الخميس 08/مايو/2025

الطفلة تولين.. ضحية شوارع المستوطنات تصارع الألم

الطفلة تولين.. ضحية شوارع المستوطنات تصارع الألم

ترقد على سريرها في المستشفى دون أن تحرك ساكناً، فلا يكاد يكون هناك موضعا إلا وتنغرس به إبرة أو أنبوب علاج.. وإلى جانبها تجلس والدتها التي تكافح النوم بجفونها المغرورقة بدموع الرجاء من الله أن يشفي لها ابنتها الطفلة.

هذا هو حال الطفلة تولين عصفور (5 سنوات)، التي لا تزال ترقد في إحدى المستشفيات منذ 3 أيام، بعد أن قام مستوطن يهودي بدهسها هي وزميلتها إيناس دار خليل (5 سنوات) والتي فارقت الحياة بعد ساعات من دهسها على أحد الشوارع الالتفافية.
 

في غرقة العناية

والدة تولين، التي لا تغادر المستشفى خوفا من البعد عن طفلتها، تتحدث بحروف مليئة بالحزن والألم، قائلة: “تولين لا تزال ترقد في غرفة الانعاش (العناية المركزة) وحالتها الصحية غير مستقرة نتيجة تعرضها لعملية الدهس المباشرة من المستوطن”.

يكاد لسانها لا يتوقف عن الدعاء لها من الله بالشفاء، وتضيف قائلة :”أدعو لها الله أن يشفيها ويعافيها وتعود إلى روضتها وكتابة واجباتها البيتية اليومية، وتعود البسمة للعائلة ولزميلاتها رغم فقدانها زميلتها الشهيدة الطفلة إيناس التي أبكى فقدانها الجميع”.

ونشر نشطاء كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعية، وعلى موقع الـ “فيس بوك” بشكل خاص صور مؤلمة للطفلة تولين وهي ممدة على سرير المستشفى والأنابيب تنغرس من كافة أنحاء جسمها الذي لم يكمل عامه الخامس من الطفولة.

ما ذنب الطفلة؟

بدورها، تتحدث زينة جميل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، متسائلة عن الذنب الذي ارتكبته الطفلة تولين، وتقول: “ما ذنب الطفلة إيناس أن تقتل، وما ذنب الطفلة تولين أن ترقد في المستشفى بحالة خطرة، ولا سمح الله قد تؤثر عليها ضربة مركبة المستوطن بأن تعيش معاقة، فالمستوطن معروف أنه من مستوطنة يتسهار التي يوجد فيها مستوطنون معبئون بالكراهية وأصحاب سوابق من الجرائم العنصرية”.

وتضيف متسائلة “لماذا لا تتحرك المؤسسات المدافعة عن حياة الإنسان والطفولة؟ أليس أطفال فلسطين كما هم باقي أطفال العالم؟”.

أما منى سعيد من بلدة سنجل، قريبة الطفلة تولين، فتتحدث معبرة عن مشاعر العائلة، وتقول: “أيدينا على قلوبنا، وندعو الله أن يشفي تولين، فما ذنب طفولتها وبراءتها أن تعيش وترقد في مستشفى وسط الألم والوجع، فطفولتها لم تشفع لها عند مستوطن حاقد”.

ويعتبر الطريق الالتفافي رقم (60) والذي يسلكه المستوطنون عادة، طريق الموت، بحسب أهالي القرى والبلدات الفلسطينية التي يمر عبرها هذا الطريق؛ ومن بينها بلدة سنجل شمال رام الله. 

وتؤثق الإحصائيات الفلسطينية والمراكز الحقوقية كل عام عشرات الوفيات والجرحى جراء دهس المستوطنين للمواطنين الفلسطينيين.

ضحية شوارع المستوطنات

 بدوره يقول رئيس بلدية سنجل أيوب سويد: “قتلت واستشهدت الطفلة إيناس، والطفلة تولين ما زالت تعاني من جراح بالغة، ولا ذنب لها سوى أنها كانت ضحية مستوطن دهسها بسرعة ولاذ بالفرار وهرب بسرعة”.

ويعاني الأطفال في الضفة والقدس جراء ممارسات  الاحتلال والمستوطنين بأشكال شتى، كما توثق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال؛ التي وثقت استشهاد عشرة أطفال منذ بداية العام الحالي، وجرح العشرات واعتقال المئات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات