تطبيع الحكام ووعي الشعوب

نقلت صحيفة هآرتس أمس الخميس 3-9-2020 أن مفاوضات نشطة بين ابن سلمان وكوشنير تجري في هذه الأثناء في محاولة للوصول الى صفقة تطبيع مع اسرائيل مقابل رزمة مطالب عسكرية وسياسية سعودية ، كما أعرب البرفسور تسفي بار ايل في هآرتس عن اعتقاده بأن فتح سماء السعودية يبدو كعربون سعودي أولي لصفقة مع الولايات المتحدة تتراكم في هذه الأيام في سباق مع الزمن قبل الانتخابات الأمريكية ، وأضاف قائلاً بأن ولي العهد السعودي ابن سلمان يسعى لتحسين صورته في واشنطن ، والتي تضررت بسبب سياساته .
وأضاف بار ايل ان الاتفاق بين الامارات واسرائيل هو انطلاقة حقيقية قد تغير وعي الشرق الأوسط اتجاه اسرائيل ، ولكن الأمر بحاجة للسعودية كي تصبح صفقة القرن ممكنة من الناحية الواقعية .انتهى النقل عن هآرتس
من الممكن القول أن المراهنة الأمريكية الاسرائيلية الاماراتية على تغيير وعي الشرق الأوسط اتجاه اسرائيل هي مراهنة محكوم عليها بالفشل . فالوعي يتعلق بالدرجة الأولى بشعوب المنطقة وليس بحكامها المستبدين والمرفوضين من قبل هذه الشعوب المقهورة ، فاسرائيل كانت وما زالت وستبقى دولة استعمار استيطاني كولونيالي بُنيت على أنقاض الشعب الفلسطيني المظلوم بعد أن مارست التطهير العرقي والعنصرية بناء على مقولات دينية توراتية أسطورية مضللة بدعم من قوى غربية استعمارية : بريطانيا وأمريكا تحديداً ،والتي كانت تهدف لشلّ الجسد العربي والاسلامي بزرع كيان غريب في قلبه.
هذه النظرة لن تتغير على الأرجح والتجربة برهان على ذلك ، فهذه عملية أوسلو التي قامت على فكرة حل الدولتين بصورة أو بأخرى لم تنجح في ذلك ، بمعنى آخر فجزء من الفلسطينيين قد يقبل حل الدولتين سياسيا وكأمر واقع لا بد منه ، أما من حيث الوعي والذاكرة والضمير الفلسطيني فاسرائيل ستبقى صانعة نكبة الفلسطينيين وسبب تشتتهم في البقاع .
أما بالنسبة لجزء كبير آخر من الشعب الفلسطيني والغالبية الساحقة من شعوب العالم العربي والاسلامي فالاعتراف باسرائيل مرفوض ، والحل الوحيد المطروح هو حل الدولة الفلسطينية الواحدة التي يعيش فيها كافة المواطنين بشكل متساوي دون تمييز في الدين والعرق والجنس .
وهذه مصر أيضاً لم يتغير فيها وعي الشعب المصري رغم مرور عشرات السنين على مايسمى اتفاقية السلام مع السادات ، رغم ما يعانيه هذا الشعب من مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية جمّة .
فهل سينجح بن زايد وبن سلمان فيما عجزت عنه أوسلو واتفاقية السلام مع مصر والأردن ؟
بالطبع لا ، وفي المقابل هل سينجحان في تحقيق مكاسب سياسية معينة ؟ قد يحققان مكاسب ضيقة تخدم بقائهم على الكراسي ، ولكنها بثمن دفن ما تبقى من قيم العروبة والاسلام وعلى حساب آلام وجراح الشعب الفلسطيني ومقدسات الامة وعلى رأسها القدس والمسجد الأقصى ، فليطّبع الحكام اذن ، أما وعي الشعوب فلا تملك آلات القمع والاستبداد في تغييره .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...

جيش الاحتلال يعلن استعادة رفات جندي قٌتل في اجتياح لبنان 1982
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية في عملية وصفة بالخاصة....

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...