الجمعة 02/مايو/2025

علاء زكارنة.. امتشق السلاح وقاوم جيش الاحتلال حتى نفدت ذخيرته

علاء زكارنة.. امتشق السلاح وقاوم جيش الاحتلال حتى نفدت ذخيرته

لم يمضِ أكثر من أربعة أشهر على فرحة عائلة زكارنة بتحرر ابنها الشاب علاء الدين (30 عاماً) من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام نحو عامٍ ونصف، حيث لا تزال حبال الزينة وأضواء الفرح قائمة بوجوده بينهم، حتى أعاد الاحتلال الصهيوني فجر اليوم الكرّة باعتقاله بعد أنّ كان قد تعهد جهاز المخابرات الإسرائيلي بإبقائه في الزنازين الصهيونية.

لم يمهل الاحتلال الصهيوني علاء الدين كثيراً حتى جعل منه مطارداً، فقرر علاء امتشاق السلاح ومقاومة الاحتلال حتى نفدت ذخيرته، ما أدى إلى إعادة اعتقاله، وفق حديث والده عمر زكارنة.

وعلى مدار ساعة وما يزيد قليلًا، عاشت عائلة زكارنة في بلدة قباطية جنوب جنين، لحظات مروعة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، حين حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلها في البلدة القديمة، بهدف اعتقال ابنها الأسير المحرر علاء الدين، الذي لم ينلْ قسطًا من حريته حتى أصبح مطاردًا لتلك القوات.

ووسط آثار التخريب، الذي خلفه الاحتلال في منزله، قال الستيني عمر زكارنة: “عائلتي نجت من الموت بأعجوبة فقد أطلقوا النار مباشرةً نحو منزلنا، وتطايرت شظايا زجاج النوافذ فوق رؤوسنا في كل ركن وزاوية.. لحظات مروعة ورهيبة عشناها، لا يمكن أن تنسى”.

ماذا حدث؟

ويروي جيران وأهالي بلدة قباطية، أنّ “وحدات إسرائيلية خاصة متنكرةً بالزي المدني تسللت للمنطقة، وحاصرت منزل عائلة الشاب علاء زكارنة، واشتبكت معه، حتى اعتقلته”.

وذكر الأهالي أنه فور اكتشاف كمين الوحدات الخاصة، اندلعت اشتباكات مسلحة شديدة، وهاجم مقاومون وحدات المستعربين، والتي ردت بإطلاق النار، في حين أعلنت مجموعات قباطية التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن عناصرها اشتبكوا مع الاحتلال خلال حصار علاء في محاولة لإنقاذه من قبضتهم، في حين زجّ الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة للمنطقة وأرجاء بلدة قباطية كافة.

وذكر والد الأسير زكارنة، أنه شاهد العشرات من الجنود يحيطون بمنزله، ويطالبون عبر مكبرات الصوت عائلته بمغادرة المنزل فورًا، موضحًا أنه عندما تجمع مع أسرته وحاولوا الخروج من المنزل فوجئوا بإطلاق الاحتلال النار نحوهم، ما أدى إلى إصابة ابنه بعيار ناري في يده اليمنى.

وأضاف: “خاطرنا بحياتنا لإنقاذ أسرتي، وبدأنا بمغادرة المنزل، حيث احتجزنا الجنود والمستعربون في منطقة قريبة، واستجوبوني حول الموجودين داخل المنزل، وهددوني بهدم المنزل على من فيه إذا لم يسلموا أنفسهم، وتكررت عمليات إطلاق النار نحو منزلنا”.

وروى زكارنة أن نجله علاء اشتبك مع قوات الاحتلال وأطلق النار عليهم، حتى نفدت ذخيرته، وبعدها تمكن الجنود من اقتحام المنزل وسط إطلاق نار كثيف واعتقلوه، وحققوا ميدانيًّا معه، وضربوه على وجهه ورأسه، ثم اعتقلوه، ونقلوه لجهة مجهولة.

وأفاد أهالي البلدة، أنّ قوات الاحتلال اقتحمت العديد من المنازل المجاورة، وحولتها لنقاط عسكرية ومراقبة، واحتجزت المواطنين طوال العدوان، وتحولت شوارع بلدة قباطية لساحة حرب حقيقية، وسط اشتباكات شديدة تخللها اطلاق النار، وإلقاء عبوات ناسفة، وزجاجات حارقة، كما شارك المئات من الشبان، وطلبة المدارس في التصدي لتلك القوات التي أطلقت النار بجنون خلال انسحابها.

وأسفرت العملية عن إصابة 13 مواطنًا نقلوا إلى مستشفيات المدينة، في حين أفاد مدير مستشفى ابن سينا الدكتور جاني جوخة، أن غرفة الطوارئ استقبلت 9 مصابين بأنحاء مختلفة من أجسادهم، وقد تلقوا العلاج وحالتهم وصفت بين المتوسطة والمستقرة.

وأغلقت مدارس قباطية أبوابها، ولم يتمكن طلابها من الوصول لمقاعد الدراسة في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد بسبب عملية الاحتلال.

يشار إلى أن علاء الدين زكارنة اعتقل في الرابع والعشرين من مارس/ آذار 2015، وقضى 49 شهرًا في سجون الاحتلال، وأعاد الاحتلال اعتقاله مرة ثانية، وقضى عامًا ونصفًا، وتحرر في التاسع عشر من أبريل/ نيسان الماضي، ووجهت له خلال اعتقالاته تهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي ومقاومة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...