أولمرت يعزز تهويد القدس


كان من الواضح عندما انعقدت القمة العربية في الرياض أن اتجاها عربياً تنامى مؤخراً لوقف التدهور الذي خلفته الهجمة الأمريكية الإسرائيلية الشرق أوسطية بعد إخفاقاتها المتكررة. فهنالك فشل أمريكي صريح في مواجهة المقاومة في العراق، وقد بدت الآفاق مغلقة تماماً في إمكان نجاح الحل العسكري ضد المقاومة وألوان الممانعة الشعبية أو الخروج من الفشل السياسي الأمريكي في العراق..الأمر الذي عكس نفسه على الداخل الأمريكي من خلال الانتخابات التي فقد فيها الحزب الجمهوري أغلبيته في مجلسي الكونغرس كما ظهر على استطلاعات الرأي التي أظهرت جميعها حالة الهبوط المستمر لشعبية جورج بوش، ولهذا حمل صفة «البطة العرجاء» المطابقة للحالات المشابهة. وثمة الفشل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وعلى مستوى الضفة الغربية منذ عملية «الوهم المتبدد» وأسر الجندي شاليط، وأخيراً وليس آخراً كانت الهزيمة الميدانية التي لحقت بالجيش الإسرائيلي في حرب تموز/ آب على أيدي المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله في لبنان. الأمر الذي ترك أولمرت بطة كسحاء وحكومته متهاوية متداعية وليس أدل على ذلك من طلب كونداليزا رايس من الرباعية العربية مساعدته، ثم هنالك الفشل الأمريكي في أفغانستان واندلاع المقاومة الصومالية ضد الاحتلال الأثيوبي «بالوكالة عن أمريكا».
وبهذا يكون مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الإسرائيلي قد فشل تاركاً وراءه فراغاً في المنطقة، ولكنه خلف في الوقت نفسه صراعات وانقسامات داخلية في فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان وأخطرها إثارة الفتنة بين السنة والشيعة، الأمر الذي راح يشعر الدول العربية التي لم تصلها نار الانقسامات بلفح تلك النار وخطر تسللها إليها. وهو ما ولد الاتجاه العربي مؤخراً لتلافي التدهور. وقد ترجم ذلك من خلال عقد لقاء مكة، ثم عقد اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإجراء مصالحة سعودية – سورية، وبعقد القمة العربية لتكريس ذلك، وإن أخفق مسعى رأب الصدع في لبنان.
ولكن هذا الاتجاه حفر أول حفرة لتعثره بقرار القمة العربية إحياء مبادرة السلام العربية وتفعيلها بدلاً من تشديد الخناق على أولمرت وانتزاع المبادرة لإعادة ترتيب الوضع العربي وإخراجه من التدهور والانقسامات الداخلية.
ثم توسعت الحفرة في اجتماع المجلس الوزاري العربي لتفعيل المبادرة. وأخيراً وليس آخراً بالالتقاء مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني في القاهرة. وذلك من دون أن تقدم من جانبها حتى إشارة واحدة بقبول المبادرة العربية، فقد جاءت إلى القاهرة لتعلن أن الجامعة العربية بدأت بالتفاوض مع الدولة العبرية وهذا ما قصدته بتسمية اللقاء بالتاريخي.
يكفي في هذا الصدد أن نتوقف عند القرار الإسرائيلي الذي أعلن فور عودة ليفني من القاهرة، وهو بناء عشرين ألف مسكن استيطاني في القدس الشرقية لتعزيز تهويدها وتخصيص مليار وخمسماية مليون دولار لمشروع تهويد القدس مع الحث على ضرورة الاستيطان فيها.
* صحيفة السبيل الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
من قتل شرين؟ وثائقي أمريكي يكشف هوية الجندي الإسرائيلي قاتل أبو عاقلة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام لأول مرة، كُشف الستار عن الجندي الإسرائيلي قاتل مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة، وذلك في فيلم وثائقي استقصائي...

الدفاع المدني يعلن توقف 75% من مركباته في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس، عن توقف 75% من مركباته في قطاع غزة؛ بسبب شح الوقود. وأفاد الدفاع...

عشرات المستوطنين يدنسون ساحات المسجد الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال...

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...

الإعلامي الحكومي: نرفض مخططات الاحتلال لإنشاء مخيمات عزل قسري بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفض المكتب الإعلامي الحكومي، بشكل قاطع المخططات الإسرائيلية لإنشاء مخيمات عزل قسري تشبه الغيتوهات النازية، معتبرًا...

المطبخ العالمي يوقف الطهي في القطاع بعد نفاد الإمدادات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المطبخ العالمي في قطاع غزة عن توقفه الكامل عن العمل ابتداءً من يوم غد الخميس 8 مايو/أيار 2025، نتيجة نفاد مخزونه...

ألبانيز: الجميع مسؤول أمام القانون الدولي لصمته على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
تونس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن...