الشباب الفلسطيني والانتخابات.. آمال وطموحات تواجه بالعقبات والقرارات

آمال كثيرة علقها الشباب الفلسطيني على الانتخابات الفلسطينية العامة، بما يضمن لهم حقوقهم في التمثيل الحقيقي لفئة الشباب الأكثر انتشاراً في المجتمع الفلسطيني؛ إلا أن تلك الآمال قطعت أحبالها في بداية الطريق بفعل قرارات وتعديلات رئاسية أصدرها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
تلك القرارات التي حدّت من مشاركة فئة الشباب في الانتخابات التشريعية والرئاسية، لاقت رفضاً واسعاً من الشريحة الأكبر في المجتمع الفلسطيني، واصفين إياها بالقرارات “المجحفة”.
محمد هنية، مقرر تنسيقية الأطر والهيئات الشبابية في قطاع غزة، أكد أن دور الشباب الفلسطيني دور محوري وأساسي، قائلاً: “هو الكتلة التصويتية الأكبر في الاستحقاقات الانتخابية القادمة؛ حيث إنه يشكل أكثر من 60٪ ممن يحق له الاقتراع، وسيتنوع دور الشباب من الاقتراع والترشح والإشراف والرقابة على العملية الانتخابية”.
وأضاف هنية في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أعتقد أن التوجه لدى جمهور المقترعين من فئة الشباب نحو القوائم الشابة، والتي ستتمسك ببرنامجها بالثوابت الوطنية، وستوضح كيف ستعالج قضايا الشباب في برامجها الانتخابية التي ستطرحها”.
وحول ما جاء في القانون الانتخابي، وصفه هنية بـ”المجحف” للشاب الفلسطيني، قائلاً: “للأسف لم يلتفت القانون ولا تعديلاته للسنوات والمئات من اللقاءات والمؤتمرات وورش العمل التي بذلت من أجل تخفيض سن الترشح، وإيجاد كوتة شبابية وغيرها من عناوين التحرك للشاب الفلسطيني خلال السنوات القادمة”.
وأردف بالقول: “للأسف القانون الفلسطيني للانتخابات وتعديلاته أوجد جملة من العقبات لدى شريحة الشباب، منها إلغاء نظام الدوائر واعتماد النظام النسبي 100٪، وهذا الأمر قطع الطريق أمام العديد من النشطاء للنزول والترشح في الانتخابات القادمة”.
ومن تلك العقبات، رأى هنية أن صدور الجدول الزمني من لجنة الانتخابات المركزية، أدى لعدم وجود وقت كافٍ لتشكيل وتنظيم قوائم شبابية في محافظات الوطن، إضافة إلى “وجود رسوم التأمين والتي تصل إلى 10000 آلف دولار بخلاف النفقات الأخرى والتي تقطع الطريق أمام غالبية الشباب والنشطاء من الدخول والمنافسة في الانتخابات القادمة”.
ورأى الناشط الشبابي أن العقبة الأخرى التي واجهت الشباب أن نسبة الحسم والتي حددت بـ 1.5٪، زادت من صعوبة نجاح القوائم الشبابية في حال دخولهم للانتخابات، إضافة إلى عدم وجود كوته أو محدد واضح بأن يدرج الشباب في القوائم التي تعتزم الترشح للانتخابات كما للمرأة.
واستنكر هنية إبقاء سن الترشح من 28 عاماً للمجلس التشريعي، وعدم النزول عن هذا السن العمري و40 عاماً للمتقدم للانتخابات الرئاسية، مؤكداً أن كل ذلك قد يكون عقبات حقيقية أمام وجود الشاب الفلسطيني تحت قبة المجلس التشريعي والوطني.
ودعا كل القوائم التي تعتزم الترشح أن يكون للشباب الحظ الوافر فيها وفي مقدمة الأسماء، وجدد دعوته للشباب لتنظيم أوراقهم والترشح والمنافسة بكل قوة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
دعوة لتعزيز مشاركة الشباب
من جهته، وجّه قطاع الشباب في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداءً إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والفصائل الفلسطينية لتخفيض سن الترشح لانتخابات المجلس التشريعي والرئاسة بما يضمن تعزيز مشاركة الشباب السياسية.
وشدد على ضرورة إشراك الشباب بالعملية الديمقراطية من خلال اعتماد تخفيض سن الترشح إلى 23 عاماً أسوة بسن الترشح لانتخابات المجلس الوطني، وبخاصة أن هناك مئات الآلاف من الشباب الذين سيحرمون من المشاركة في الترشح لهذه الانتخابات وسيتم تهميشهم في حال لم يتم تعديل سن الترشح.
وأشار قطاع الشباب في الشبكة إلى أن الشباب الفلسطيني عانى معاناة مضاعفة خلال السنوات الماضية جراء الانقسام السياسي.
ودعا إلى تمثيل فئات الشباب بالقوائم والمقاعد الأولى للقائمة، انطلاقاً من أهمية الدور والنسبة الشبابية بالمجتمع والسجل الانتخابي؛ حيث يشكل الشباب أقل من 40 عاما ما يعادل 63% من إجمالي الأصوات الانتخابية، وهذا يتطلب تمثيلا حقيقيا للشباب أعلاه في أولى القوائم لضمان مشاركة الجميع، بحيث يأخذ الشباب دورهم الطليعي والمتقدم والريادي والوطني في خدمة المجتمع خصوصاً بعد مرور ما يزيد على 15 عاما من التهميش والإقصاء وانعدام حصولهم على حقوقهم الأساسية.
وطالب بضرورة التفاف الشباب أنفسهم حول حقهم في المشاركة في الترشح ورفض تهميشهم من خلال تخفيض سن الترشح وضمان تمثيلهم في القوائم الانتخابية.
شباب فلسطين بالخارج
من جهته، دعا رئيس “شبكة شباب فلسطين في الخارج”، محمد أبو شقرة، الشباب الفلسطيني بالخارج، إلى إطلاق حراك شبابي واسع، للضغط على الفصائل وصناع القرار، من أجل انتزاع حقهم ودورهم، بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية القادمة.
وطالب “أبو شقرة”، في تصريح صحفي، له القائمين على الانتخابات الفلسطينية المقبلة، بضرورة إشراك الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، بالعملية الانتخابية، كما كل الانتخابات في العالم، بحسب وكالة “قدس برس”.
وأضاف: “نحن نوجه الدعوة إلى كل المؤسسات الشبابية خارج فلسطين، بضرورة التحرك معا، ومراسلة الفصائل والضغط عليها بالوسائل كافة، من أجل إنجاز الاستحقاق الانتخابي القادم بالشكل الأمثل والمطلوب”.
ولفت “أبو شقرة” إلى “وجود أجيال ولدت خارج فلسطين، معظمهم لم يشارك بأي انتخابات فلسطينية، وبعضهم لا يعرف معنى انتخابات مجلس وطني فلسطيني، رغم أن من حقه المشاركة، والشراكة في صناعة القرارات التي تخص قضيته، باعتباره يشكل عنصرا فاعلا ضمن المؤسسات الفلسطينية”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...