الأحد 01/سبتمبر/2024

ياسر النباهين وأطفاله الثلاثة.. رحيل مؤثر قبيل وقف عدوان غزة

ياسر النباهين وأطفاله الثلاثة.. رحيل مؤثر قبيل وقف عدوان غزة

في السويعات الأخيرة للعدوان الصهيوني على غزة، جاء استشهاد المواطن ياسر النباهين وأطفاله الثلاثة شرق البريج في مجزرة جديدة للاحتلال ضد العائلات الفلسطينية.

صاروخ أطلقته طائرات الاحتلال استهدف منزلاً، شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، ليصاب  مالكه الداعية والشرطي ياسر (50 عاماً) بجراح خطيرة قبل استشهاده بلحظات مع أطفاله التوأم محمد وداليا (13 عاماً)، وأحمد (9 أعوام)، ويصاب ابنه البكر بلال بجراح متوسطة.

بصعوبة وصلت سيارات الإسعاف إلى مكان القصف قبل أن يتمكن المسعفون من نقل الجرحى والشهداء.

ولا يزال سكان مخيم البريج يكافحون لاستيعاب هول الجريمة التي اغتالت أسرة بريئة.

الشهيد ياسر النباهين رجل استثنائي مخلص جمع عدة مجالات في الدعوة الشرطية والجهاد، نعته كتائب القسام، أحدَ جنودها الميامين وسط قطاع غزة.


null

الجلسة الأخيرة

كادت أن تكون جلسة اعتيادية بين الأب وأبنائه وهم يتابعون تطورات العدوان الذي حافظت فيه طائرات الاحتلال على التحليق المتواصل فوق المنطقة الحدودية شرق البريج.

يقول أبو سلامة النباهين، مختار العائلة: إن ابن عمه ياسر كان يجلس مع أبنائه في البيت عندما وقع قصف مفاجئ سمع معه سكان المنطقة الشرقية صوت انفجار عنيف قبل أن يكتشفوا ما حدث.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ما حدث مع ياسر وأطفاله تكرر مع العديد من العائلات الفلسطينية وأطفال فلسطين، ولا أحد من المجتمع العربي أو الدولي يحرك ساكناً، في حين لو قتل أي إسرائيلي تقوم الدنيا ولا تقعد!”.

وطالما كررت أسر الضحايا الفلسطينية مناشداتها المؤسسات الإنسانية والدولية ضرورة توفير الحماية للمدنيين خلال عدوان الاحتلال المتكرر، وسط صمت يصل إلى حد التواطؤ.

وأشار النباهين إلى أن شظايا الصاروخ حوّلت رقبة أحد الأطفال لأشلاء، وأصابت رأس الأب وظهره، وأخفت معالم وجه الطفلة، وقتلت الطفل الثالث في رأسه.

لحظات ما قبل القصف
يروي الابن البكر الناجي من المجزرة، بلال (23 عامًا) تفاصيل ما حدث قائلا: “كنّا نجلس في باحة المنزل، كان بها أرجوحة يلهو عليها إخوتي الصغار. كانت أمي وأختي الصغيرة في المكان، لكن لحظات ما قبل سقوط الصاروخ ذهبت أمي ومعها أختي لتعدّا الشاي لنا”.



بصعوبة يروي ما حدث، “كانت مجزرة، سقط الصاروخ، وحول الضحكات إلى أشلاء وأحزان، إنه احتلال مجرم”.

تغلبه الدموع وهو يردد “حسبنا الله ونعم الوكيل. عزاؤنا أنهم شهداء في الفردوس الأعلى بجوار الشهداء والأنبياء والصالحين”.

ولقيت عملية نقل الشهداء والجرحى شرق البريج صعوبة بليغة، وقد وصلت سيارات الدفاع المدني -حسب شهود عيان- تحت تحليق مكثف لطائرات بدون طيار، وإطلاق نار متقطع من أبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية الحدودية.

معركة التحرير

فقد خالد أبو غوش -مدير الشرطة البحرية وسط القطاع- صديقاً وزميلاً في العمل هو ياسر النباهين الذي خدم تحت إمرته من عام 2016م حتى وقوع جريمة الاغتيال.

تعجب أبو غوش من تكرار حديث ياسر آخر أسبوعين من حياته عن معركة التحرير مع الاحتلال وتمنيه أداء العمرة وزيارة بيت الله الحرام قريباً.

يقول أبو غوش لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تميز ياسر بانضباط العمل وأخلاق المهنة، وهو قليل الحديث، تكلف مراراً بمسؤولية دوريات الشرطة البحرية بكفاءة رغم معاناته من مرض الضغط والسكر”.


null

انتقل النباهين للعمل في سلك الشرطة القضائية نهاية يونيو/حزيران الماضي، ورغم ذلك استمر التواصل الدائم بين الصديقين ومحادثات مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تخلُ من الدعابات والتهنئة بالمناسبات.

ويتابع أبو غوش: “يوميا كان يجري اتصالا متكررا مع أطفاله وزوجته؛ فهو مرتبط بهم جداً، وقبل استشهاده بأسابيع أحضر الحلوى للعمل مع طفله محمد”.

وتخيم الصدمة على أصدقاء ياسر في سلك الشرطة ومخيم البريج بعد رحيل رجل أفنى عمره في خدمة مجتمعه وأقسام الشرطة التي عمل فيها سنوات طويلة.

وشنّ الاحتلال الصهيوني عدوانا على قطاع غزة، بدأ مساء الجمعة واستمر حتى مساء الأحد، وأدى إلى استشهاد 47 مواطناً، منهم 15 طفلاً وأربع سيدات، و360 مصاباً بجراح مختلفة.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

11 شهيدًا بقصف إسرائيلي شمال وجنوب القطاع

11 شهيدًا بقصف إسرائيلي شمال وجنوب القطاع

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 11 فلسطينيًا، مساء اليوم الأحد، جراء قصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في قطاع غزة، شمل القصف سيارة تأمين مساعدات...