فجر الحرية

في يوم الأسير الفلسطيني، الذي يوافق اليوم (الثلاثاء)، السابع عشر من إبريل/نيسان، يستحق الأسرى وقفة جادة معهم ومناصرتهم في معركتهم ضد الاحتلال، خاصة أنهم يبدأون اليوم إضراباً مفتوحاً عن الطعام في السجون كافة لمواجهة تعنت سلطات الاحتلال وحملها على الانصياع لمطالبهم العادلة، في ظل تصاعد الهجمة الصهيونية ضدهم وحرمانهم من أبسط الحقوق التي تنص عليها المواثيق الدولية.
فالاحتلال يمارس التضييق بحق الأسرى كونه فشل في كسر إرادتهم أو تركيعهم أو النيل من عزيمتهم، فالأسرى هم عنوان الصمود والتحدي الفلسطيني.
أبرز المطالب التي حددها الأسرى وصمموا على تحقيقها هو إنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وإعادة التعليم الجامعي والثانوية العامة، ووقف الاعتداءات والاقتحامات لغرف وأقسام الأسرى، والسماح بالزيارات العائلية، خاصة لأسرى قطاع غزة، وتحسين العلاج للأسرى المرضى، ووقف سياسة التفتيش العاري والإذلال للأهالي خلال الزيارات، والسماح بإدخال الكتب والصحف والمجلات، وأخيراً وقف العقوبات الفردية والجماعية بحقهم.
يتضح من هذه المطالب أنها من أبسط الأمور الحياتية التي تتوفر حتى للسجناء القتلة والمجرمين في بقاع الأرض كافة، لكن الأمر يتعلق ب”إسرائيل” صاحبة السجل الدموي والمتمردة على القوانين الدولية.
قبل انطلاق الإضراب، سعت سلطات السجون لتشتيت وحدة الأسرى وتضامنهم من خلال اجتماعات فصائلية منفصلة بادعائها أنها ستسعى إلى دراسة مطالبهم كمقدمة لتحقيقها، مع مطالبتها بتأجيل الإضراب لحين دراسة المطالب، لكن وعي الأسرى وحرصهم على وحدتهم وكلمة السواء التي أجمعوا عليها، أفشلا محاولات الاحتلال في ضرب وحدتهم، لأن الأسرى هم عنوان الوحدة والأخوّة، ومنهم كانت أولى محاولات إنهاء الانقسام من خلال وثيقتهم الوحدوية المعروفة التي أوجدت الحل الشافي لإنهاء الانقسام، وترياقاً لوباء تفرق الفلسطينيين وتشتت أمرهم.
في هذه اللحظات، لا يمكن أن ننسى الأسرى الذين مرت أسابيع على إضرابهم عن الطعام، سائرين على درب الشيخ خضر عدنان وهناء الشلبي في قهر الاحتلال، فالأسيران ثائر حلاحلة وبلال دياب مر على إضرابهما عن الطعام 51 يوماً، وحسن صفدي 41 يوماً، وعمر أبو شلال 40 يوماً، وأحمد صقر أقدم الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال المضرب منذ 28 يوماً، وأحمد أبو عرب 25 يوماً على التوالي، وانضم إليهم مؤخراً الأسير عبدالله البرغوثي، إضافة إلى العديد من إخوانهم الذين يسلط الإعلام أضواءه عليهم.
المؤسف أن معركة الوحدة التي يخوضها الشعب الفلسطيني لمؤازرة الأسرى ودعمهم والوقوف إلى جانبهم تقابل بلقاءات مع الاحتلال، فمن المستغرب أن يضيق التقويم بالأيام ليتم اللقاء المزمع بين رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو، في اليوم المصادف ليوم الأسير الفلسطيني. كان من المفترض أن يقوم فياض بقيادة الفعاليات لنصرة الأسرى التي ستنطلق في مدن الضفة كافة، إضافة إلى غزة، أو على الأقل أن يشارك في الفعاليات التي ستحتضنها رام الله، خاصة أنه عوّد الفلسطينيين على مشاركته في جميع المناسبات والفعاليات الشعبية.
الأسرى هم خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية، وهم ضمير الشعب وعنوان وحدته، لكنهم يبقون جرحاً غائراً في خاصرة الشعب، لذا ينبغي العمل بحق لتبييض السجون الصهيونية منهم ومناصرتهم والوقوف إلى جانبهم لحظة بلحظة، لمنحهم الأمل بقرب انكسار القيد وبزوغ فجر الحرية.
[email protected]
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...