هل يختلف الأمام الفلسطيني عن الأمام الإسرائيلي..؟!

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعتزم التوجه إلى المنطقة العربية خلال أيام وكما قال «لتشجيع» الإسرائيليين والفلسطينيين على استئناف ما اسماه بـ «الحوار» من أجل تحريك ما اسماه أيضاً بـ «عملية السلام» إلى «الأمام ولكن عن أي حوار» وأي «عملية سلام» بل وعن أي أمام يتحدث «الأمين» فتحديد الأمام يعتمد على «أين تقف أو أين يقف» لتتمكن من تحديد هذا الأمام، وهذا الأمر ينطبق تماماً على الأمين العام للأمم المتحدة وغيره من المتحركين والنشطين في هذا الصدد وبخاصة القيادات الأميركية والغربية ومن يدور في فلكهم أو ينتظر تعليماتهم ليتحرك.
واضح أن العناوين التي يزور مون المنطقة على أنغامها، تثبت أن الأمم المتحدة «المطرودة» أميركياً وإسرائيلياً من صناعة «السلام العربي – الإسرائيلي»، والتي كما يبدو تتحرك حسب طلب أو إشارة من «الراعي الأميركي» القابض على ملف الصراع العربي – الإسرائيلي بالكامل ولا يسمح بإدخال الماء والهواء إليه إلا من خلال بوابته المفتوحة على مصراعيها للتعنت والغطرسة والعداء الإسرائيلي الشديد لكل ما له صلة بإمكانية إحلال السلام أو تسوية مقبولة عربياً وفلسطينياً عبر بوابة الأمم المتحدة التي تغص خزائنها وأدراج مكاتبها وأرشيفها بعشرات بل بمئات القرارات المستحقة التنفيذ منذ عشرات السنين، إن الأمين العام لا يحمل جديداً على الإطلاق وربما كل ما سيقوم به هو الضغط على الجانب العربي والفلسطيني للتقدم نحو «الأمام الإسرائيلي».
والأمام الإسرائيلي يختلف بل ويتناقض تماماً مع «الأمام العربي والفلسطيني» الذي ركيزته الأساسية قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة في الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، بينما الأمام الإسرائيلي هو التخلي الفلسطيني عن أكبر قدر من الحقوق الفلسطينية، بدءاً من القبول بالاستيطان ونتائجه التي قضمت مع جدار الفصل العنصري الذي يغيب عن الساحة الإعلامية والسياسية وحقوق الإنسان، أجزاء كبيرة جداً من أراضي الضفة الغربية، بالإضافة إلى التخلي عن حق العودة الذي يضمنه قرار الأمم المتحدة رقم 194، وغيره من القرارات التي تضمن جانبا من الحقوق الفلسطينية.. فعن أي أمام يريد مون تشجيع الفلسطينيين عليه وعن أي أمام الذي يريد أن يشجع الفلسطينيين عليه فهل يستطيع أن يطالب الإسرائيليين أو يلزمهم بتنفيذ ما بيده من قرارات دولية مثل القرارين 242 و338 و194 أو أن يلزمهم برفع الحصار عن قطاع غزة باعتباره عملا يرقى إلى جرائم الحرب، ام انه جاء للضغط أو لإقناع الفلسطينيين باستئناف «مفاوضات» ثبتت عبثيتها وعقمها بسبب العقلية الصهيونية المعادية للسلام والتي لا تريد المفاوضات إلا من اجل المفاوضات، وقد قالها قادتها بأنهم مستعدون للتفاوض مائة عام، فهم يريدون المفاوضات من أجل شراء الوقت، وليس لديهم أدنى استعداد للقبول بسلام يقوم على قاعدة الشرعية الدولية، فالهدف الإسرائيلي من المفاوضات هو لاستكمال المشروع الصهيوني الاستيطاني في المنطقة العربية، وخلق أجواء وظروف صالحة للتغلغل الصهيوني والسيطرة على المنطقة بأقل التكاليف وبأكثر المكاسب.
فالعقدة ليست في الجانب الفلسطيني والعربي، فالفلسطينيون والعرب راغبون وبشدة التقدم إلى الأمام ولكن ليس نحو الأمام الإسرائيلي الذي يزرع العبوات الناسفة في طريق مستقبل التسوية والسلام المنشود، فالعقدة التي يبحث عنها مون موجودة لدى الإسرائيليين وتتمثل في استمرار الاحتلال المعزز بالاستيطان، القاتل الحقيقي والفعلي لأي فرصة للتسوية، فإذا أراد مون وكان جاداً في «التشجيع» لاستئناف ما اسماه «عملية السلام» وهي العملية التي لا وجود لها على أرض الواقع فعليه أن يلزم دولة الاحتلال الإسرائيلي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وبجدول زمني لمفاوضات تتناول القضايا الجوهرية وبخاصة حق العودة تنفيذا للقرار 194 لأن القضية الفلسطينية قضية لاجئين وما تبقى عبارة عن تفاصيل وتشعبات وتداعيات لها.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...