات المقاومة.

القائد محمود عبد ربه الحيلة “أبو هنادي” (69 عاما)، من سكان محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، أحد أبرز القادة العسكريين ومؤسسي “سرايا القدس”، الجناح العسكري المسلح لحركة الجهاد الإسلامي.

69 عاما، كانت مليئة بالجهاد والصبر والمقاومة والثبات، أمضاها بين النفي والاعتقال والمطاردة، ليترك خلفه جيلا من المقاتلين الذين يعملون ليل نهار في ميادين الإعداد والمقاومة، عرف عنه شجاعته وإقدامه وقتاله وثباته في الميدان، خاصة أنه تعرض لأكثر من استهداف ومحاولة اغتيال من الاحتلال وطائراته.

يعدّ القائد “الحيلة” الرجل الأول الذي دمر الاحتلال منزله في قطاع غزة؛ بعدما توغلت جرافات الاحتلال عام 1970م، وجرفت منزله في منطقة معسكر خانيونس جنوب القطاع.

مشواره الجهادي
وبقلب متفطر تقول زوجته الصابرة أم هنادي، والدموع تسيل على خديها، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كان زوجي من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الستينات، ومن ثم بدأ مشواره الجهادي مع حركة الجهاد الإسلامي عندما كان في السودان؛ حيث التقي القائد فتحي الشقاقي… وكانت حكايته مع السرايا”.

وتضيف: “تنقل بين بيروت ولبنان وسوريا والأردن وليبيا كونه كان مطاردا للاحتلال”، مشيرة إلى أنه عاد إلى القطاع في التسعينات، ليكمل عمله الجهادي، وتابعت: “عمل زوجي موظفا في الخدمات العسكرية مع قدوم السلطة الفلسطينية، لكنه لم يغفل واجبه الجهادي؛ حيث كان يقوم بعمليات التصنيع وإمداد المجاهدين بالعدة والعتاد”.

وعن صفاته وتعامله مع الناس تقول المرأة المكلومة: “لم يكن يرد أي شخص سواء كان محتاجا أو يريد الزواج أو يريد ان يكمل تعليمه، وكان رحمه الله لا يبخل على أحد”.

عاش مطاردا
أما شقيقه أبو محمود، فأوضح أن القائد أبو هنادي كان نعم الأخ والصديق والصاحب، وكان يجود بكل ما يملك في سبيل الله وفي خدمة الناس، مشيرا، إلى أن رحلة المطاردة مع  الاحتلال بدأت منذ كان في الثانوية العامة، وتحديدا، في العام (1968م)، حيث كون مع مجموعة من الشبان خلية عسكرية في خانيونس.

ولفت إلى أنه وفي عام (1970م)، قامت جرافات الاحتلال بالتوغل في منطقة المعسكر غرب خانيونس، وهدمت منزله، (أول منزل يدمر لمقاوم في قطاع غزة).

“خسارة كبيرة للمقاومة الفلسطينية على وجه العموم وسرايا القدس خصوصا، لفقدان هذا الرجل القائد، الذي يعدّ من مؤسسي سرايا القدس في قطاع غزة، وعضو المجلس العسكري أيضا”، بهذه الكلمات بدأ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي درويش الغرابلي، حديثه لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”.

وهو القريب من “أبو هنادي”، يلخص حياته الجهادية: “محمود يوسف الحيلة، البالغ من العمر 69 عاما، من بلدة قسطينة المحتلة، قاتل وجاهد منذ نعومة أظافره، واعتقل وأبعد وطورد، وجاب العواصم دفاعا عن كرامة شعبه وأمته، بنى جيلا مجاهدا ثابتا على الحق وثابتا على مبادئه حتى النصر والشهادة،  كان يحرض المجاهدين ويبعث فيهم روح الأمل والتفاؤل ويرفع الروح المعنوية على الثغور”.

وقال: “آخر كلماته قبل وفاته بأيام لنا ولأبنائه في سرايا القدس “أن اصبروا وصابروا ورابطوا على عزائي”، مؤكدا أنه تمني الشهادة طيلة مسيرته، ولكن قدر الله له أن يموت على فراش المرض، ونحتسبه شهيدا بإذن الله كونه مات مبطونا”.

وعن مشاركته في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، قال: “يكفيه فخرا أنه كان يمد سرايا القدس في كل معاركها بصواريخ (فجر وبراق)، وكذلك بكل عتادها لكي يستمروا في قتالهم لهذا العدو الجبان”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات