رسالة إلى الرئيس محمود عباس

السيد الرئيس محمود عباس ،
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
رسالة أوجهها بفخر واعتزاز إلى شخصكم الكريم ، وبحرص وقد كثرت هذه الأيام الرسائل المفتوحة إلى شخصكم الكريم عبر مكتبكم ، وعبر الصحافة الإلكترونية وعبر عقول أبناء الشعب الفلسطيني كي نضمن سرعة الوصول والانتشار وتوحيد المفاهيم بين عقلياتنا عبر تعدد المدارس والمفاهيم الوطنية ، وكذلك لإطلاع مثقفي الوطن العربي وساستهم إن صادف لهم الاطلاع عليها.
بادئ ذي بدء ، نبارك لكم جهودكم المخلصة بالتوصل إلى اتفاق مكة المكرمة ، ونبارك لكم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي طال انتظار الشعب الفلسطيني والعربي لها ، ونحمد الله أن زالت الغمة واجتمع رأي الأمة على الوحدة والانصهار فيها ، والآن وقد هدأت الخواطر وارتاحت النفوس . وعليكم مسئوليات كثيرة أعانكم الله على القيام بأعبائها فأستميحكم الدخول في متن الرسالة .
إنني أتوجه إلى الله العزيز القدير بالدعاء المخلص بأن يسكن شهداءنا الأبرار واسع الجنان، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان . كما أدعو الله عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يخفف عنهم آلامهم ليعودوا لأعمالهم أو لأعمال أخرى يستطيعون مزاولتها في القريب العاجل آمين .
يجب طرح قضيتنا على أوسع نطاق بمطالب خطية ، فإن أظهرت إسرائيل وأمريكا حرصا على بحث هذه النقاط فهم جادون في سلوك الطريق نحو السلام الدائم والعادل ، وسنتقدم معا نحوه بخطوات عملية جدية وليس للاستهلاك المحلي أو لتخفيف أسباب التوتر في المنطقة . والجدية تختلف عن المماطلة .
وحسب اتفاقيات أوسلو كان من المفروض أن تكون الدولة الفلسطينية قائمة منذ زمن بعيد . وعلى المجتمعين بحث أو سماع أو استلام خطاب يشمل كل المطالب التي يتقدم بها الجانب الفلسطيني ومن ضمنها ، فإني أتمنى على السيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية شمول غالبية النقاط التالية على أقل تقدير وذلك أضعف الإيمان ، واعتبارها برنامجا وطنيا يقدم ويناقش في كل المحافل الدولية وجميعها مطالب مشروعة ربما بدت للوهلة الأولى أنها متفائلة كثيرا متهاونة وصاحبها لا يدرك الضغوط والمصاعب الدولية والتقرب الدبلوماسي للطلبات من الدول، وأنا على كل حال أخالف من يقول بهذا الرأي وأعتبرها مطالب عربية عادلة وصلبة وواضحة وتنهي المماطلات السابقة وتكشفها وتضمن عدم تكرارها.
نحن ذاهبون للتفاوض لتحقيق تقدم سريع نحو السلام وليس للتفاوض من أجل التفاوض ، فالأرض الفلسطينية يقضمها المحتل يوميا في حين تتواصل معاناة شعبنا في الداخل تحت الاحتلال وفي الشتات تحت ظروف وبيئة قاسية وقد طال انتظارهم للعودة للوطن .
ولا يخفى على سيادتكم بأن شارون رسم مسار جدار الفصل العنصري كحد نهائي دولي بين دولتي فلسطين وإسرائيل ، وبعد عامين من البدء في بنائه وأمام تخاذل العالم رغم صدور قرار المحكمة الدولية بعدم قانونية مسار الجدار ، فقد قرر شارون ثانية تغيير مسار الجدار ليقضم مزيدا من الأرض الفلسطينية لأسباب متعددة منها خصوبة الأرض والرغبة في بناء مستعمرات في أراضي مسيطرة ، واحتلال مصادر الحوض المائي فابتلع مزيدا من الأرض .
ونحن نعرف أن جدول أعمال مؤتمركم الثلاثي قد لا يتسع لبحث هذه النقاط المدرجة وغيرها في لجان متخصصة والإجابة عليها في مؤتمر قمة ثلاثي خلال شهر من تاريخه :
1 – ضرورة أن تتعامل أمريكا مع حكومتنا الحادية عشر بشكل مباشر، وإنهاء الحصار تدريجيا وخلال شهر كحد أقصى .
2 – اعتبار جميع الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية حركات تحرر وطني وجدت من أجل تحرير الوطن من الاحتلال الجاثم على الصدور ، وضرورة نزع صفة الإرهاب عن الأفراد والجماعات والتنظيمات ، وأن السلطة الفلسطينية مكلفة في الدفاع عن مواطنيها أينما كانوا حول العالم باعتبارهم رعايا فلسطينيين.
3 – الإفراج عن جميع المعتقلين والمختطفين من الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي خلال أسبوع من تاريخه وعدم الربط بينهم وبين محادثات الإفراج عن شاليط.
4 – تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى الذي تشرف عليه مصر أو التوصل إلى اتفاق ضمن أسبوعين كحد أقصى وإذا لم يكن ممكنا التوصل إلى حل فمن الضروري إصدار بيان رسمي يحدد الجهة الرافضة للتبادل والأسباب لينكشف الموضوع لشعوب المنطقة وللرأي العام العالمي فالدبلوماسية المفتوحة تشكل أداة ضغط فعالة وتحرج الطرف المعطل للوصول للاتفاق.
5 – الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين ضمن برنامج زمني شهري بمعدل خمسمائة إلى ألف أسير شهريا .
6 – الإفراج عن جميع المختطفين في عام 2006 والذين اختطفوا من بيوتهم لأي سبب كان فهم مواطنون مسالمون جرى اعتقالهم من بيوتهم. ومنع تكرار مثل هذا الأسلوب الذي يروع الأطفال والأهل وضرورة اعتبار البيت كل بيت فلسطيني مكانا آمنا له ولأسرته ولأطفاله.
7 – التوقف عن تدمير بيوت الفلسطينيين واعتباره عملا انتقاميا جماعيا محرما دوليا، وأن جميع البيوت التي دمرها الاحتلال هي قابلة للتعويض وتقديم كشف بها خلال ستة أشهر وتشكيل لجنة دولية لدراستها وتوثيقها وتكليف إسرائيل بالتعويض عنها بقيمة وسعر البيت المساوي له في المنطقة والمساحة وعدد الغرف.
8 – منع العمليات العسكرية في أراضي الضفة الغربية ومنع المداهمات والاعتقالات.
9 – وضع برنامج زمني يحدد فيه بداية ونهاية المحادثات في مواضيع الحل النهائي والتوصل إلى حل قابل للتنفيذ قبل نهاية عام 2007 ومن ثم ضمان تنفيذه خلال عام 2008.
10 – إزالة جميع نقاط التفتيش وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى معسكرات مؤقتة بعيدة عن المدن والقرى وطرق الفلسطينيين وأن لا تتلف أو تعطل حركة واستخدام الفلسطينيين لأراضيهم ومصدر أرزاقهم ، وأن لا يزيد عددها عن أربعة معسكرات مؤقتة وينسحب منها الجيش قبل نهاية عام 2008 على أقصى حد .
12 – يجري تعيين الحدود الدولية لدولة فلسطين على أساس حدود خطوط يوم 4 حزيران عام 1967 ، واعتبار جميع مناطق الحرام المؤشرة على خرائط الأمم المتحدة حسب اتفاقية هدنة عام 1949 هي أرض فلسطينية بالكامل باعتبارها الدولة الأم والأساس. وعاصمتها القدس العربية حسب خطوط هدنة 1949 مع ضمان حق العودة للفلسطينيين كل يعود لأملاكه ويعوض عن بدل استغلالها من قبل المحتلين طيلة المدة السابقة. وكذلك حق تعويض جميع الشعب الفلسطيني الذي هجر من موطنه بسبب الاحتلال على المعاناة والهجرة القسرية وعمليات القتل والتدمير الناتج من نيران العدو .
13 – عدم تدخل قوات الاحتلال في مداخل وأبواب المدينة المقدسة وحرية الحركة والمرور والقدوم والمغادرة للرجال والنساء من كافة الأعمار من مساكنهم مهما بعدت إلى مدينة القدس الشرقية ودخول مسجد الأقصى وساحته بدون أي اعتراض أو إعاقة أو منع ، فإن حدث ذلك فهو تدخل سافر في حرية الأديان وممارسة العبادة على أي شكل وفي أي وقت كان .
14 – منع القوات الإسرائيلية من إرسال قوات مستعربين باللباس المدني إلى الأراضي الفلسطينية ومنع اجتياح ودخول أي قوات لأي سبب كان في المناطق المبنية وكذلك منع تحليق الطيران بأنواعه المختلفة فوق الأراضي المحتلة .
15 – الإفراج الفوري عن كافة الأموال المجمدة للشعب الفلسطيني لدى حكومة إسرائيل ، والتعهد بتسليم أية أموال جديدة محصلة في وقتها دون أي تأخير لأي سبب كان.
16 – وقف جميع أعمال الحفر والتنقيب والتفتيش عن آثار في كافة الأراضي المحتلة شاملا عدم الاقتراب للأماكن المقدسة وعدم الحفر فيها وإغلاق كافة الأنفاق المحفورة حاليا تحت جميع الأماكن المقدسة ، وعدم دخول قوات الأمن إلى ساحات الحرم الشريف .
وتفضلوا سيادتكم بقبول فائق المحبة والاحترام .
أبو سمرة المقدسي – القدس الشريف
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...