يانون.. قرية منسية تعيش نكبة الاستيطان
تحولت حكاية بلدة يانون الفلسطينية، إلى أشبه بـ”معزوفة تراجيدية”، تجسد معاناة البلدات والتجمعات الفلسطينية النائية، التي تكابد الاستيطان، وقسوة ممارسات المحتل الهادفة لاقتلاع الجذور.
وتعاني القرية، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، والبالغة مساحتها 16450 دونمًا، من اعتداءات وتهديدات المستوطنين بشكل متواصل، وسياسات الاحتلال الذي صادر ما يقارب 85% من مساحتها لصالح المستوطنات المقامة على أراضيها، في ظل صمت المجتمع الدولي.
القرية المنسية
قرية يانون، التي تبعد 15 كم عن مدينة نابلس، أطلق عليها البعض القرية “المنسية”، باتت شبه خالية؛ جراء رحيل جزء كبير من سكانها قسرًا، في الوقت التي تزدهر من حولها المستوطنات، وتتوسع على حساب أراضي المواطنين.
ويقول رئيس مجلس قروي يانون، راشد مرار، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن “معاناة القرية تزداد يومًا بعد يوم؛ بسب الاحتلال ومستوطنيه، ونتعرض لعملية تهجير ومصادرة الأراضي من المستوطنين، بمساعدة جيش الاحتلال الذين استولوا على ما يقارب 85% من أراضي القرية”.
وأضاف “لم يتبق سوى 15% من أراضي القرية، 10% لا يسمح لنا الوصول إليها، و5% المتبقية يتم الوصول إليها بعد التنسيق”، مشددًا على أنه “لا يسمح لنا بالتطوير والبناء أو حتى استصلاح الأراضي باعتبارها منطقة مصنفة ضمن (ج)”.
حصار من 6 مستوطنات
ويحاصر الاحتلال القرية، بمستوطنة تدعي “إيتمار” وخمس مستوطنات أخرى تشعبت عنها بعد عام 2000، وأطلقت السلطات الصهيونية على بعضها أسماء عبرية مثل “جدعونيم” و”علام”، وعلى بعضها الآخر أرقامًا مثل”777″ و”836″.
وأضاف مرار “خلال انتفاضة الأقصى، تعرض سكان الخربة للتهجير؛ إثر هجوم المستوطنين عليها، وعاد السكان بعد عدة أشهر بمساعدة نشطاء ومؤسسات حقوقية ومتضامنين أجانب، ولكن القسم الأكبر من الأهالي بقوا في بلدة عقربا، ويقطن الآن في الخربة حوالي 25 فرداً فقط بعد أن كان يقطنها 150”.
ويؤكد الناشط في “جمعية حاخامين من أجل حقوق الإنسان” “الإسرائيلية” زكريا السدة، أنهم استصدروا قرارات قضائية من المحاكم “الإسرائيلية” خلال الأعوام الماضية، تقضي بإعادة بعض الأراضي لأصحابها، بشرط التنسيق المسبق قبل دخولها.
ويضيف السدة أن دورهم تعدى ذلك للوقوف بجانب المزارعين ومساندتهم، لضمان دخولهم أرضهم، إلا أنهم اصطدموا بإجراءات الجيش وتعنته بالتنفيذ على الأرض.
عوائل عايشت نكبة الاستيطان
إجراءات الاحتلال تجاه أبناء القرية، ووجود المستوطنين الدائم، فضلا عن انعدام الخدمات وعدم وجود مدرسة تحوي الطلاب، خاصة من هم في الصفوف الإعدادية والثانوية، جعل العديد من العائلات والأهالي يرحلون إلى قرية عقربا المجاورة ليانون؛ كونها توفر لهم الخدمات ومعيشة حياتية أفضل.
فبعد أن كان يقطن القرية أكثر من 150 فرداً أصبحت الآن شبه خالية، ولا يوجد بها سوى خمس عوائل تتكون من 25 فرداً.
يقول الحج موسى أبو هنية “أبو مصعب” الذي رحل قبل أكثر من عشرة أعوام لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الحياة في القرية شبة مميتة؛ فلا يوجد فيها خدمات أو أي شيء للبقاء فيها، كما أن ممارسات الاحتلال، وتواجد المستوطنين الدائم بالقرية جعل الأهالي ينفرون منها، خوفا على حياة أولادهم”.
وبحسرة وألم يكمل أبو مصعب، وصوته يكاد يختنق من القهر: “وجهنا نداءات لكل المؤسسات الدولية والأهلية، ولم نلق أي آذان صاغية لنا حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن”.
وأضاف مناشدًا كل المؤسسات والجمعيات الخاصة العمل من أجل تطوير القرية بكافة المجالات؛ “كونها قرية خالية من الخدمات، خاصة بما يخص وسائل النقل والمواصلات والتعلم”.
ويضيف أحد المواطنين الذي عاد إلى القرية بعد أن رحل عنها “رغم ما نتعرض له من اعتداءات وممارسات بشعة من المستوطنين، إلا أنه لدي إصرار وتمسك بالعودة إلى القرية والعيش فيها، وقمع كل من يحاول تهجيرنا والاستيلاء عليها”.
مدرسة تحوي 7 طلاب فقط!
في بيت قديم لا تتجاوز مساحته 200 متر مربع، مكون من ثلاث غرف صفية، يتلقى سبعة طلاب من المرحلة الأساسية تعليمهم على يد معلمين وطاقم تدريسي بعدد الطلاب، تفتقر المدرسة إلى أبسط الخدمات، وهي بحاجة إلى تطوير في وسائل التعليم.
ويقول مدير المدرسة أيمن أبو شهاب، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تفتقر المدرسة إلى الكثير من الاحتياجات الأساسية التي تمكنها من تطوير العملية التعليمية؛ حيث تفتقر إلى الحواسيب وآلات التصوير، والملعب والساحة”.
وأضاف إن “الاحتلال يمنع عمليات التوسعة في المدرسة بحجة وقوعها في منطقة (ج)، الأمر الذي دفعنا لبناء سقف المدرسة من الزينكو خشية إقدام سلطات الاحتلال إلى هدمها”.
وشدد على أن “وجود المدرسة يؤكد إصرارنا وصمودنا في وجه الاستيطان الذي يسعى بكل الطرق إلى تهجيرنا والاستيلاء على أراضينا”.
وتعد المدرسة التي أعيد ترميمها عام 2000، بعد أن هاجر سكانها إلى بلدة عقربا المجاورة، المركز الحكومي الوحيد في الخربة.
ويضيف أبو شهاب “إن الطلبة يتلقون تعليمهم الأساسي حتى الصف السادس، ثم ينتقلون للدراسة في مدرسة عقربا المجاورة”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...